عن أغنية : صباح الخير يا مولاتي

إذا أردت أن تبتهج في عيد الأم وتسمع أغنية تسعدك، وترجعك طفل صغير يغني ويرقص ويسعد، فلن تجد أحلى ولا أجمل من أغنية صباح الخير يا مولاتي التي الطفل الكبير صلاح جاهين والجميلة السندريلا سعاد حسني ولحن البديع كمال الطويل ثلاثة عظماء تلبستهم روح طفل يغني لأمه في عيد الأم بمنتهى السعادة ويقول لها يا ماما يا أمه يا أماتي

ويحيها ويقدرها ويقبلها، ويرسم لها كارت معايدة مملوء بالزهور في كل ركن من العالم الذي يحتفل كله بأمه في عيدها، من يكتب كلمات بمثل هذه الخفة مثل الجميل صلاح جاهين

ومن أول كوبليه ستجد هذا الطفل يقفز ويخبرها بطفولة وبراءة شديدة أن اليوم يومها ومن أجلها الدنيا كلها تحولت إلى كارت معايدة ملئ الربيع أركانه بمليون ألف وردة (حتى ترتيب الرقم ترتيب طفل غير مدرك لقيمة الرقم)، فتجد نفسك دون أن تشعر ترى الزهور بألوانها، وتشم رائحة الورد في كل مكان، وترى دنيا تتزين وتتجمل من أجل أمه في عيدها.

ويبدأ بعدها يعبر لها عن حبه وامتنانه ويخبرها بمنتهى البساطة والمباشرة إنها مقاتلة وتؤدي دورًا فدائيًا لأنها قضيتها الوحيدة في الحياة أن تجعل حياة صغارها حياة هنيئة ومن أجل ذلك فهي تضحي وتتنازل وتضع نفسها واحتياجاتها في آخر القائمة، وتجعل منهم قضية حياة نجاحهم نجاح لها وفشلهم أقسى أنواع الفشل.

ثم يعدد في أفضالها وتعليمها له مبادئ الحياة، فيعنرف لها بأنها من علمته المعاني والصبر على الأماني، ويقول لها  أنه لا ينسى ابتسامتها له عندما يصيب ولا ينسى الشخطة اللي تعلم وما تهينش الكرامة، والحقيقة في هذه الجملة بلغ صلاح جاهين من البلاغة إلى الحد الذي يوقفك، ويوقف عقلك حيث أن شخطة الأب والأم هي الوحيدة التي لا تلمس روحك أو قلبك ولا تهين كرامتك، من منا بعد ان تعنفه أمه او تضربه وتجده ييقول لها وهو يضحك بملء فمه “على فكرة مبتوجعش”.

اقرأ أيضًا 
خارج ترشيحاتك في عيد الأم .. 6 أغاني عن الأم يمكن سماعها طوال العام

وبعد الكلمات الجميلة فإنك ترى صورة حلوة لجميلة ترقص وتقفز من السعادة على الشاشة وسط صغار يرتدون ملابس الاحتفال الأنيقة وصوتها جميل يأسرك ويبعث في روحك السعادة والفرحة ويبعث في روحك الذكريات الجميلة الموجودة بينك وبين أمك، وكل ذلك الجمال يغلفه لحن رائع من الملحن الجميل كمال الطويل.

إقرأ أيضا

هل وسعت رحمة الله غزة أيضًا؟!

تحكي السيدة بهيجة شقيقة الشاعر الجميل صلاح جاهين عن مدى ارتباطه بأمه وأنه كتب هذه الأغنية لها ليخلد لها مشاعره ويتذكر معها ما فعلته من أجله هو وأخوته، حيث كان والده قاض ينتقل من بلد لبلد وهي معه تنتقل بأبنائها وتعيش كل فترة في مكان وتتحمل هي عبء التربية وحل المشكلات وإدارة بيت قاض ليس لديه وقت لمباشرة أي شيء إلا عمله المتعب، وكانت هي أول من علمته اللغة العربية وأول من استمتع لكلماته المنظومة، وكانت أول معجبينه، وعندما توفي كانت عندما تذاع هذه الأغنية كانوا يغلقون التلفاز فكانت هي تطلب منهم تركها وترك الغرفة لتشاهدها وحدها، وتعيش معه.

لا أعلم من الذي ربط مشاعر الأمومة بالدموع والقهر والوجع، ومن الذي وضع مقاييس اختيار الأم المثالية وفقا لأكثر أم قهرت وعانت ومارست الأمومة في أصعب الظروف، وكأن المجتمع يتبارى لترسيخ قواعد الألم والمعاناة.