صدق أو لا تصدق .. أنت أناني !!

كانت كل مقالاتي السابقة بالفصحى، ولم يسبق لي كتابة مقال كامل بالعامية، فاسمح لي في هذا المقال (صدق أو لا تصدق .. أنت أناني ) يا صديقي أن أكتب إليك بالعامية حتى تكون لغته أقرب إليك.

بحس بالشفقة جدًا على الناس الأنانية لأنهم مساكين فعلا وبؤساء، بيعيشوا على طول في دوامات بشعة من القنوط، وجحيم من عدم الرضا، وصراعات نفسية مزعجة دايمًا.

الأنانية والجشع صفتين متلازمتين، واللي عنده حد قريب منه من الشخصيات الأنانية دي حيحس أد ايه هما بيحبوا التكويش والإستحواذ، برغم ان أغلبهم معانوش من الحرمان، ومهما اخدوا كل حاجة من الحياة واتمتعوا بيها متعة فوق المتعة، مبيملاش عينهم غير التراب، وتحس إنهم ميتين ع الدنيا برغم أنها تحت رجليهم، وطبعا هل من مزيد، وأكيد مفيش جانب تضحية عشان حد، حتى عشان أقرب الناس ليهم !!.

الأنانية طبع بشع وبشاعتها أن أصحابها طول الوقت شايفين كل الأمور من ناحيتهم هما، وبنضارتهم هما، مش بيكونوا قادرين يحطوا نفسهم مكانك أو يلتمسوا ليك أي عذر، وللأسف هما بيكونوا مش شايفين نفسهم أنانين لان قلوبهم معمية بحب نفسهم، وإشباع رغباتهم، وبالتفكير في سعادتهم وراحتهم ونفسيتهم ومصلحتهم هما وبس،  فتلاقيه بينكر الصفة البشعة دي من اسمها وهو مش مدرك إنه كده، وأكتر واحد بيحس إنه مثال للتضحية وإنكار الذات، وعمره ما بيحس إنه بيأذي حد أو جاي عليه، هو مجرد بيسعى لراحته ومصلحته، ومش شايف في طريق الوصول لغاياته دي بيدمر اللي حواليه أزاي، ولا واجعهم أد إيه، وعادة مبيحسش بالذنب، وبيخلق لنفسه مبررات عشان يجي عليك وعلى غيرك بكل أريحية، ولو اتعرض لمواقف ندالة مستحيل يربط إن ده مقابل أفعاله.

مالهمش عزيز ومش بيتنازلوا عن حقهم أبدًا، ومهما بذلت من تضحيات عشانهم إلا إنك أول ما تبدأ تفكر في نفسك وراحتك وسعادتك ومصلحتك بيقولوا عليك أنت الأناني !!!.

العراب د. أحمد خالد توفيق كتب في أسطورة التوءمين :

“إن أنانية الإنسان ولا مبالاته تثيران حنقي دومًا!!” وكتب في كتاب قصصات قابلة للحرق : “الإنسان الحساس !!.. باختصار شخص مشكلته طیلة الیوم ھي نفسه .. كم إنه رائع والآخرون أوغاد.. ھذا لا يطاق” ودي فعلا دي مشكلة الشخص الأناني اللي بيسمي نفسه “الحساس”، بينما الحساس وصفه إنه بيحس بالآخرين ويراعي مشاعرهم، مش منكب على نفسه وعلى ملذاته وبس !!

إقرأ أيضا

أمم أمثالكم.. قرد يعالج جرحه بنباتات طبيعية

الأناني بيحصل على كل اللي هو عايزه، لكنه بيفضل غريب ومنبوذ، وبيموت وحيد محدش حواليه، ولا حد فاكرله أي موقف يحسن إليه، نهايته بتبقى قاسية وبيدوق مرارة اختيارته لأولوياته دايمًا على حساب الغير !!

دور في نفسك ممكن تكون أناني وإنت مش عارف ولا حاسس، وإعرف إن الأنانية بتنفر الناس منك، وإفهم إن الأنانية جريمة في حق نفسك وحق اللي حواليك، وحتخليك تخسر وتخسر وتخسر، وحتخسر حاجات كتير، حتخسر أقرب الناس ليك، وحتخسر أولًا نفسك وسلامك النفسي !