صلاح جاهين.. رجل الإعلانات الذي أصبح شاعرًا دون قصد (1)
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بدأ صلاح جاهين كتابة الأغنية والصورة الإذاعية في سن مبكرة، فلحنت أولى أعماله مصادفة، بعد أن كتب زجلًا كإعلان سينمائي عن أحد أنواع السماد، فحلنها الملحن أحمد صدقي بعد أن سمّاها “سوق بلدنا”، وأذاعتها الإذاعة المصرية كصورة غنائية.
وبعاميته المحببة، حكى الراحل صلاح جاهين عند بداياته، قال:”آه، أنا أول أغاني كتبتها كانت إعلانات، وكنت وقتها رسام وكانوا يخلوني ارسم إعلانات بعض الشركات، وكان أحيانًا الشركة اللي أنا برسم لها إعلانات تطلب أن يكون الإعلان في شكل غنوة علشان تتذاع قبل أفلام السينما، وقتها مكانش فيه تلفزيون، فكنت أكتب إعلانات في شكل أغاني، فلما كنت ألاقيها تلحن وتسجل في الإستديو أشعر بسعادة وفرحة كبيرة، إنما لم يكن في ذهني أبدًا أن أتحول لمؤلف أغاني، خاصة في وجود عمالقة زي بيرم ورامي، يعني وقتها لو واحد زي رامي قابلني في شارع كنت أترعب وأمشي من شارع تاني خوفًا وخجلًا، وبعدين كتبت حاجات صغيرة على سبيل التجربة، فلقيت الناس استساغوها ومن بيرم التونسي نفسه، قلت خلاص بقى أكتب”.
أحب الشاعر صلاح جاهين الشعر في طفولته بعد أن سمع والده ووالدته يؤكدان على كلامهما بأبيات من الشعر، بالإضافة إلى وجود مكتبة في منزلهم، قرأ كل ما فيها من الدواوين الشعرية، خاصة أعداد مجلة أبولو التي لفتت انتاهه وهو لا يزال في الرابعة عشرة من عمره، وقبلها كان يداوم على قراءة القصص القصيرة التي يكتبها توفيق الحكيم ومحمود تيمور.
بعد أن كتب “جاهين” الأغنيات السياسة، أشيع أنه ندم على كتابتها، فقد خدع الناس وخدع نفسه، لكنه نفي ذلك في تصريحات صحفية، وقال، أن الشيء الذي سيطر عليه نتيجة وطأة السنوات الطويلة وتغير السياسة دفعه لأن يسأل: هل كان يتحدث عن شيء حقيقي أم يصور شيئًا في خياله؟.
كانت أغنية “صورة” تصيب أشقاء “صلاح” بالضحك، خاصة عندما يسمعون “ورجال سكر على مكاتبهم تخدم بالروح لما تعامل”، وكانوا يسألونه: هل كنت ياصلاح تتحدث عن مصر الحقيقية أم مصر في خيالك وحدك؟.
شعر صلاح جاهين بعد النكسة ووفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أن الشعب المصري مهدد من الفضاء بمخلوقات لايعرف حتى أدوات محاربتها، بالإضافة إلى الأزمات السياسية التي جاءت واقتلعت الجذور، يقول:”وأقتلعتني أنا شخصيًا، وهزمتني هزيمة شديدة، وكانت الضربة القاصمة لأشياء كثيرة بداخلي”.
وبعيدًا عن الهموم والسياسة، تحدث الشاعر صلاح جاهين عن زيادة وزنه، في عدة حوارات صحفية، وقال، أنه حاول التخلص منه ولكنه فشل، وكانت المحاولات قد استمرت عشر سنوات، إلى أن وصل وزنه إلى 91 كيلو، وما جعله أن يفشل مرارًا وتكرارًا في إنقاص وزنه هي أدوية الاعتدال النفسي التي لم يتخلى عنها إلا في رحلة علاجها خارج مصر، بعد أن كان يمارس الرياضة ويسير وفقًا لنظام غذائي.
كانت تجربة الليلة الكبيرة من أشهر ما قدم صلاح جاهين، رغم أنها ولدت بالصدفة، فلم يكتبها لتكون صورة غنائية، بل كان يقصد أن تكون افتتاحية لمسرحية غنائية، فكتب الليلة الكبيرة، لكنه بعد انتهاء المسرحية الغنائية، تخلص منها وأبقى على الإفتتاحية فقط.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال