همتك نعدل الكفة
1٬369   مشاهدة  

إنسانية رغم الدمار “مصريون أنقذوا ضباط الحملة الفرنسية من الموت”

ضباط الحملة الفرنسية
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



شهد ضباط الحملة الفرنسية في مصر عدة مواجهات مع الأهالي منذ اليوم الأول لاستقرارهم، وكانت معارك المقاومة والجيش الفرنسي في كل ربوع مصر من شمالها إلى جنوبها، لكن تبقى مرحلة ثورة القاهرة الأولى في 21 أكتوبر 1798 هي أصعب ما واجهه ضباط الحملة.

ما قبل الصدام الدموي

نابليون في مصر
نابليون في مصر

تفاقم كره المصريين للحملة الفرنسية بعد معركة أبي قير البحرية في الإسكندرية، إذ هاجم الأسطول الإنجليزي السفن الفرنسية مما جعل الحملة محاصرة فلجأت إلى فرض الضرائب الباهضة على المصريين لتقوم الثورة بدعوة أزهرية وتمويل من التجار وشارك فيها أطياف الشعب المصري.

اقرأ أيضًا 
الأزهر والحملة الفرنسية “إيجابيات كارثية قادت الشيوخ إلى الهاوية”

استمرت ثورة القاهرة الأولى يومين وانتهت بمقتل 200 من ضباط الحملة الفرنسية وأصيب المئات بينما استشهد 2500 مصري وهدم مالا يقل عن 50 منزلاً بالإضافة لجزءٍ كبيرٍ من الجامع الأزهر جراء قصف نابليون بونابرت، فيما أعدم 6 من الأزهريين.

شهامة مصرية مع ضباط الحملة الفرنسية

ثورة القاهرة الأولى - رسمة تعبيرية
ثورة القاهرة الأولى – رسمة تعبيرية

اقتصرت عملية التأريخ لثورة القاهرة الأولى على الأحداث دون الإشارة إلى شهامة المصريين باستثناء كتاب «التاريخ العلمي والحربي للحملة الفرنسية» للمسيو ريبو، وكتاب
رحلة في الوجه البحري ومصر العليا» للمسيو فيفان دينون.

اقرأ أيضًا 
الأقباط والحملة الفرنسية “جوانب تاريخية مجهولة غير قصة المعلم يعقوب”

يحكي ريبو عن وقائع إنقاذ ضباط الحملة الفرنسية في ثورة القاهرة الأولى بقوله «جميع الفرنسيين الذين التجأوا إلى بيوت الطبقة المتوسطة قد اطمأنوا على حياتهم وألفوا بها النجدة والمروءة».

اقرأ أيضًا 
المعلم يعقوب .. انتهازي خائن نال ما يستحق في فرصة عدالة نادرة للتاريخ

أما فيفان دينون فكان حاضرًا لوقائع الثورة وأرخ باستفاضة عن وقائع قيام المصريين بإنقاذ ضباط الحملة الفرنسية من الموت خلال اشتعال القاهرة حيث قال «إن كان العلماء وبعض الكبراء والأتقياء قد ظهروا قساة في ثورة القاهرة فإن الطبقة المتوسطة من سكان المدينة برهنت على أسمى عواطف الإنسانية والمروءة رغم فوارق العادات والأخلاق والدين واللغة التي كانت تفصل بيننا، فبينما كانت صيحات التحريض على القتل تسمع من المآذن وبينما كان شبح الموت يتنقل في الشوارع فإن أصحاب المنازل التي كان يسكنها الفرنسيين قد آووهم وأظلوهم بحمايتهم وأمدوهم بما يحتاجون».

شهامة أهل الناصرية

إقرأ أيضا
زوجة حسن الصباح
ضباط الحملة الفرنسية
ضباط الحملة الفرنسية

وروى فيفان دينون عن قصة المرأة التي تسكن في حي الناصرية وجارها والتي أثارت إعجاب ضباط الحملة الفرنسية بموقفها، حيث قال «كانت عجوزًا تسكن بالحي الذي كنا نقيم به فأخبرتنا أنه لا يفصل بيننا وبينها إلا حائط مشترك وأنها مستعدة لأن تؤوينا في بيتها، وحدث أن جارًا لنا أمدنا بالمؤونة التي تكفينا دون أن نطلب منه ذلك مع أنه لم يكن بيع ولا شراء في تلك الأوقات العصيبة إذ كانت المجاعة تتهدد العاصمة ومحا هذا الجار كل المعلومات التي
ترشد إلى مكاننا وجلس أمام دارنا يدخن كأنها داره ليصرف عنا أنظار الثوار».

دينون: عواطف الإنسانية المصرية تظهر في أشد الأوقات يأسًا

فيفان دينون
فيفان دينون

ورغم أن أهالي قلعة الجبل ذاقوا الويلات والويلات من ضباط الحملة الفرنسية، لكن كان لهم مواقف شهمة معهم، أوردها عبدالرحمن الرافعي في الجزء الأول من كتابه تاريخ الحركة القومية نقلاً عن فيفان دينون، حيث قال «حدث أن اثنين من الفرنسيين كانا يسيران في الشوارع فاختطفهما أناس مجهولون وذهبوا بهما إلى دار في القلعة لا يعرفانها، فخيل إليهما أنهما وقعا في كمين ولم يشكا أنهما صارا فريسة القتل والتعذيب فثارت ثائرتهما ورأى الممسكون بهما أنهم لم يستطيعوا إقناعهما بحسن نيتهم وأنهم لا يريدون إلا إنقاذهما فأودعوهما أطفالهم ليطمئنا على حياتهما».

الكاتب

  • ضباط الحملة الفرنسية وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان