ضفادع وصديق أزرق ..البحر أيضا صديقي

اليوم يا صديقي وقفت أمام البحر، راقبته اثناء الغروب. اكتشفت أنني وقعت في حب الغروب رغم أنني احب دوما بدايات كل شيء، مراقبة الشروق وبداية اليوم، بداية قصة حب، وبداية الفكرة التي تولد في رأسي حتى تتحول إلى مقال أو قصة.

أحيانًا أتعجب كيف تولد فكرة صغيرة برأسي فتتحول فيلمًا؟..تمامًا كما يظهر أول شعاع الشمس ليتحول إلى نهار.

الغروب يصبح جميلًا عندما نكون ممتلئين، عندما نشعر هناك أملًا في الغياب كما الحضور!

اقرأ أيضا…ضفادع وصديق أزرق الحكاية الأولى

لا يزيل همي ويحوله إلى ضحكة سوى حواديت صديقي الطيب. أضحك من قلبي، نسخر من أوجاعنا، نرى الواقع كارتونيًا.

 نبحث سويًا عن الحقيقة. ينير بصيرتي ثم يختتم كلامه بوالله أعلم. نحاول أن نصبح أناس طيبين لا يتذكرنا أحد بسوء، نعبر هذه الحياة كعابري السبيل.

نحقق منها بعض الأحلام بقلب يحارب على أكثر من جبهة لا يعلمها إلا الله رغم ضحكنا الذي لا ينقطع. نتمسك بطفل داخلنا لا يريد أن يخطو أي خطوة نحو عالم الكبار. نتتبع أشكال السحب المختلفة، الجيلي كولا، فيديوهات الطبخ وحواديت الفن، ونختتم دائمًا كل حديث بأن غدًا بالتأكيد أجمل رغم كل العقبات.

أخلع عني رداء اليأس عندما يحدثني، وأرى أن الله يتجلى في تسخير أصدقاء لنا يشبهون روحنا، ويشعرون بآلامنا، ويتفهمون أرائنا وإن اختلفنا، ويستوعبون دوافعنا، ويمسحون دمعنا بكل ما استطاعوا من حب وقوة، ويغفرون ذلاتنا وإن جلدنا نحن أنفسنا، ودعمونا في أكثر أوقاتهم يأسًا بالحاضر، وأصبحوا ظلًا لنا في كل وقت نظن فيه أننا وحدنا.

الكتابة لغة غبية أحيانًا

من الحمق أن تتخيل بأن قراءة الرسائل عدة مرات ستجعلك تتصرف بشكل مختلف. نفس الحمق الذي يجعلني أقرأ كلماتي بصوت عالٍ لعلها غيرت شيئًا بالأمر. كيف تنقلنا الحياة بيت ليلة وضحاها لمشاعر مختلفة؟

لأحداث مختلفة؟

لكلمات جديدة تكتب نفسها دون ترتيب مني. تنطلق كالطفل الصغير الذي تعلم لتوه الجري لأول مرة.

إقرأ أيضا

سماعة البلوتوث والرقص المنزلي الذي أنقذ حياتي

هناك أشياء لا نستطيع الكتابة عنها، حتى لا يساء فهمنا.

الكتابة مفتاح السر وأحيانا لغة غبية.

أثق في البحر في تحميله أسراري، وأعتبر البحر صديقي، ولكن الكتابة صديق غبي (فُضحي) يخرج أسرارك جميعها بجرة قلم، ينتهك خصوصيتك بداعي أنك كاتب وكل مشاعرك يملكها القراء، كما يبرر الجميع لانتهاك خصوصية الفنانين لأنهم مشاهير.

الضفادع يا صديقي ما زالت تطاردني وتكدر صفو حياتي، تقفو في رأسي كلما نويت الكتابة أو المذاكرة أو التطلع للغد. القلق لعين لا ينتهي، فقط يختبأ حينا ويظهر حينا آخر، فيما أغمض عيناي وأتخيل أن البحر قد ابتلع كل ضفادع أفكاري.