طرد العاملات الأثيوبيات في شوارع لبنان هل يمكن لمصر مساعداتهن بعد أن تخلى عنهم الجميع؟
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
مازالت الأزمة الاقتصادية في لبنان تتفاقم يوم بعد الأخر لتطول كل الموجودين على الأراضي اللبنانية من مواطنين ولاجئين وحتى العمالة الخارجية، ولكن مهما كان حجم الأزمة التي تمر بها لبنانة، فمن غير المقبول إنسانيًا أن ترمى العاملات الأثيوبيات في الشارع معتصمين أمام سفارتهن لأكثر من شهر دون تدخل قنصلية بلادهن، أو أحد المسؤولين في لبنان لإنهاء هذه المأساة!
حيث تعتصم عدد كبير من العاملة الأثيوبيات أمام سفارة بلادهن ممن كن يعملن في لبنان كخادمات لأسر لبنانية، وذلك بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، بجانب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، مما دفع أرباب العمل للتخلي عن النساء اللائي وجدن أنفسهن مشردين في شوارع بلاد غريبة لا حول لهم ولا قوة بعد أن تخلى عنهم الجميع حتى قنصلية بلادهم.
وبعد أيام من الاعتصام جاء رد القنصلية الأثيوبية للنساء المعتصمين على أبوابهم مخزي للغاية، حيث قدمت لنسائها حل للازمة غير منطقي على الإطلاق، وهو أن تتكفل العاملات بثمن تذاكر العودة إلى بلادهم والتي تبلغ 680 دولار لتذكرة الطيران، بالإضافة إلى تكاليف مدة الحجر الصحي لمدة 14 يوم على حسابهم الشخصي، وكأنهم لا يعرفون طبيعة عمل النساء العالقات التي تتراوح مرتباتهم الشهرية ما بين 15 و200 دولار أمريكي!
وما لا يعلمه البعض أن أزمة العمالة الأفريقية بشكل عام في لبنان لم تظهر بالتزامن مع ظهور فيروس كورونا المستجد أو الأزمة الاقتصادية، ولكن من قبل ذلك بكثير وتعاني عاملات المنازل الافريقيات من سياسات كفالة مجحفة لا تعطيهن أي حقوق، حتى انه منذ شهرين فقط ألقت قوات الشرطة اللبنانية القبض على رجل بسبب عرضه بيع عاملة المنزل النيجيرية التي تعمل لدى عائلته على موقع فيسبوك مقابل 1000 دولار!
وبحسب ما نشره الموقع الرسمي لـ منظمة العفو الدولية “يعيش في لبنان ما يفوق 250,000 عامل منزل مهاجر – معظمهم من النساء – ينتمون إلى دول إفريقية وآسيوية ويعملون في منازل خاصة. وتبقى عاملات المنازل المهاجرات عالقات في نظام الكفالة – وهو نظام رعاية لعاملات المنازل المهاجرات ينطوي على إساءة المعاملة بطبيعته، الأمر الذي يزيد من خطورة تعرضهن للاستغلال والعمل القسري والاتجار بالبشر، ولا يتيح لهن آفاقا تُذكر تتيح وصولهنّ إلى الإنصاف والعدالة.
هل من الممكن أن تتدخل مصر وتساعد هؤلاء النساء العالقات وتجليهن عن الأراضي اللبنانية، قد يبدوا ما أقوله غريب على مسامع البعض، فكيف لنا مساعدة الأثيوبيات رغم أننا نقف نحن وبلادهن على أبواب حرب محتملة بسبب سد النهضة، ولكن الحقيقة أنه بحسب الإحصائية التي نشرتها مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فانه حتى شهر أغسطس من عام 2019، وصل عدد اللاجئين الإثيوبيين الموجودين في مصر 15.969 ألف شخص.
نتمنى انتهى أزمة العاملات الأثيوبيات في لبنان، وأن تدرك شعوب العالم أنه حتى في وقت الأزمات الاقتصادية والخلافات السياسية، نظل بشر ومن غير المقبول أن نحط من كرامة وإنسانية بعضنا البعض مهما حدث.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال