همتك نعدل الكفة
897   مشاهدة  

كراكيب تذكرنا بقيمة الأشياء .. متحف الشارع واضعًا حدودًا لـ”الروبابيكيا”

متحف الشارع
  • صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



يأتي متحف الشارع عندما نتخلى عن مقتنيات صغيرة، صورة كانت أو حتى قصاصة جورنال ونهملها لتبتلعها “الكراكيب” والقمامة، حينها نسمح لأن تذهب قيمتها إلى المجهول فمن منا لا يتمنى أن يعود إلى الماضي ذات يوم ويستشعر لذاته.

اقرأ أيضًا 
تمثال زوجة لوط في مصر .. إيه اللي جاب سدوم ووالهة جنب الإسكندرية

تمر أعوام عدة على تلك الأيام التي التقطت فيها صورة أو دفع إيصالًا أو قطعت تذكرة سينما أو أظهرت أحدهم بزي العمل أو المدرسة لتكون قيمة الأشياء بعد مرور سنين طويلة كامنة في الوجدان، فتلك الأشياء  التي نلقي بها في القمامة أو يحملها رجل “الروبابيكيا”من أمام المنزل تمحي ليس فقط الحنين إلى الماضي إنما وثائق يبحث عنها كتاب ومفكرين وصناع سينما ويبحث عنها الزمن بطبيعته.

اقرأ أيضًا
شوارع المحروسة .. حي البساتين الذي أسسه المماليك

قد لا يكثرت أحد لما بدأه أحمد حامد “المصور الصحافي المصري” الذي يعتقد أن عمله وحبه للتاريخ يربطه بكل ما هو قديم فبدأ منذ صغره بجمع المتعلقات الصغيرة من الشارع والاحتفاظ بها ليكتشف أن هناك أشياء ثمينة لا تقدر بثمن نلقي بها في القمامة.

قبل البدء في جمع المقتنيات

أحمد حامد صاحب متحف الشارع
أحمد حامد صاحب متحف الشارع

يحكي حامد لـ”الميزان”: “أعمل كمصور صحافي منذ فترة طويلة و أهوى تجميع الأشياء والبحث عنها فقبيل تخرجي من قسم الصحافة بكلية الإعلام بدأت فكرة تجميع المقتنيات القديمة كهواية تطورت مع السفر ومع الوقت من خلال مقتنيات لفتت نظري وأنا أمشي في الشارع حينما تصادفني صورة قديمة أو حتى علبة سجائر أو إعلان يعود لفترة قديمة كل هذه الأشياء اقوم بتجميعها فهي ليست وليدة اللحظة فوقت ان كنت طفلًا أبلغ من العمر الخمس سنوات أعيش مع والداي في دولة السعودية بحكم عملهما كطبيبان وفي المستشفى ذاته كان زملائهما من لبنان وسوريا والهند والسودان والفلبين يستقبلون الجوابات البريدية قبل وجود السوشيال ميديا و الإنترنت وهذه الجوابات كانت عليها طوابع فكنت أفضل جمعها بطريقة ملفتة  أما المقتنيات في العادة أفضل وضعها في صناديق صغيرة بالمنزل بجانب ما أجمعه من طوابع بريدية وعملات وغطيان كازوزة كشخص يهوى تجميع الأشياء القديمة على أى حال  فأصبح لدي ما يوثق سفري ورحلاتي وما يوثق حياة الأخرين.

مصير الوثائق 

من مقتنيات متحف الشارع
من مقتنيات متحف الشارع

ويضيف:” قررت منذ فترة البدء في نشر بعض هذه المقتنيات من خلال صفحتي الشخصية على فيس بوك :”يمكن الموضوع مكانش في بالي انه يتعمل صفحة أو متحف إلا أن أحد أصدقائي اقترح عليا بعد أن سألني لماذا لا أقوم بتصميم ووضع لوجو أو علامة مائية على الأقل لحفظ ما اقتنيه فوافقته رايه في وضع اللوجو على الصور بعدها وجدت انني جمعت أشياء كثيرة هل أحتاج لها ؟ بالطبع متحف..وجدتني مهتمًا جدًا بالفكرة فلم يوجد في مصر متحف يهتم بالتصوير الفوتوغرافي فمصر لا تملك الأرشيف على سبيل المثال “أسرة كان ربها يعمل في هيئة السكك الحديدية ولديه الكثير من المطبوعات والأوراق والكتيبات ترتبط بعمله ولم يتبقى من هذه الأسرة إلا شخصين يقرران السفر إلى بلد أخرى لظروف العمل أو الدراسة كيف سيكون مصير هذه الوثائق؟ في الغالب الشتات والضياع واختفاء الذكريات وقد تحمل في طياتها شيئًا مهمًا اذا لابد من وجود جهة تدير أرشيفاً وتفتح أبوابها لتستقبل من الجميع الوثائق والصور بدلأ من اندثارها أو ذهابها لـ  “الروبابيكيا”.

يوضح الصحافي المصري:”من الأفضل أن تحتويها “national archives” كما في بلدان أخرى يديرها موظفون يحددون أهمية الوثائق القديمة ويتولون جمعها ويحفظونها ويحددون لها اقسام بالتأكد سيحصلون على وثائق هامة بعد دراستها جيدًا فعلى سبيل المثال يكون هناك وحدة أرشيفية للسكك الحديدية كما ضربت مثالًا بهذه الأسرة ومن ثم يقسم الأرشيف أجزاء ومساحات أخرى فلا يقتصر الموضوع عن جهة واحدة فقد يتنوع .

ضريح السيد البدوي

من مقتنيات متحف الشارع
من مقتنيات متحف الشارع

يوضح المصور المصري لـ” الميزان” أن الموضوع متعلق بالهواية أكثر منه شيئًا آخر فجزء كبير من مقتنياتي بجانب أنني مصور فوتوغرافي “صور فوتوغرافية ونيجاتيف” حصلت منذ أربع سنوات تقريبًا على نيجاتيف من أحد مباني “وسط القاهرة” لأسرة فحسب النيجاتيف الذي عثرت عليه كانت هذه الأسرة في رحلتها إلى مدينة طنطا شمال القاهرة تحديدًا قاموا بزيارة ضريح السيد البدوي لكن على الأغلب كان هناك تجديد وتكسير في الشقة بعد بيعها وتم إخراج بعض الاشياء القديمة منها كجرائد تعود إلى سبعينات وثمانينات القرن الماضي والنيجاتيف الذي ظهرته”اعاد تجديده” ثم نشرته على صفحتي الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك حقق تفاعلًا ومردود ايجابي “لأن الصورة كانت حلوة الحقيقة”والناس حبته جدًا فأطلقت بعدها هاشتاج #مترموش_نيجاتف_في_الزبالة بمناسبة ان هناك الكثير من الناس يلقون بالنيجاتيف في القمامة ولا أدري لماذا لا يحظى باهتمام لديهم؟ لماذا وهو يحمل ذكرياتهم و من سبقوهم.

زكي رستم وشريفة فاضل

زكي رستم - شريفة فاضل
زكي رستم – شريفة فاضل

بجانب عملي الصحفي وعملي كمصور لدي اهتمام خاص بالتاريخ ففي 2010 درست في مدرسة دار الكتب والوثائق القومية حيث كان يلحق بها حديثي التخرج للحصول على المحاضرات وتدريبهم  لمدة تتراوح ما بين شهر ونصف إلى شهرين كانت تجربة رائعة ميولي للتصوير وعملي في الصحافة واهتمامي بالتاريخ وهواية التجميع كل هذا كان له دور في متحف الشارع وما تلى الفكرة من أفكار أخرى كالتوثيق والتصوير واقتناء ما يعد قيمة فنية أو تاريخية أو ذكرى في نفوس الاشخاص العاديون من خلال أشياء “ملقاة في الشارع” ثم الترويج للحفاظ عليها فمن ضمنها “قصاصات الجرائد القديمة” فوجدت أول قصاصة جريدة وكانت عبارة عن إعلان لفيلم من بطولة الفنان زكي رستم والفنانة شريفة فاضل.

إقرأ أيضا
جولة أخيرة

إيصال مصروفات الشوباشي 

إيصال الشوباشي
إيصال الشوباشي

ارسل لي الكاتب المصري الشهير شريف الشوباشي من خلال حسابه الشخصي على موقع فيس بوك رسالة يطلب فيها الإيصال الذي عثرت عليه في أحد شوارع القاهرة بالطبع كان الطلب محرجًا لي فحاولت تأكيد أن ما أفعله ليس سهلًا فهو يكلفني  الوقت  والجهد و أنا أرى أن الشوباشي سيكون متفهمًا لذلك أن تكون هذه الورقة الصغيرة من الوثائق والمقتنيات للتاريخ والذكرى وعن فترة تاريخية معينة حيث كان تلميذًا في المدرسة عام 1962 والإيصال هو طلب بأسم والده بعد أن قامب بدفع القسط الثالث للسنة الدراسية 1961:1962 بمبلغ 16 جنيهاً و650 مليم وهو مبلغ كبير تلك الفترة فكان يدرس في مدرسة ليسيه الحرية بالمعادي في جنوب القاهرةو لكن إذا أصر الكاتب الشهير على الحصول على الإيصال الخاص به مني بالطبع سأعطيه له فوارد جدًا ظهور الأشخاص ذوي المقتنيات ووارد أيضًا ظهور ورثة هؤلاء الذين وجدت أشياء يملكونها ملقاة في الشوارع أو القمامة.

المقتنيات كرمزية للسلام  

من مقتنيات متحف الشارع
من مقتنيات متحف الشارع

من أفكار المتحف أيضًا يحكي جامع المقتنيات المصري هي مشاركة المجتمعات احتفالها فعلى سبيل المثال هناك صورة وجدتها تتفق مع اليوم العالمي للسلام وتفاصيله حيث أظهرت وقوف أسرة أمام مدفع حربي في سلام وأطمئنان وكأنها دلالة واضحة على أن الحرب توقفت وانتهت لتصبح هذه الألة الحربية مجرد مكمل لحالة الهدوء والسكينة كما تظهر الصورة حالة الدفء بينهم فشعرت بهذه الرمزية في الصورة ومع زيادة أعداد الصور قد يحدث ان احصل على صور اتخذها كرمز لأيام أخرى وأشياء أخرى.

وأكد أن  فكرة “متحف الشارع” تعد آلية للنبش في التاريخ وأحد مصادر إيلاء الاهتمام بالتوثيق للمنهجية والسياق التاريخي الذي يسرد  بدوره قصة صورة  أو قصاصة جورنال لبناء حجة فعند كتابة ورقة تاريخ  من المهم الانغماس في موضوعها بحيث يمكن استكشافه بتعمق باستخدام المصادر الموجزة والدلائل الموثقة لتذكرنا بقيمة الماضي.

الكاتب

  • متحف الشارع أحمد الأمير

    صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان