ضفدع وصديق أزرق ..الأحلام
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أقول لأحد الأصدقاء: أخاف الفقد، فيما لم أقل أنني أهاب أيضا الأحلام.. أحلامي، خاصة هذه التي كلما مرت الأيام شعرت بدنو تحقيقها.
هناك أحلام أشعر أنها مني ولي لم تخلق سوى منى. هذا الشعور البائس الذي يجعلني لا شعوريا أتمسك بها، ثم أنزل لسابع أرض بعدما صعدت لسابع فضاء.
كيف نشعر بدنو الأحلام في الوقت الذي نعرف فيه أنها شبه مستحيلة؟..كل شيء بالسعي يمكن أن يتحقق، ولكن هناك أحلام تحتاج للتخلي!
أقول لأخي: أتخيل أحيانًا أن لدي مزرعة أزرعها وأعيش بين الخضار، وأتمتع بحياة العزلة، فتقع عيني على جملة أثناء قراءة كتاب” الطريق إلى زمش” لعمنا محمود السعدني يتمني يومًا أن يصبح فلاحًا ببلده يسرح بالغيطان على كيفه، ويخوض في مياه الترع، ويجالس من يحب، ويعيش حياة الوحوش الكاسرة والطيور المهاجرة، واختتم بلعن المدينة، في حين أنني الآن أعيش بسجن؛ سجن أفكاري ومتاهة الأحلام التي لا تنتهي، وإحباطي الذي أغلبه بإصراري أحيانا والكتابة أحيانًا أخرى ، أنا أيضا أحتاج الخضار.
اقرأ أيضا…محمود السعدني روح مصر الطيبة التي لم تغادر أبدا
قلم وورقة، قالها لي صديق عندما رآني تائهة بين الأفكار. نصحني ألا أتخلى عن أحلامي، أرتب أفكاري، أسعى بخطة ما لتحقيقها.
أي ورقة وقلم يستوعبان كل ما أحلم به؟..وأمر به؟
هل توجد ورقة ستتحمل كل ما رأيته الأمس حتى تستوعب أمالي للغد؟
أهاب أحلامي كما أهاب بالضبط أن أمسك ورقة وقلم، أخاف ما بداخلي، وأقلق من غد بلا أحلام تصورتها لي، أو نجاح وأمان توقعت حدوثه.
صراع غريب يجعلني دائمة الترقب..ودائمة القلق، وهو من ضفادعي التي لا تنتهي ولا ترحمني أبدا.
صراع يجعلني أتمنى أن أرحل عن الحياة بكل ما فيها من ضرورة المعافرة والمجهود ومقابلة الخذلان ومفاجأت الحياة، وبين الحماس والتطلع إلى المستقبل والسعي خلف الأماني أيا ما كانت.
أقول لصديق أخاف الفقد كما أهاب الأحلام، ولكنني عندما أفصحت عن هذه المخاوف لم أكن أعلم أنها ستتحقق وسأفقد أعز صديقاتي وترحل من الحياة بشكل مفاجىء إلى العالم الآخر كي تثبت لي…أكثر ما نخافه يتحقق!
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال