همتك نعدل الكفة
224   مشاهدة  

“صور نادرة” الظهور الأول لنشاط التعليم والثقافة داخل قهوة خفاجي في الإسكندرية

قهوة خفاجي في الإسكندرية
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تقبع قهوه خفاجي في الإسكندرية بمنطقة الورديان شرق التابعة لقسم مينا البصل، واكتسبت شهرةً واسعةً في الأوساط الثقافية منذ خمسينيات القرن الماضي، وبدأ الاهتمام بقصتها يظهر قبل سنوات عن طريق عديد من المواقع الإلكترونية.

قهوة خفاجي في الإسكندرية وشهرتها

قهوة خفاجي في الإسكندرية
قهوة خفاجي في الإسكندرية

أخذت قهوة خفاجي شهرة كبيرة منذ خمسينيات القرن الماضي كون أنها قهوة لها طابع خاص فهي خليط بين التقليدية والتفرد، فهي بها مكان للمشروبات لكن أيضًا بها مكان للثقافة فصارت قهوة ومنتدى ثقافي، وما لبثت أن صارت ملهمة لمثقفين مثل الروائي إبراهيم عبدالمجيد في روايته الإسكندرية في غيمة.[1]

اقرأ أيضًا
مخابئ الإسكندرية في الحرب العالمية الثانية “هكذا تأسست”

أسس عبدالستار خفاجي المقهى سنة 1952م وقد تكلم نجله زكري عن تأسيس المقهى فقال «منذ أن أسَّسَ والدي المقهى عام 1952 وهو نذره ليلعب دوراً تثقيفياً، ورغم كونه أميّاً لا يعرف القراءة والكتابة، لكنه بدأ بتحويل المقهى في المساء لفصول محو الأمية وفصول تقوية لأطفال المدارس، وحينما علم محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت حمدي عاشور بدور المقهى قرر دعمه، وكان دائم الزيارة له، وشجعه على استكمال دور المقهى الثقافي، كذلك كان الفنان الوزير فاروق حسني أحد رواد المقهى، فكانت تُعقَد ندوات ثقافية ومعارض فنية، وأمسيات موسيقية».[2]

تاريخ قهوة خفاجي في الإسكندرية

عبدالستار خفاجي صاحبة المقهى
عبدالستار خفاجي صاحبة المقهى

صاحب القهوة هو عبدالستار خفاجي من مواليد عام 1921م وقد تزوج في سن التاسعة عشر وأنجب 15 طفلاً لم يعش منهم حتى سنة 1966م سوى 5 صبيان و4 بنات، وجاءته الفكرة حسبما قال لمجلة المصور «جائتني الفكرة من تتبعي باهتمام لـخطب الرئيس جمال عبدالناصر والتي تقول أن العلم للجميع وواجبنا التعاون لرفع مستوى تفكيرنا وثقافتنا والاستفادة بأوقات الفراغ، ثم قررت أن أفاتح زبائن القهوة في الفكرة وتطوع صديقي سيد فهمي الموظف في السكة الحديد ليساعدني في تحقيق الفكرة».[3]

عبدالستار خفاجي صاحبة المقهى يعلم الأطفال
عبدالستار خفاجي صاحبة المقهى يعلم الأطفال

بدأت الفكرة بـ 20 تلميذ سنة 1965م ومفتش بالمعاش كان يعمل بوزارة التربية والتعليم وعدد قليل من المدرسين، ومع مجيء سنة 1966م صارت القهوة تضم 125 تلميذ و20 مدرس وفصل محو أمية يضم 45 عامل من عمال حي الورديان والمكس؛ والمدرسون متطوعون والدراسة مجانية.

زبائن المقهى
زبائن المقهى

تطوع عدد من مدرسي حي الورديان لتدريس التلاميذ من أهل الحي، ولم تذهب جهود عبدالستار خفاجي صاحب المقهى هباءًا فقد لقيت اهتمامًا من المسؤولين في الإسكندرية مثل محافظها حمدي عاشور والذي زارها أكثر من مرة وقرر إعفاء القهوة من الضرائب الخاصة بإشغال الطريق.

مدرسين مقهى خفاجي
مدرسين مقهى خفاجي

كان نشاط القهوة الثقافي يبدأ من الساعة السادسة صباحًا حتى السابعة مساءًا، ثم تعود القهوة لعملها التقليدي بعد ذلك الوقت، وتاريخيًا فالمنتدى الذي تشكل في قهوة خفاجي كان عبارة عن مدرسة تضم 3 فصول، الاول لمحو الأمية والثانية لطلبة الشهادة الإعدادية والثالث لطلبة الشهادة الإبتدائية من أجل إعدادهم للصف الأول الإعدادي، إلى جانب مكتبة.

إقرأ أيضا
بيرلو
مكتبة قهوة خفاجي
مكتبة قهوة خفاجي

كانت مكتبة قهوة خفاجي تحتل الركن اليمين منها وتضم كتبًا مختلفة ومقسمة ومرتبة حسب مواضيعها وراغب الإطلاع إلى أكثر من أن يمد يده إلى الكتاب الذي يختاره ثم يجلس ليطالعه دون أي مقابل وينتهي منه ليعيده إلى مكانه وقد يختار سواه وقد يقرأ بعض صفحاته ثم يستعيره ليستكمل قراءته بالمزيد ومزيدًا من الضوء نلقيه على مدرسة المقهى أو المنتدى.


[1]  إبراهيم عبدالمجيد، الإسكندرية في غيمة، ط/2، دار الشروق، 2013م ص ص86–87.
[2]  داليا عاصم، مقهى خفاجي بالإسكندرية.. شاهد على الحراك الثقافي لجيل الستينات، موقع جريدة الشرق الأوسط، 26 مايو 2017م.
[3]  سمير عبدالمجيد، قصة أغرب مقهى في مصر، مجلة المصور، عدد 2154، يوم 21 يناير 1966م، ص21.

الكاتب

  • قهوة خفاجي في الإسكندرية وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان