رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
43   مشاهدة  

ضابط من نكسة يونيو يتكلم (1-3) الدخول إلى سيناء بدون غطاء جوي

سيناء


طبعًا هي رحلة عمر عميقة جدًا  في سيناء وتجارب شديدة العمق والإنسانية والروح الوطنية العالية.

دخلت الكلية الحربية واتخرجت سنة 1964م في سلاح المدرعات الأول، واتوزعت على أقوى تشكيل أو فرقة في هذا العصر وهي الفرقة الرابعة المدرعة، كان بيطلق عليها القوة الضاربة، بعد ما اشتغلت وانضميت إليها بأسابيع قليلة فيه وحدات استطلاع للفرقة دي، الفرقة دبابات، لكن لازم الدبابات دي يكون فيه عناصر استطلاع بتمشي في المقدمة في الحرب عشان تبلغ المعلومات عشان تقدر تستعد وتشتبك فطبعًا وحدة الاستطلاع دي لها مهمة خاصة وحساسة وتحتاج كفاءة عالية مش عايز أقول كده عشان أعني شخصي، لا كفاءة عالية حسن تقدير لياقة بدنية عالية، ورغم ذلك إن إنت لما تقوم حرب بتبقى التعليمات ليك إنك لا تقاتل، يعني لو شوفت قوة صغيرة كده مثلاً متقاتلهاش، ليه ؟ لإنك اتكشفت، إنت بتمشي على الاجناب في الصحراء وتشوف أرض المعركة لمدى معين، أي حاجة بتبلغ عشان اللي وراك، اللي هو القوة المقاتلة تشتبك معاه، فأنت مش من واجبك الاشتباك الذكاء إنك تجيب المعلومة وليس إنك تشتبك.

سيناء
عصام دراز صاحب المذكرات

في الوقت دا كان فيه حماسة وطنية كبيرة جدًا وروح جميلة يعني الواحد حاسس إنه بيعمل حاجة للبلد، الفرقة الرابعة كانت قصة يعني، الفرقة الرابعة كانت قوة الهجوم الضاربة، هي كانت تشكيل فرقة، بتبقى 3 لواءات مدرعة وملحق عليها مدفعية وصواريخ يعني حاجة !! أسلحة اسمها ملحقة، لازم يبقى معاها مدفية  ميدان، لازم يبقى معاها صواريخ، لازم يبقى معاها كتيبة مضادة للطائرات وبالتالي تشكيل كامل، قوات مدرعية تانية بتبقى لواءات مستقلة، كان فيه 3 و 4 لواءات مستقلة، ودي أوامر القتال بتتاخد من قائد الجيش اللي هو المشير عامر بناءًا برضه على أوامر من القائد الأعلى اللي هو رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر، فبالتالي كان لها وضع خاص يعني، فالواحد شرف كان في حاجة زي دي.

1965م في آخر 65، انضم علينا الزميل البطل الشهيد عبدالفتاح تركي وكان هو ضابط احتياط، خريج آداب، ومعنى إنه ضابط احتياط مش ضابط عامل ويروح سلاح من الأسلحة اللي اسمها الخاصة، مهو الصاعقة والاستطلاع والمظلات اسمها الأسلحة الخاصة، القوات الخاصة، معنى إن دا شخص غير عادي.

ذكرياتي مع الشهيد عبدالفتاح تركي

سيناء
الشهيد عبدالفتاح تركي

لأن الجيش بيرى أيضًا طبعًا إن ضابط الكلية الحربية المفروض أفضل، وبعدين هيمشي في كارير هيستفيد منه، لكن الاحتياط سنتين تلاتة، هيستفيد به آداب مثلاً في أماكن أخرى كتير وحدات مقاتلة برضه، لكن انضمام عبدالفتاح كان ظاهرة أنا بكلمك فعلاً، والظاهرة التانية هو لما جا إنسان شديد الحماس مثقف وطني وبعدين ومن أول ما تشوفه تحبه تحضنه وكأنك عارفه من فترة كبيرة، صفاته غير عادية.

في الفترة دي شغلنا كله تدريب فبالتالي كنا جادين في التدريب وكنا متفوقين كوحدة استطلاع صغيرة، لان فيه 3 لواءات ففيه 3 سرايا استطلاع، دايما بتاعت اللواء التاني مدرع اللي كان القائد بتاعه كمال حسن علي بعد كده يعني في التوقيت دا انضم كمال حسن علي قائد اللواء فنشأت بعد كدة صداقة سريعة، انضم علينا في الوحدة وكان فيه أوضة ظباط واستقبلناه وبقى بندرب تدريبات بعضها عنيف وبعضها تكتيك وضرب نار.

كل اللقاءات أفتكرها، كنا بنفطر سوا وهو كان يتريق عليا يعني هو كان بيقلي انت بتفطر السندوتش كأنه كوز درة يعني بآخد وش السندوتش وأسيب الباقي، وهو هذه الشخصية الجادة الوطنية جدًا مش ممكن يكون مبتسم دائمًا، يعني جريء جدًا حاجة عجيبة مرح جدًا وكان شخصية خصبة ولذلك كلنا كنا متعلقين به لكن احنا قربنا بعض كمجموعة سواءا قبل الحرب او بعد الحرب، فكان بيجمعنا التدريب كانت قاسية جدًا ونجاحات كبيرة جدًا وطلعنا الأوائل في مسابقات الجيش، يعني قبل الحرب مباشرة طالعة السرية أحسن سرية في الفرقة الرابعة مدرعة وأنا طلعت أحسن قائد فصيلة في الفرقة الرابعة مدرعة وكان قائد الفرقة موجود.

فكان عصر من الحماسة وعبدالفتاح تركي كان شخصية ظاهرة يعني متغفلهوش، متعدش عليك عين في أي حاجة، كان اجتماعي، أولاً له شخصية قوية جدًا، نمرة اتنين الحقيقة يعني ثقافته عالية جدًا، كانت عجب يعني، مهو برضه خريج آداب كان متخرج قبلها بسنتين تلاتة، مش أستاذ جامعي لكن ثقافته عالية وفهمه للناس عالي وكنا بنتناقش يعني كان فيه منظمة شباب ومسائل من دي.

فهو انضم للتنظيم الطليعي، خدوه في معسكر في حلوان وبعد ما تفوق هناك، القيادات كلفوه يتجسس على أستاذ، دي حاجة سرية بيني وبينه، فهو مفروض ميقدرش يقول لأ دا التنظيم الطليعي، أوامر سياسية، لكن هو رفض، بقولك واقعة محدش يعرفها خالص وقالي بعد كده ما تطورت سياسيًا، أنا جيت بعد 67 مكنش فيه حاجة اسمها عبدالناصر خالص ورغم ذلك كان بيأيدني خالص.

عشنا في الشغل والعرق والتعب والوطنية أجمل أيام حياتنا، لا بعدها، لسه مكنش اتجوز فكنا بنخرج بعد الضهر، هو شخصية مش ممكن، هو من طنطا مغرم بالموالد، ففيه مولد السيدة ومولد الحسين، بنروح سينما وكده لكن في الموالد هو الليدر بتاعي، هو من طنطا وفاهم فأنا روحت الحتت مع عبدالفتاح فهو موسوعي، كنا بنخرج وكان بيجيلي البيت مكنش اتجوز بنروح سينما سوا يعني حب وعشق يعني بدون مبالغة.

إعلان حالة الطوارئ 

خبر تداعيات إغلاق خليج العقبة
خبر تداعيات إغلاق خليج العقبة

فجأة أعلن حاجة كده اسمها حالة الطوارئ في القوات المسلحة، يعني طوارئ يعني الناس بتروح آخر النهار، الجزء اللي مش خدمات ومعندهوش تدريب بيروح بيروح ظباط أو، فطوارئ يعني الوحدة لازم تتجمع فبالتالي بيبعتوا للناس في بيوتها الظباط والجنود استدعاء عام، طوارئ تعني عملية تعبئة، فبدأنا نتجمع، أنا كنت في البيت يوميها جالي ظابط وقالي منتظر حضرتك في الوحدة فورًا طبعًا، كان قبلها حد كلمني في التلفون من القيادة، فطبعًا عبدالفتاح تلاقيه نفس الحكاية، أنا بقول إزاي بيحصل، نزلت، لبست بسرعة نزلت، لقيت العربية الجيب، مشينا خدنا حد في سكة ظابط، كله بقا، ووصلنا، وفوجئنا بقا بأوامر إن إحنا فورًا نجهز الدبابات للتحرك.

تجهيز الدبابات مشكلة، ليه ؟ لإن مثلاً عندك 30 دبابة، بتخلي 5 للتدريب عشان متستهلكش، والباقي متخزن، تخزين الدبابات دا عملية صعبة، لإنك عاوزة سعة ولازم تفك المواتير البطاريات بتتشال، فلقينا الناس اللي جم قبلنا إيه دا؟ الدبابات طلعت من الحفر والجراشات منظر مرعب مشوفناهوش قبل كده.

أصل الحاجات دي يعني أصل طوارئ، طوارئ طب هو فيه إيه، المهم أدينا واجباتنا في التجهيز وكده، لقينا مخازن الذخيرة بتتفتح، مخازن الذخيرة بتتفتح دا موضوع خطير جدًا، لإن برضه فيه مخزن ذخيرة التدريب ومخزن ذخيرة العمليات، العمليات دا القائد يكون واقف بنفسه مهما كان، بتتفتح وبالشمع الاحمر والأقفال وكده يتقص قدامه وكده، التدريب لا مش مشكلة فلقينا مخازن الدخيرة بتتفح والذخيرة بتروح الدبابات، إيه الموضوع، الكلام دا 14 مايو، بس بقا على نهاية النهار قالوا هنطلع من المعسكرات، في طريق الإسماعيلية فيه منطقة اسمها الحشد، التجمع استعداد لما بعد، المعسكرات في الهايكستب، الحشد في طريق مصر الإسماعيلية، فيه منطقة محددة من قبل، طلعنا فيها قعدنا 3 أيام ويوم 18 جا أمر بتحرك الفرقة لـ سيناء بير تمادا، جوا سينا 40 كم، طبعًا إحنا وعبدالفتاح كنا خلاص وضع اسمه عمليات يعني عمليات حرب بنجهز وكده يعني فعبدالفتاح كان راشد جدًا والظباط كانوا متحمسين، حماس بس فيه علامات استفهام، هل هنحارب ؟ دي مش أساس للحرب السرعة بالطريقة دي، يعني انت جواك عارف الصح والغلط، انا بكلمك عن نفسي، دخلنا صدر إننا نمشي الفرقة الرابعة تخش سيناء.

سيناء

إحنا اتحركنا على طريق مصر السويس بالليل، الفرقة، على يومين، شوف عدد المركبات الملحقة مش الدبابات بس المدفعية وصوارخ اللواء واللواء التاني، خدنا يومين من منطقة الحشد لبير تمادا، فلما دخلنا بير تمادا لقينا كباري منصوبة يعني حاجات عجيبة، دخلنا مشينا بقا على الجنزير، ودي نقطة مهمة جدًا لإن الدبابات متمشيش على الجنزير غير لما تكون داخلة عمليات عشان هي معدة ثقيلة جدًا فمعدل استهلاكها عالي فبالتالي ماشيين بالجنزير من القاهرة.

هو هنا كان أوامر عاجلة وإحنا مش فاهمين هي عاجلة للدرجة دي ليه، لو انت بتحشد استعداد للحرب فممكن تنقلها بحاملات الجنود هتاخد يومين تلاتة ميجراش حاجة، لكن لازم بكرة تكون هناك، لدرجة إحنا وإحنا عدينا جوا سيناء سألت واحد من القيادة، يعني شوف البراءة، فبقله يا أفندم إحنا داخلين سيناء، طيب مافيش مظلة جوية، طب دا إحنا في الاستعراض بتاع 23 يوليو لو الفرقة اتحركت من الهايكستب بنبقى عارفين إن مظلة جوية، لإن خلاص، البلد لو حصل هجوم هتضيع، حاجات عجيبة، مافيش حتى مظلة جوية في سيناء للجيش.

إقرأ أيضا
حرف القاهرة

فهو قالي لأ دا هو مقصود إن الفرقة تخش سيناء بالمنظر دا عشان نخوف إسرائيل،أنا بقيت يعني البراءة فقلت دا صح، شوف البراءة، يعني أخطاء جسيمة وإنت بتحولها إلى أمل، فمشينا كان فيه لوا مدرع في المنطقة، خد أمر برضه بس طلع على الحدود في رفح، فالمكان والخنادق روحنا بقا وباق فيه زي كشك كده بقى مكاتب وحطينا فيه حاجاتنا يعني الظباط ال3، كان حسام الخشاب الله يرحمه قائد السرية وانا بعديه وعبدالفتاح تركي وملازم أول مصطفى سليمان، وانضم علينا أثناء الحشد ظابط اختفى تمامًا مش عارفين هو فين، يعني بعد ما وصلنا سيناء دفعة اتخرجت فبعتوها فورًا لـ سيناء، يعني هو مدرب في مدرسة المدرعات آه لكن إنه يخش تشكيل !!، بعتوهم فواضح إن الدفعة دي في سيناء كلها أبيدت، لإن ناس تاهوا فمعرفوش يوصلوا، فجانا واحد قعد يومين اتنين.

كان واحد بيسهر طول الليل والباقي صاحي الصبح بيدرب وبيحسن المواقع وبنستكمل الذخيرة ومش عارفين لسه، سمعنا بقا التطورات الخطيرة بقا اللي هو إغلاق مضايق تيران في آخر مايو.

سيناء
احتمالات الحرب في سيناء

لما راح للطيارين عبدالناصر وقال إن إحنا مش هنضرب الضربة الاولى لكن هنستنى إسرائيل،  طبعا دا دا سبب نوع من القلق عندنا، لكن القلق الأكبر عرفته فيما بعد لما قابلت الطيارين، الطيارين وقفوا مع عبدالناصر وصرخوا يعني إيه

انا مسجل مع نقيب اسمه عوض حمدي، يعني إيه !!، اعترض وكان عنده شجاعة أدبية وقاله يا أفندم إنت داخل القاعدة والطيارة جناح في جناح محملة ذخيرة ووقود لو مضربناش دا كله هينضرب، أكتر من 56، فعبدالناصر يعني هداه وقاله إحنا قررنا مش هنبدأ بالضرب، فساب هزيمة نفسية عند الطيارين كاملة.

دا وصلنا بطريقة مخففة بس علامات استفهام، يعني إيه هنستنى الضربة الأولى، هوب مافيش يوم طرد القوات الدولية، حاجات خطيرة أكبر من حجمها لفهمنا، لكن حسينا إن الوضع مريب، أنا بكلمك بأمانة، انا كنت مؤيد للنظام جدًا يعني اللي بيتكلم دا ولهذا دا كان عنصر البراءة اللي عند الواحد، يعني أنا فاهم الصح وبحب بلدي، إنما شايف قرارات خطيرة، أصلها مش عاوزة فهم، يعني لما يكون القوات الجوية مش موجودة هي  دي عايزة فهم، هل لما أقلق دي قلة وطنية، إيه القرارات دي، طرد القوات الدولية ؟! والجيش لسه جاي ورانا يعني موصلش، إسرائيل ممكن تبدأ دلوقتي واللي موجود مش جاهز.

انا وعبدالفتاح الحقيقة يعني هو كان نشط جدًا، هو كان شخصية أسطورية بكل المقاييس مش عشان صديقي، بالمنظر قاعدين بنجهز بنزود الذخيرة مش عارف إيه حاجات زي كده، بنطلع تدريب في مناطق قريبة، نطلع استطلاع على الحدود، طب إحنا هنا والحدود هناك، فلازم نعرف المكان لما نتحرك هنبقى شايفين إيه لإن أول مرة نشوفها والحدود دي شكلها إيه، فكان الظباط القيادة بتاخدنا وبنشوف.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان