رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
229   مشاهدة  

صباح الفل… فيلم عن صباحات متكررة لنساء مصريات كثر

صباح الفل
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بدأ الفيلم بالحدث مباشرة وهو استيقاظ بطلته على تأخرها عن العمل بعد كابوس عانت منه  عن أجواء العمل من كثرة التوتر والضغوط، وبطبيعة الفيلم القصير لا وقت لتقديم معلومات كثيرة عن تفاصيل الشخصية خاصة ببداية العمل وهو ما اتبعه المخرج شريف البنداري.

على الرغم من أن الفيلم كان من تمثيل بطلة واحدة على طريقة المونودراما إلا أن الحوار كان بمحله ليبرز معاناة المرأة العاملة بعد الزواج وباختصار يليق بالفيلم القصير ومدته الزمنية.

كذلك عبر الحوار عن الصراع  الذي تعاني منه ثناء مع زوجها في افتقاد احتياجاتها العاطفية بعد تغيره ولافتقادها لاحتياحات معنوية أخرى تزيد ضغوطها مع ظروف الحياة و العمل.

وجاء الحوار هنا معبرا عن معلومات هامة لم يكن لها بديل أبدا بالصورة؛ لذلك كان الحوار طوال الفيلم بمحله ولم يسبب مالًا للمتلقي.

فمثلا؛ لم نرَ الزوج ولكن كان حوار ثناء مع نفسها بصوت عالٍ عن طبيعة علاقتهما  هو ما وصل لنا المعلومات عن طباع الزوج وصراعها معه.

وشعرنا بزيادة العقدة عندما بكت ثناء بالدقيقة الخامسة من الفيلم أي في منتصف الفيلم، فهنا كان ظهور الأزمة بشكل واضح وهي الضغوط التي تتعرض لها من الزوج فوق ضغوطات الحياة .

فكان هناك صراعان ؛ صراع البطلة وتوترها لتأخرها عن العمل، وصراعها الكبير خلف هذا الصراع مع زوجها.

وهناك نوعان من الصراع توجاهما ثناء في هذه العلاقة ؛ صراع خارجي مع الزوج عبرت عنه عندما واجهته بأن هذا الزواج لم يكن كما تمنته، وصراع داخلي بينها وبين نفسها وهو الذي عبرت عنه باستفاضة مع نفسها ووصل للجمهور من الحوار الخارجي الذي دار بينها وبين نفسها بصوت عال.

من حيث الفكرة كانت فكرة الفيلم بسيطة جدا تليق بأفكار الأفلام القصيرة، حول امرأة تحلم بكابوس عن العمل بالصباح وتشعر بالتأخر على موعده مما يوترها أثناء ترتيب أشيائها من أجل مغادرة المنزل.

ثم تبدأ في حكي معاناتها في استدعاء حر لما حدث بالأمس في حياتها، ومن هنا نعرف القصة ونتعرف على الصراع كما نعرف بعض المعلومات عن هذه السيدة بما يناسب طبيعة الفيلم القصير بلا مط أو تطويل أو معلومات مجانية بلا مبرر درامي.

كما كانت قصة الفيلم مكثفة مركزة وواضحة، لا توجد إضافات بلا معنى ولا مشاهد بلا داعٍ.

ودار الفيلم كله بمشهد واحد بصباح يوم من أيام بطلة القصة،  وكذلك صور كله بمكان واحد تصويرا داخليا ببيت بسيط يناسب حياة “ثناء” بطلة القصة.

وقد كتب صناع العمل على تتر الفيلم أن اسمها ثناء بحرف الثاء وليس سناء.

صنع الفيلم بتكاليف قليلة تناسب أيضا طبيعة الأفلام القصيرة التي لا تتكلف إنتاج كبير مقارنة بالأفلام الطويلة، وهذا الفيلم بالتحديد من إخراج شريف البنداري بدعم من المركز القومي للسينما الذي يقدم الدعم اللوجيستي.

الفيلم كان مقتصرا جدا في الشخصيات كعادة الأفلام القصيرة الناجحة التي تطبق سمات الفيلم القصير، فكان من بطلة وحيدة ومعها طفل صغير رضيع وجوده كان يعبر عن زيادة المجهود والمسؤولية على بطلة الفيلم التي تدور في فلك روتيني طاحن يضغطها.

وعلى الرغم من أن اة، إلا أنها استطاعت أن تجذب الجمهور من البداية إلى نهاية بأداء مميز للفنانة هند صبري.

 الفيلم رغم اختصار تفاصيل الشخصية بما يتناسب مع طبيعة الفيلم القصير الذي يضع الشخصية فوق الحبكة ورغم ذلك لا نعلم شيئا عن تفاصيلها جميعا، ولكن عرفنا بهذا الفيلم نبذة عن أحلام البطلة التي تتمنى حياة مستقرة وإشباع احتياجاتها الجنسية والعاطفية مع زوجها.

وبالفيلم حبكة واحدة تدور حول تأخر البطلة عن العمل وما قد تواجهها من مشكلات بعد هذا التأخير، وكعادة الأفلام القصيرة لم يكن بفيلم صباح الفل حبكات فرعية.

ولكن كان هناك عنصر تشويق في التساؤل حول المفتاح الذي ضاع من البطلة، وكذلك حول مصيرها بعد هذا اليوم الموتر.

تعتبر ثناء شخصية سلبية لأنها لم تغير شيئا بنهاية الفيلم أو تتخذ قرار تجاه علاقتها بزوجها كأن تحدث وقفة حقيقية من أجل إنقاذ العلاقة، أو مثلا ترك العمل، أو حتى الانفصال عن زوجها.

جاءت النهاية  بصراع هابط بين البطلة ونفسها عندما بدأت تهدأ وحُلت أزمتها في تأخرها عن العمل بعد إيجاد مفتاح المنزل، وعندما اكتشفت أن اليوم إجازة ، ولكن انتهى الفيلم  من حيث بدأ أي من حيث البداية بأسلوب من أشهر الأساليب في إنهاء الفيلم القصير،  كحلقة لها بداية ونهاية من حيث نفس البداية، وهذا التكتيك يستخدم بالقصص القصيرة أيضا.

وللتأكيد على هذه الفكرة فقد تمنت ثناء ألا تحلم بنفس الكابوس كدلالة أن هذا اليوم سيتكرر من حيث بدأ، حيث ستنام وترتاح مؤقتا كي تستكمل رحلتها بالحياة ومعاناتها مع الضغوط والساقية التي تدور فيها منذ الصباح وحتى انقضاء اليوم، وهي دورة تلف فيها مصريات كثر مع علاقات عاطفية لا تسد احتياجاتهن.

إقرأ أيضا
قهوة خفاجي في الإسكندرية

كانت مدة الفيلم الزمنية ٧ دقائق مما يليق بطبيعة الأفلام القصيرة التي تعتمد على مدة زمنية قصيرة عكس الفيلم الطويل.

كان اختيار عنوان الفيلم باسم “صباح الفل” اختيارا موفقاً ، حيث صباح ثناء عبر عن معاناة كبيرة تواجهها في حياتها كل صباح منذ أن ترى نور الصباح عليها السعي للعمل وتهيأة ابنها الرضيع للحضانة وترتيب أمورها قبل المغادرة ثم العودة للبيت ومهامها فيه ومواجهة أزمتها بعلاقة فاترة مع زوجها.

كما استغل المخرج شريف البنداري شهرة الفنانة هند صبري بشكل جيد وبتوجيهها لأداء ممتاز يشد النهاية وخاصة أن طبيعة الأعمال التي يكونها بطلها شخص وحيد تحتاج مجهودًا من الممثل لأنه من يتحمل عبء العمل كاملا.

اقرأ أيضا…شفت مسائي الحلقة التي لا تنتهي لجيل كامل

قصة الفيلم عن النص المسرحي (الاستيقاظ) للكاتب الإيطالي داريو فو، وشعرت أثناء المشاهدة من أسلوب المونودراما بروح المسرح حاضرة بشكل ما ولكن بشكل غلبت فيه السينما.

كذلك استخدم شريف البنداري الكلوز أب وسرعة حركة الكاميرا بأخر مشهد من الفيلم كي يشعرنا بالمفاجأة التي تلقتها ثناء، وهي أن يوم الجمعة إجازة ، كما استخدم نفس الحركة السريعة أثناء توتر ثناء للبحث عن المفتاح.

كانت الحركات التمثيلية التي استخدمتها الفنانة هند صبري لتمثل ما تم بيومها السابق حركات موفقة جدا من حيث الأداء التمثيلي لتمثيل التمثيل  أو تمثيل صوت الزوج، ومن حيث إدخال المشاهد لعالمها بالأمس وكأنه معها حتى نجحت في أن يتعاطف الجمهور معها عند انهيارها تماما بمنتصف المشهد ومنتصف الفيلم.

كانت الألوان بالفيلم داكنة تناسب حالة التوتر والمعاناة التي تحكيها البطلة، حتى ملابسها كانت سوداء.

إن كنت من محبي الأفلام القصيرة ففيلم صباح الفل يستحق المشاهدة

الكاتب

  • صباح الفل إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان