طقوس إلقاء الحجارة تترك 77 جريح في مجرد 7 دقائق
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كل عام في الهند في ولاية “أوتارانتشال” في “بجوال” تقام سنويًا معركة لإلقاء الحجارة بين المشاركين في هذا الحدث، والتي تترك العشرات من المشاركين تعاني من جروح خطيرة، والتي تتطلب رعاية طبية.
كلمة “باجوال” نفسها تعني “القتال بالحجارة”، لذلك فإنه اسم مناسب جدا لاحتفال يقوم بإلقاء الحجارة في الاتجاه المقابل، ويتجمع 4 عشائر في منطقة “تشامبوات” للمشاركة في هذا الحدث الفريد.
وعلى الرغم من خطورة الحدث والإصابات التي تحدث بسبب الأحجار المتطايرة في الهواء، فإن الجروح الدموية هي الهدف الكامل لهذا الحدث، حيث ترى الأسطورة أن إله الهندوس يعقد صفقة مع البشر ليخلصهم من الغزاة الشياطين مقابل التضحية بالدم.
تحكي القصة أن مدينة “دافيدورا”،في الهند، التي تستضيف “باجوال” كل عام، تعرضت لغزو الشياطين ذات مرة، وكانت عاجزة عن الدفاع عن نفسها ووقف التهديدات التي تتعرض لها، وقد تمنت العشائر الأربعة وصلت من أجل إنقاذ حياتهم، وقد قبلت الآلهة حمايتهم وإنقاذ حياتهم ولكن بشرط أن يقدم البشر ضحية للآلهة عبارة عن ذبيحة بشرية كل عام، لذلك فإن العشائر الأربعة اتفقت بالتناوب في التضحية بأحد أفرادها.
في إحدى السنوات، عندما جاء موعد تقديم أحد العشائر آخر شبابها ضحية، أقامت جدة الشاب الصلوات للآلهة من أجل إنقاذه، وسمعتها الآلهة فعرضت على العشائر عرض بديل، وهو كل عام في عيد الراخي، يقوم أفراد العشائر بإلقاء حجارة كبيرة على بعضهم البعض، والدم الذي سيسيل يكون هو البديل عن الشخص الضحية.
بداية هذا التقليد غير معلومة، ولكنه مستمر منذ قرون، ولازال أفراد الأربع عشائر مستمرون في طاعة الآله وملتزمون بالعهد، حتى أنهم في عام 2013 حاولت السلطات بتغيير ملامح هذا الاحتفال باستبدال الحجارة بالفواكه والكرات المطاطة، ولكن العشائر رفضت، حيث أن الدم والتضحية به أساس الاحتفال.
كان متوقع في هذا العام انخفاض معدل الأحجار في احتفال “باجوال”، وذلك بسبب فيروس كرونا، ولكن حضر إلى الاحتفال أعداد كبيرة وجميعهم شغوف بإلقاء الحجارة في الاتجاه المعاكس بأعداد كبيرة.
من المثير أن المحكمه العليا حظرت إلقاء الأحجار بارتفاعات كبيرة منذ أعوام، ولكن المشاركين لم يهتموا بذلك كثيرًا.
استمرت احتفالات “باجوال” هذا العام 7 دقائق فقط، ولكن هذا الوقت القصير خلف 77 مصاب من إجمالي 300 مشارك، جميعهم يحتاج إلى رعاية علاجية وطبية، وهذا الأمر ليس بجديد، ففي عام 2019 بلغ عدد المصابين 100 مصاب، ولكن هذا هو أساس الاحتفال حيث أن الغرض هو إسالة الدماء تكريمًا “لراخي”.
احتفالات إلقاء الحجارة ليست الاحتفال الوحيد بالهند فهناك احتفالات أخرى وطقوس كثيرة.
كل عقيدة بها الطقوس الغريبة وغير الواضحة، ولكنها يتم توارثها وممارستها عن حب من أجل التقرب للإله، ولكن مهما كانت غرابتها أو تعارضها مع عقيدتك، أو عدم وجود تفسير أو تبرير مقنع لها، فليس من حقك الاعتراض علي طقوس ديانة أخرى لا تقنعك، أو تبدو غريبة لك، أو يرفضها عقلك.
حيث أننا جميعا محب لطقوس ديانته وعقائده، وغيور عليها ولا يقبل النقاش أو الجدال فيها، ولهذا دع الخلق للخالق.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال