صناعة المحتوى من الكورونا إلى الجمهور.. تحدي الثلاثين والكوير ودور الجمهور
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
فجأة يصاب العالم بالكورونا، ومعها الشلل، ويصبح المنزل هو المكان الأكثر أمنًا للجميع، يفرض حظر التجول في العديد من البلدان، ويتسلل الملل إلى الجميع، وهنا يكون بطل المرحلة هو اليوتيوب، طفرة كبيرة شهدتها صناعة المحتوى في تلك الفترة، الكورونا كانت سببًا رئيسيًا في زيادة الإقبال على مشاهدات اليوتيوب ليبدأ صناع المحتوى في تطوير محتواهم بوتيرة سريعة، استمرت حتى بعد الكورونا، ليكسر صناع المحتوى الحائط الرابع ويلتقوا مع الجمهور وجهًا لوجهًا، وكلمة السر في هذا التطور هي برامج التحديات.
البداية بين الكويت ومصر
من ضمن أهم مراحل التطور التي شهدتها صناعة المحتوى، هو ظهور محتوى التحديات والألعاب والمنافسات التي تحدث بين يوتيوبر وصناع محتوى في مجالات مختلفة سواء رياضية -وهي الأصل- أو فنية، ونجح هذا المحتوى في جذب المتابعين كونه محتوى متجدد بشكل دائم، ويجمع العديد من المعجبين بصناع محتوى مختلفين، مما جعل صناع المحتوى يقبلون عليه بشكل أكبر
.
في الكويت أطلق لاعب كرة القدم السابق وصانع المحتوى الحالي مساعد الفوزان برنامجه “تحدي الثلاثين” وهو البرنامج القائم على تحدي معلومات كروية لدي صناع محتوى رياضيين وغير رياضيين، ويمكن القول إن تحدي الثلاثين يعد من الرواد في برامج التحدي، ومعه صانع المحتوى الرياضي المصري “عمرو نصوحي” ولكن مساعد الفوزان كان الأسبق في نقل التحدي للجمهور.
الفوزان قام بعمل بطولة بين صناع المحتوى ولكنه قرر إذاعة النهائي بحضور جمهور في مكان مفتوح، لتحقق الفعالية نجاحًا كبيرًا وتلفت نظر صناع المحتوى لإمكانية تقديم محتواهم بوجود جمهور ليكون المحتوى تفاعلي أكثر، فسنرى أم مروان سري قام بنقل جزء من محتواه وتقديمه من على المسرح، كذلك محمود مهدي هو الأخر خاض التجربة، وغيرهم كثيرين.
الكوير وإدخال الجمهور في المعادلة
ولكن رغم هذا التطور كان الجمهور في تلك الحالة هو مشاهد ولكن من قلب الحدث لا عبر الشاشة، قبل أن يخرج أبو زيد الكوير بفكرة جديدة قائمة على الاتصال بالجمهور، وهنا تتغير المعادلة الجمهور أصبح جزء من العرض، جزء من التحدي، هنا تكسر السوشيال ميديا وصناعة المحتوى لأول مرة الحائط الرابع بشكل غير مسبوق لتدخل الجمهور في المعادلة، وهنا يتغير كل شيء في صناعة المحتوى العربي
صحيح أن قبل الكوير كان الجمهور جزء من المعادلة ولكن عبر التعليقات أبو البوستات، ولكن أن يكون حضور الجمهور جزء رئيسي في الحلقة بصوته وبتواجده لم يحدث، وسرعان ما يلتقط عمرو نصوحي ومساعد الفوزان الخيط، ليقوما بتطوير الأمر بنقل برامج تحدياتهم الشهيرة إلى أرض الواقع، فيقيم عمرو نصوحي بطولة “صباحو تحدي للجمهور” ويقيم مساعد الفوزان بطولة “تحدي الثلاثين” للجمهور.
تحدي الثلاثين وبطولة عربية
وهنا فرق الإمكانيات والرعاية تتحدث، بطولة صباحو تحدي جاءت في إطار إمكانيات محدودة خاصة وأنها اختصت الجمهور من داخل جمهورية مصر العربية، بينما طار مساعد الفوزان من الكويت إلى مصر والسعودية والأردن ليقوم بعمل بطولة عربية تجمع 8 لاعبين من 4 دول مختلفة والسبب واضح.
أبناء منطقة الخليج من صناع المحتوى هم أصحاب الأسبقية دائمًا في هذا المجال، فمجال صناعة المحتوى هناك يلقى الاهتمام والدعم والرعاية من العديد من الماركات والشركات، بالإضافة لنسب المشاهدة والانتساب العالية بشكل واضح مما يزيد أرباح صناع المحتوى وبالتالي يزيد من جودة المحتوى المقدم وقدرتهم على إنفاق المزيد من أجل صناعة المحتوى
نقل المحتوى الإلكتروني ليكون الجمهور جزء فاعل ورئيسي فيه هو إعادة تدوير لبرامج الجمهور على التلفزيونات خاصة برامج المسابقات بداية من برنامج فكر دقايق تكسب ثواني وعلى الناصية وصولًا لبرامج من سيربح المليون بنسخه المختلفة، وغيرها من برامج، تلك النقلة التي أدخلت الجمهور بشكل مباشر في عملية صناعة المحتوى بشكل فاعل ورئيسي بل وظهور أسماء من ضمن هؤلاء الجمهور المشارك في التحديات والذي ينجح في صنع أرضية جماهيرية له قد تؤهله ليكون صناع محتوى هو الآخر.
ولكن السؤال الأهم هل سيكون كسر الحائط الرابع هو النمط المعتاد والمتبع في العديد من برامج صناع المحتوى أم سيكون مجرد صيحة تأخذ وقتها وتنتهى لتظهر صيحة أخرى، خاصة في مجال التطوير فيه لا يعرف حدود أو سقف مثل مجال صناعة المحتوى؟
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال