صناع الملوك.. من الأفضل القوة في الظل أو الضعف العلن؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يُستخدم مصطلح “kings maker” أو “صناع الملوك”، لوصف ذلك الشخص الذي يتمتع بالسلطة والنفوذ، ويلعب دورًا محوريًا في حياة الملوك، حيث يعتمد عليهم لثرواتهم الضخمة، أو لنفوذهم السياسي، أو براعتهم العسكرية، للحصول على نتيجة لن تكون ممكنة بدون مساهمتهم، وهناك سمة مهمة تصف صناع الملوك بشكل عام، وهي أنهم ليسوا مؤهلين لشغل المنصب الذي يؤثرون فيه، ويبقى السؤال الهام، ملكًا أم صانع ملوك؟ هل من الأفضل أن تكون شخصية القوة أم الشخص الذي يسحب الأوتار من الظل؟.
الأخان سيد
توفى الإمبراطور أورنجزيب عام 1707م، وترك خلفه إمبراطورية المغول التي كانت مساحتها عظيمة آنذاك، امتدت تقريبًا على شبه القارة الهندية بأكملها، ومع ذلك، تبع وفاته سلسلة من فترات حكم قصيرة الأجل من الأباطرة الذين إما تم تتويجهم أو عزلهم، وفقًا لمصالح اثنين من رجال الحاشية المؤثرين للغاية، وهما الأخان “حسين وحسن سيد”، وبعد تولي جهاندر شاه الحكم عام 1712م، أغضب الجميع بتصرفاته غير المتزنة، واكتسب عداوات كثيرة خاصة بعد أن وقع في غرام راقصة، ومن ثّم تزوجها وجعلها ملكة على الناس، فقرر الأخان سيد أن يتحركا ضد جهاندر شاه، وأن يدعما أحد أبناء اخوته، وتحديدًا” فاروخسيار”، ونجحا في مسعاهم بالفعل، حيث هزم فاروخسيار عمه في أجرا عام 1713م، ومن بعدها حصل الأخوان على ألقاب ومناصب رفيعة في الدولة، ولكن دوام الحال من المحال، حيث تدهورت العلاقة بين فاروخسيار والأخان، وبدأ في البحث عن مستشارين جدد، استعدادًا لنفيهم، وعندما علموا بالأمر توترت العلاقات للغاية، ووصلت لطريق مسدود، حيث تصاعد الأمر إلى حرب عام 1719م، وانتصر فيها الأخان وقاموا بعزل فاروخسيار، وعينوا “رافي” أحد أحفاد الإمبراطور بهادور، والذي كان بمثابة الدمية في أيديهم، حيث كانا هما الحاكمان الحقيقيان لإمبراطورية المغول، ولكن لسوء حظهم استمر حكم رافي لما يقرب من 100 يوم قبل أن يموت، وتبعه في الحكم أخيه الأكبر “رفيع الدولة”، ولسوء الحظ، توفي أيضًا بعد 100 يوم، وجاء الإمبراطور الجديد “محمد شاه”، الذي رفض العمل مع الأخوة سيد، وقام بحشد الدعم من العديد من النبلاء الساخطين، وأنهى فترة حكمهم باغتيال أحد الأشقاء وهزيمة الآخر في معركة عنيفة.
كارل أوتو مورنير
في بداية القرن التاسع عشر، كانت السويد تواجه أزمة خلافة، كان الملك تشارلز الثالث عشر يشيخ ولم يكن له وريث، فقرر تبني طفل اسمه أغسطس، لكن ولي العهد توفي بسكتة دماغية عام 1810م، علاوة على ذلك، كان هناك قلق حقيقي من أن يغزو الإمبراطور ألكسندر الأول من أجل تنصيب مرشح روسي، وتتحول السويد إلى دمية في يد الإمبراطورية الروسية، فأشار بعض السياسيين أن الإجراء الأكثر حكمة هو اختيار وريث فرنسي يدعمه نابليون، لذلك، ذهب وفد سويدي إلى باريس لطلب نصيحة الإمبراطور، وكان العضو الأصغر في الوفد ملازمًا اسمه كارل أوتو مورنير، وعلى الرغم من أنه لم يكن سوى عضو ثانوي في الوفد السويدي الرسمي، إلا أن مورنير اقترح وريثًا للمارشال يدعى جان برنادوت، في البداية لم يحظ اختياره بدعم نابليون، ومع ذلك، بعد التفكير عن كثب، وافق في النهاية، وحصل برنادوت على دعم فرنسا، وانتخبه البرلمان السويدي بالإجماع وليًا للعهد، وتم منحه اسم تشارلز الرابع عشر، وأسس بيت برنادوت، الذي لا يزال قائمًا حتى اليوم، ونظرًا لجهوده في الوصول لذلك المنصب، قام برنادوت بمكافأة مورنير، وعينه مستشار خاص له، وكان مورنير يتحكم في كل شئون الدولة تقريبًا.
الكاتب
-
مريم مرتضى
إقرأ أيضا
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال