همتك نعدل الكفة
1٬077   مشاهدة  

“ضي القمر ” محمد محسن .. مغامرة جيدة في وسط غنائي يخشى المغامرة

ضي القمر محمد محسن
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



أطلق المطرب محمد محسن أغنية جديدة بعنوان “ضي القمر” والتي جاءت باللهجة الليبية في مغامرة فنية تكسر القواعد التي تحكم سوق البوب المصري المحصور في أغاني المقسوم.

الأغنية كتبها الشاعر الليبي “سالم العالم” ولحنها “تامر العلواني” وقام بالتوزيع الموسيقي لها “خالد عز”.

الكلمات:

الأغنية عبارة عن قصيدة بعنوان “متأخرة” صدرت في ديوان الشاعر “خريف الريح” واختار محسن أن يعنونها بأول جملة منها “ضي القمر” و نظرًا لطول القصيدة الأصلية استبعد أخر مقطع فيها.

الكلمات مزيج ما بين الفصحى والعامية الليبية مع تدفق المعاني والصور والأخيلة التي تنم على أننا أمام شاعر حقيقي يمتلك ثراء لغوى وخيال خصب وقدرة على إنتاج قصيدة متماسكة في وحدتها مبتعدًا عن الغموض والطلاسم في طرحه.

في القصيدة بعض المفردات الليبية القحة التي يصعب على المستمع المصري فهمها وأن كان يستطيع فهمها من داخل السياق الذي ذكرت فيه، منها مفردة “متسربلة بالصمت” ومعناها ” يخيم ويسيطر عليها الصمت” ومفردة “مرايفة” والتي تعني “مشتاقة” أما أخر كلمة قد تبدو صعبة هي “الورد دبلان عروقه صايفة” والتي تعني ان الورد جاف وغصونه ذابلة وتستخدم عادة للتعبير عن تعرض النبات للحر الشديد.

شريط ممكن  : ثورة محمد منير في التسعينات

اللحن:

مقام الأغنية الرئيسي هو مقام الكرد أحد أكثر المقامات شيوعًا في سوق الغناء المصري،اللحن قوي جدًا ببناء متماسك كل جملة فيه تعبر بشكل جيد عن الكلمة في حالة تماهي بينهما وتسلم الجملة الأخرى بسلاسة شديدة مع قفلة قوية جدًا والتي كرر فيها أخر كلمة من كل مقطع “خايفة – مرايفة – شايفة – صايفة – مخالفة – نازفة”  وهي الصفة التي كانت تميز حالة كل مقطع.

ينتقل اللحن في مقطع “بودي نرمم ما تهدم فيا” إلي مقام الحجاز و هي نقلة مميزة جدًا لفتت أذن المستمع وكسرت حدة تكرار  اللحن في المقاطع، ثم تنتهي الأغنية بالعودة إلي مقام الكرد بفكرة لحنية مختلفة عن السابق، ويحسب للملحن “تامر العلواني” اختيار توقيت النقلة اللحنية مع قدرته على تغليف الكلمات في سياقها اللحني المنضبط الذي يوضح معناها وحرفيته في التعامل مع القالب الذي صبت فيه خصوصًا وأنها مكتوبة على هيئة قصيدة وليست أغنية تقليدية مكونة من مذهب وسينيو وكوبليهات.

يأتي توزيع خالد عز  كأضعف عنصر في الأغنية حيث بدأت الأغنية بكوردات منسابة من الجيتار مع الكيبورد سلمت الغناء مباشرة إلي محمد محسن والذي كان يغني خلفها تلك الكوردات، مع إعادة افتتاحية الأغنية يدخل الإيقاع المصاحب له الكيبورد وكوردات الجيتار فقط.

إقرأ أيضا
المقاومة الفلسطينية

في المقاطع أعطى مساحة لصوت محمد محسن خلفه إيقاع خافت وكوردات معادة حتي يتم تفعيل الإيقاع مع الكوردات في إعادة أخر جملة من كل مقطع حتي نصل إلي الفاصل الموسيقي البسيط والذي أعتمد في نهايته على الإيقاع في تسليم الغناء دون هارمونيات قوية.

أداء محمد محسن قوي جدًا يغني بإحساس عالي ودون تكلف مع وضع بعض الحليات والعُرب التي أبرزت المناطق اللامعة في صوته عابه فقط هو نطق بعض الكلمات باللهجة المصرية الصريحة.

تكشف تلك الأغنية أن أزمة سوق الغناء المصري يكمن في الشلة التي تفرض على المطربين شكل معين من الأغاني وتقيد حريتهم في التجريب بالإضافة إلي عقول المطربين المتكلسة التي تلهث خلف التقليد و تهتم بصناعة الترندات الوقتية وليس صناعة فن حقيقى يبقى في ذاكرة المستمع طويلًا، وهو ما لم يلتفت إليه محمد محسن الذي قرر أن يمنح نفسه فرصة المغامرة وتجريب الغناء بلهجة مختلفة في ظل وسط غنائي يخشى المغامرة والتجريب وعسى أن تكون تلك الأغنية بمثابة الحجر أو البداية التي ستبدأ معها الثورة ضد كل العبث الحاصل في سوق الغناء.

YouTube player

الكاتب

  • ضي القمر محمد محسن محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان