طفولة سعاد حسني المأساوية “ظلت تكره لعب الأطفال حتى موتها”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
صاغت المأساة فترة طفولة سعاد حسني والتي قالت عنها «طفولتي أثرت على كل حياتي، طبعت قلبي بالألم الدائم، إنني واثقة أن الإنسان الذي عاش طفولة سعيدة لابد أن يعيش حياته كلها سعيدًا، والذي عاش تعسًا في طفولته يظل تأثير ذلك عليه، يظل يعيش في قلق طول عمره».(1)
طفولة سعاد حسني وأزمة طلاق والدتها
كانت سعاد حسني نجلة الخطاط العربي (السوري الأصل، المصري الجنسية) الشهير محمد كمال حسني البابا(2)، ولديها وبنت السيدة جوهرة محمد حسن صَفّور، وكانت ترتيبها ال10 في الأبناء، فهي لها شقيقتين هما كوثر وصباح والبقية إخوة لأبيها، أشهرهم نجاة الصغيرة المطربة المعروفة والملحن عز الدين حسني والعازف الخطاط سامي حسني.
بدأت طفولة سعاد حسني تسير في طريق اللاعودة عندما حدث طلاق والدتها، وبدأ اهتمامها بالأشياء يختفي، فقد بدأ اهتمامها يتركز بما ينقصها وهو الحب والحنان والدفء، ويظهر تأثرها بالطلاق عندما قالت «كنت في الثامنة من عمري عندما انفصلت أمي عن أبي، أخذت حقيبتها وانصرفت، شعرت وقتها أن وجهي قد أغرق في حوض ماء وفي يوم وجدتها تعود وكنت أفرح لكنها عادت تزونا فقط وانصرفت بعدها وكنت في غاية السعادة وأنا أجلس معها ولكنها كانت تنصرف لتتركني للضياع».
عُقْدَة طفولة سعاد حسني من لعب الأطفال
لم تكن سعاد حسني تحن لأي شيء في طفولتها بما في ذلك لعب الأطفال، والتي كانت تكرهها جدًا لارتباطها بحادث معين حدث في طفولتها.
قال سعاد حسني عن ذلك الحادث «في طفولتي كانت لي عروسة من الخشب، كنت أحبها جدًا، فهي الوحيدة التي لم تتخلى عني أبدًا، أمي تركتني بعد طلاقها من أبي، وأبي كان مشغولاً عني ولا يفهمني، وإخوتي يتغيرون تبعًا لانتقالي من بيت أبي لبيت أمي، لم يكن لي إلا هذه العروسة الخشب، كنت أرقص معها أمام المرآة، وأكلمها وأحس أنها تفهمني في وقت لم يكن يفهمني فيه أحد».
اقرأ أيضًا
سعاد حسني وأحمد زكي.. للحب أشكال أخرى
قالت «في يوم جاء لأبي ضيوف كثيرون ودفعني فضولي لأن أتسلل بخفة لأراها، ولكن أبي رآني وانتظر حتى انصرفوا وجائني في ثورة فظيعة، نسي أن تصرفي نتيجة شقاوة الأطفال، وكانت في يدي عروستي الخشب، فانتزعها مني وظل يضربني بها وأنا أصرخ، وأحسست أن خشبها يحز في لحمي بلا رحمة، ثم ألقاها في الأرض وتركني وخرج، ونظرت بعتاب إلى العروسة التي طالما أحببتها وأحسست أنها تدير وجهها عني وأنها تجردت من حبها لي، ولم أرفعها من مكانها على الأرض، تكرتها وكرهتها ولم أعد أكلمها أبدًا، خاصمتها، خاصمت آخر من لي في الحياة».
(1) محرر، حوار سعاد حسني مع مجلة الكواكب، عدد 643، يوم 10 ديسمبر سنة 1960م، ص21.
(2) محرر، محمد كمال حسني البابا أمير الخط العربي، موقع التاريخ السوري المعاصر.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال