همتك نعدل الكفة
858   مشاهدة  

صلاح اللقاني..قامة سامقة لا تطالها الجبال الشواهق

صلاح اللقاني
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



ولد الشاعر صلاح اللقاني في مدينة دمنهور في عام عام 1945، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية في عام 1972، يلقبه أصدقاؤه بالدكتور إجلالا لرتبته العلية، ومن بداية تخرجه عمل كمهندس مدني في وزارة الأشغال والموارد المائية (الري)، هو واحد من شعرائنا الراسخين، ينتمي إلى جيل السبعينيات الشعري الحافل بالأسماء المقدَّرة، والمثير للجدل عبر الأجيال الشعرية المتتالية في مصر، نال عدة جوائز معتبرة، غير أنه على الدوام يبالي بصدق الإبداع وجدواه ولا ينشغل بالجوائز وموضوعها، ودائما لو أصابته جائزة فأثرها المعنوي أكثر ما يهمه، وصفاء منبعها، وهو خلق قويم يخالف في الصميم خلق المتكالبين على الجوائز تكالبا مهينا، ولا يعنيهم منها إلا ذهبها وفضتها، ربما لأنهم ليسوا بشموخه واعتزازه بنفسه وشعوره الخاص (المدعوم باعتراف الآخرين له بالرفعة) بأنه هو الجائزة لأية جائزة مع تواضعه الآسر بالرغم من ذلك. في عام 2014 أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة أعماله الشعرية الكاملة (في جزأين)، وهو عام يبدو سعيدا في حياته.

 

فمن صدور أعمال صلاح اللقاني الشعرية الكاملة فيه إلى مناقشة هذه الأعمال في مركز الإبداع والتذوق ببلده دمنهور، بحضور نخبة من المعتبرين على رأسهم الناقدان الكبيران سيد إمام وصديق عطية، وقد تلت المناقشة أمسية شعرية جامعة، وفي حقيقتها كانت الليلة ليلة احتفائية باسمه ومشواره الزاخر باللآلئ.. من ذلك إلى حصوله، في هذا العام نفسه باختلاف الشهور طبعا، على جائزة أفضل ديوان فصحى في معرض القاهرة الدولي للكتاب. تلا صدور أعماله الشعرية الكاملة صدور ديوانه “ذَهَب الفَرَاش” في عام 2015 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب (ما زال بين يديه ديوان قيد النشر عنوانه منزل الطائر الطَّنَّان)، وفي عام 2016 حصد جائزة التميز في شعر الفصحى من اتحاد كتاب مصر. لا ننسى أيضا أنه واحد من رموز اليسار المصري؛ فقد كان عضوا في التجمع منذ أن كان اسمه “منبر اليسار”، ونضاله التقدمي شهير ومحفور في الذاكرة الوطنية، لمن يرصدون الجهود الشخصية بإنصاف وحيادية، غير أنه تقدم باستقالته من حزب التجمع عقب استشهاد الشاعرة شيماء الصباغ لشعوره بفساد المشهد وارتباكه الشديد.. وله فترة كفاح متميزة، بإطار التلاحم الشعبي المقاوم للصهيونية، في محافظته البحيرة أيام كان محافظها السيد وجيه أباظة (1960- 1968).

 

الرجل الذي يبلغ من العمر 75 عاما الآن (أطال الله بهاءه وبقاءه) وجد في الدفاع عن الحداثة ولو بمفهومها الواضح البسيط “استخدام العلم والعقل والتكنولوجيا في التعامل مع الواقع”، وجد في ذلك عزاء العمر الطويل الحافل بالإنجازات العظيمة، ووجد العزاء أيضا في ممارسة التوعية والتنوير، مؤمنا إيمانا كاملا بدروهما في تحقيق الإصلاح الشامل المراد ومصدقا ما تحمله حنايا الرسالتين من الخيرات الوفيرة لمجتمع تحتضر قيمه النبيلة وتختنق أجواؤه الفسيحة وتضمحل آثاره الخالدة في العالمين، وجد هنالك العزاء العظيم لعمر تقدم فقلت حركته بطبيعة الحال بعد أن كانت ملء السمع والبصر، ولم ينس قط أن الفرعونية هي أصلنا الذي يجب الفخر المستمر به والحديث المتواصل عنه، بعد أن حصر الجهلاء والمظلمون تاريخنا كله في فترات بائسة لم يكن حالنا فيها حسنًا مهما كذبوا وحاولوا إخضاع التاريخ لرؤاهم الهشَّة الزائفة!.

 

إقرأ أيضًا..رحلة إسلام من “بكرة جاي” إلى التوحيد والنور والشيخ صلاح

جعل صلاح اللقاني صفحته في السوشيال ميديا، ومعظم كتاباته وحواراته، مقاتلا شرسا لصد الهجمات البدائية على الحداثة التي يجلُّها ويكبرها ويتمنى سيادتها، وجعل الصفحة منبعا للضياء الحق ومصدرا للفهم العميق والإدراك السليم للأمور، ولم يطلب شيئا لنفسه قط، مع أنه، على الرغم من سمعته الطيبة وصيته الذائع بين النقاد والمبدعين والمثقفين، في بلدنا وعالمنا العربي كله، لم ينل شيئا من الأشياء العبقرية التي يستحقها مثله.. وأخص تقديرية الدولة وتكريمها الرسمي الحاشد لشخصيته الإبداعية والثقافية الفريدة.

 

إقرأ أيضا
لجنة الحكام

لم أشأ الكلام عن شعره لأنه محل اهتمام القراء وتناول المتخصصين طوال الوقت، وآثرت الكلام، برحبة مقصودة، عن جانب آخر لا يقل أهمية عن الشعر، وإن بقي وصفه بالشاعر الكبير أبلغ وصف، ولا أنسى أنه، من الجهة الإنسانية، كيان جميل الخصال في دائرة الثناء المستمر عليه ممن عرفوه.

لا أبالغ حين أقول إنه قامة سامقة لا تطاولها الجبال الشواهق، هكذا نتج عن جملةa قيم إيجابية ملكها، فشكَّلته نسيجا وحده، كما لم تشكِّل غيره، وكما لم تشكِّل الذين ملكوها مثله، وعلى هذا صار نجما زاهيا باهرا، بيد أنه آثر المنطقة الهادئة على الصاخبة، وقلَّما وجده المتابع له منفعلا انفعال الثوريين المتحمسين بلا رشاد، مع كونه الثوري المتحمس بكامل طاقته، بل يظل سَوِيًّا مهما كثر الاستفزاز، الاستفزاز الديني من المتشددين والاستفزاز الأخلاقي من المحافظين والسياسي من الحكوميين، لا ينفعل انفعالا يفسد قضيته، لكن يفنِّد الآراء ويسوق الحجج ويكشف الأغراض ويبيِّن المصالح، ويترك المسائل بعد ذلك لتقدير المعنيين والمهتمين. السلام عليه في زمرة الفرسان النبلاء.

الكاتب

  • صلاح اللقاني عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان