همتك نعدل الكفة
109   مشاهدة  

ضابط من نكسة يونيو يتكلم (3-3) الانسحاب الكارثي

المقدم عصام دراز


جانا اتصال لاسيلكي، أمر من قائد الفرقة الرابعة، بناءًا على تعليمات القوات المسلحة، تعود الفرقة إلى بير تمادا وتحتل نفس مواقعها، حاضر يا أفندم حاضر يا أفندم.
انا واقف جنبه فيه إيه يا أحمد فيه إيه ؟
قالي دا أوامر برجوع الفرقة لبير تمادا يعني ننسحب، يا خبر إسود.

اقرأ أيضًا 
ضابط من نكسة يونيو يتكلم (2-3) بير تمادا وبطولة قضت عليها العشوائية

جري هو بقا العربية الجيب للقائد، وتشوف منظر لا يمكن الواحد ينساه، الفرقة لسه جاية، طول الفرقة بمعداتها ومدرعاتها 100 كم، فتلاقي عربيات مجنزرة بالمدفعية 122 ميلي، جاية، فيقف القائد بنفسه يبلغ يعمل عودة، الدبابات بتيجي والدبابات بتلف وبترجع، المنظر دا أبشع، فيه ناس انسحبت في ممر مدلة واتحرقوا.

إحنا واقفين مندهشين الدبابات بترجع تاني ليه؟ والطيران الإسرائيلي هيضرب الناس دي، والأمر جانا الصبح وعملية الانسحاب يعني في النهار والطيران قدامنا منظر مش متخيلين، المهم وإحنا لسه جايين كان ليا تصرفات أذتني في حياتي لكن هي صح، فيه وادي اسمه وادي عقابة، زي ممر السيل، عرضه زي النيل، المجاري طفلة، العربيات تغرس فيها، كان لابد من تحديد أماكن الدبابات متغرزشي.

هي وهي جاية جاية في ساعة، طب هيرجع إزاي ؟ الطيران هيبيدهم وهو دا اللي حصل، فأنا حسبت حسبة وادي عقابة في العودة، فليا قرارات في حياتي بعتقد إنها صح، فأنا قولت خلاص لازم أنفذ زيهم، فأنا جزء من الوحدة، فطلعت أوامر للوحدة إننا ننزل، وكنا في ذهول لا تعليق، ظباط وجنود، كنا في ذهول ومش فاهمين، طب الحشد دا هيرجع ؟ طب إزاي.

صورة لفصيلة عسكرية تم أسرها
صورة لفصيلة عسكرية تم أسرها

نزلت عربيات الاستطلاع بتاعتي وكان فيه مدق عرضي، المدق دا نازل نِخِل يعني 30 كم، فاحنا مشينا على امتداده، فانا عارف سيناء فقلت ممشيش من وادي عقابة، همشي على نِخِل، فشافني قائد وحدة المهندسين، قالي الناس ماشية كده وانت ماشي كده ليه ؟ فقولتله اللي هيمشوا من وادي عقابة هينضربوا لكن المدق هيوديني لنِخِل وهيوديني على وصلة لبير تمادا، عشان غير كده هتحصل مجزرة، فقالي لا خلاص هنيجي وراك، فجا دفاع المرور وقالي وراك مش هسيبك، كان ثقة فيا لإني عارف الأرض واستنيه لحد ما ضم واتحركنا وحصل بيني وبين السرية انفصال.

وصلنا نخل لقيت قصف شديد وانتشرنا لحد ما القصف خلص، مأساة بقا رادات مضروبة وجثث يمين وشمال، وصلنا بير تمادا كان المغرب جا، فمدخل الطريق دا كان فيه عربيات ذخيرة بتنفجر، مئات وآلاف دانات المدافع بتنفجر قعدت نص ساعة ولا حاجة على ما تهدى عشان ألف حواليها، داخل بير تمادا في وسط الموقع اللي كنا فيه فوجئت بعبدالفتاح تركي وحسام الخشاب وكمال حسن علي وبصينا لبعض ومبنتكلمش.

كمال حسن علي قالي ننظم الانسحاب وكل الانسحابات لإن فيه تداخل والوحدة ساحت، فقالنا يالا ننظم القوات، يعني إيه ؟ نقف في ممر إسمه وادي جِدْي، عشان الصبح هينضرب، مشينا فعلاً ووقفنا في منطقة معينة عشان نوسع للدبابات بتاعتنا وننقذ الموقف.

جنود إسرائيليون قرب طائرة عسكرية مصريّة محطمة في سيناء.
جنود إسرائيليون قرب طائرة عسكرية مصريّة محطمة في سيناء.

الأوامر الجديدة بخصوص الانسحاب منتجمعش في بير تمادا، إنما هنتجمع عند القنال، فبدأنا نسلك قواتنا وقعدنا وقت منقدرش نحدد الزمن، والليل دخل وكله مرعوب من النهار الطريق مكدس، عدينا الممر وادي الجدي، وروحنا على كوبري جنوب البحيرات وهناك بقا قالوا أمر جديد ممنوع الفرقة تعدي، فكان فيه شاطئ كده باقلنا 3 أيام مقلعناش الجزم، فكان الشراب زي البلاستر، فقالوا هنتجمع هنا واحتمال يكون فيه هجوم مضاد بكرة.

فتحنا قالب حلاوة وقعدنا نكسر فيه ناكل بصعوبة ونشرب شاي وقاعدين مستنيين الأوامر الجديدة أنا وعبدالفتاح تركي وحسام الخشاب، سكرتير الفرقة كان دفعتي كان عدى رحت لعلي كامل ولقيت رئيس أركان الفرقة كان شديت معاه قبل الحرب كنت بنتقد حاجات في الفرقة فهاجمني، فقعدنا وكان توتر، فقالي بتعمل إيه هنا ؟ فقالي أنا إديت أمر إنك انت تجيب الدبابات التايهة، فقولتله معرفش، قالي انا قايل لوفيق فهمي روح نادي، فقولتله انا مش قايلك تقول للنقيب عصام كذا كذا، فقال انا لقيت عبدالفتاح أصلح للمهمة دي، فرفض وقال لأ، قلت عصام دراز يعني عصام دراز، فقلت حاضر يا أفندم.

فقمت بقا بالمهمة أمشي على الطريق ألاقي دبابات أخش الفرقة، فأقول لوسمحت فيه هجوم بكرة إرجع، والله ما فيه حد اتأخر، رجعت الدبابات وصلت الهايكستب بالليل، كان فيه جزء من السرية وصل، تسرب بقا، كان فيه فصيلتين.

دخلت المعسكر في الهايكستب بقا بعد بداية الانسحاب لقيت الباشويش بقا وسألت فين الظابط مصطفى وكده قالي في البيت وساعتين تلاتة فقولتله لأ إحنا لازم نرجع، قالي نرجع إزاي ؟! تعالى شوف، فوداني للهنجر شوفت منظر رعب، لقيت العساكر والضباط نايمين على وشهم وعريانين وأفرولاتهم متنشرة وقالي دول مكلوش ومناموش، هل أقدر أحركهم وكده، قولتله معلش الأوامر بس هسيبهم 3 ولا 4 ساعات، اتحركنا علشان رايحين على سيناء، روحت على المعبر لقيت قصف طائرات وقبليه ب2 كم الشرطة العسكرية منوعني من المرور، ليه؟ قالوا الكوبري بينضرب.

إقرأ أيضا
رابعة العدوية
إحدى طائرات الميج 21 المصرية مدمرة على الأرض
إحدى طائرات الميج 21 المصرية مدمرة على الأرض

على يوم 8 ولا 9 فجأة الطيارات بتضرب في المعبر والكوبري، وقلت أنا جايب ناس وبعت دبابات، وبعد ساعة ولا اتنين بدأت ناس تيجي من الفرقة من المعبر، سألنا إيه الأخبار ؟ قالوا الفرقة ادمرت، قلنا فيه هجوم مضاد ضربنا كام دبابة وانتهى الموضوع، واللي جاي منهار واللي جاي مصدوم.

فجأة لقيت نائب رئيس أركان الفرقة جاي بعربية جيب وداخل جوا الأرض الصحراء ولقيت عربية وراه وشاورلي كده، فقلت دا أمر عسكري، فروحت وراه بعربية واحدة، فقالي حضرتك مسؤول حراسة على قائد الفرقة، يعني اركن العربية بتاعتك وجنودك.

بدأت الناس تيجي وحكولي على المجزرة اللي حصلت لسرية الاستطلاع ككل، تاني يوم مبقيش فيه قوة كلها فلول، اللواء بقي منه 9 دبابات، اتنقلنا لمنطقة اسمها جليفة، وبدأت الفلول تيجي بقا، فكنا بنبعت أي حد للقرية دي نجيب أي أكل، بعدها روحنا للتل الكبير قعدنا 10 أيام هناك، وبعد 20 يوم نزلنا وكنت بزور عبدالفتاح وكده.

يعني إيه هجوم مضاد بعد الانسحاب وتخلي سيناء ؟ عشان الفرقة تباد ؟ خافوا للفرقة تثور على النظام ودا اللي عرفناه فيما بعد.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
2
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان