طريق سريع فوق منزل في الصين .. نفس الصورة ولكن الواقع مغاير تمامًا

منذ سنوات ومع زيادة عدد السكان في العالم، تلجأ الدول لتشيد المزيد من الكباري لتخفيف الزحام المروري، كما هو الحال في مصر، ولكن الحقيقة أن هناك حكايات عديدة تمزج بين البؤس والسخرية للأشخاص الذين يعيشون في الأماكن التي تقام بها هذه الكباري، وإذا كنت تعتقد عزيزي القارئ أن قصة كوبري ترعة الزمر (محور الملك سلمان) والسكان المنطقة الذين استيقظوا ليجدوا الكوبري في أحضانهم غريبة، فعليك أن تعرف عن قصة السيدة ليانغ وطريق سريع في مقاطعة غوانغدونغ الصينية.

تشتهر الصين بوحدات سكنية صغيرة تعرف باسم “بيوت الأظافر”، وعادتاً تكون لأصحاب المنازل الذين يرفضون التعويض مقابل هدمها لتشيد مشروعات أخرى، ولكن غالبًا ما تكون هذه البيوت موجودة في المجمعات السكنية الجديدة، ولكن أن تعترض هذا البيوت كوبر أو طريق سريع فهذا أمر غريب للغاية،فقد أثارت اللقطات التي نشرتها وسائل الإعلام الصينية مكان الإقامة محاصرًا بإحكام بين ممرات طريق سريع أطلق عليه اسم (هايزويونغ)، وهو جسر افتتح حديثًا في مقاطعة غوانغدونغ الصينية سخرية وسائل الإعلام العالمية-مثلما حدث عند نشر صور كوبري الزمر- حيث أن الطريق السريع به جزء مجوف يفصل حاراته، ويقع في هذا الجزء منزل لسيدة تدعى ليانغ.

حكاية كوبري إيفيل في حديقة الحيوان.. الذي سبق بناءه برج إيفيل في باريس

وعن سبب وجود المنزل الذي تحول إلى مزار في هذا المكان الغريب، قالت السيدة ليانغ مالكة المنزل المتواضع الذي تبلغ مساحته 40 مترًا مربعًا والمكون من طابق واحد، “إن الحكومة فشلت في تزويدها بممتلكات بديلة في موقع مثالي، وبدلاً من ذلك عرضت عليها شقة تقع بالقرب من المشرحة، ولذلك لم تقبل الرحيل”

وبحسب التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الصينية، إن السيدة ليانغ هي الشخص الوحيد من بين إجمالي 47 مالكا وسبع شركات التي لا توافق على تعويض الحكومة، فيما وافق الآخرون على عروض الحكومة وابتعدوا في سبتمبر الماضي.

وفقًا لتقرير صادر عن منفذ الأخبار South China Morning Post ومقرها هونغ كونغ ، قدمت الحكومة للسيدة ليانغ عدة عروض ، لكنها رفضت جميعها. وكان من بين أكثرها سخاء شقتين أخريين بالإضافة إلى تعويض نقدي قدره 1.3 مليون يوان (186500 دولار). يُزعم أنها طلبت أربع شقق ومليوني يوان (287 ألف دولار).

جريمة قتل لاسي بيتيرسون التي ألهمت كاتبة “Gone Girl”

وبسبب عدم التوصل إلى اتفاق مع صاحب المنزل، ورد أن الحكومة لم يكن لديها خيار سوى تغيير المشروع الأصلي وبناء الجسر حول بيتها، ومع ذلك قال متحدث رسمي إن المفاوضات مع المرأة ستستمر، وأثارت هذه القضية الغريبة جدلًا ساخنًا عبر الإنترنت، حيث اتهم معظم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المرأة بأنها جشعة، وقالت ليانغ: “تعتقد أن هذه البيئة فقيرة ، لكنني أشعر أنها هادئة ومتحررة وممتعة ومريحة”، مضيفة أنها لا تهتم بما يعتقده الآخرون عن عنادها.

إقرأ أيضا

محاولات القضاء على الإنترنت.. حدث بالفعل

أتمنى ألا يقرأ هذا المقال أحد من السكان المتضررين في منطقة ترعة الزمر، فنحن لا يمكن أن ننسى رد المختصين في ذلك الوقت إن المسافة بين العقارات ومحور الجسر هي 3 أمتار، لكنها أقل من ذلك بالنسبة للعمارات المخالفة، لذلك ظهر الكوبري في الصور كأنه ملتصق بها “وهذا ليس عن خطأ فني، بل عن مخالفة في بناء العقارات المذكورة”.