خطباء المساجد اعترضوا وبشروا بقرب القيامة.. كيف ساهم الترام في تحرير المرأة؟
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
دخل الترام وسار في شوارع القاهرة، فاختلط الناس، وقلق خطباء المساجد، وكونوا أفكارهم من خلال المشاركة حول الموضوعات المختلفة، وصدر وقتها كتاب “تحرير المرأة” لقاسم أمين، فشغل الرأي العام لمدة طويلة، فرد عليه وسفه منه كثيرون من المثقفين مثل طلعت حرب وأحمد حافظ عوض وعبد القادر حمزة، فكتب “عوض” في مجلة الموسوعات عام 1899 يقول:”أصبح كتاب تحرير المرأة الشغل الشاغل لأفكار كثير من أدباء المصريين، الذين استفزتهم الغيرة الإسلامية، وحركتهم الوطنية، فتنبهت أحاسيسهم، وتوجهت أنظارهم إلى أمر عرفوا مقدار أهميته، وانتبهوا إلى أن في تقليدنا لعوائد الغرب ونبذ عوائد بلادنا وأهلنا، تشبه بالغراب الذي لم تعجبه مشيته الموروثة عن آبائه، فأراد محاكاة بعض الطير في المشية، فأخذ يمرن نفسه على ذلك، فنسى مشيته الأصلية ولم تحصل له المشية التي أرادها وبقى يحجل في مشيته”.
وقال محمد سيد كيلاني في كتابه “الترام” إذا كانت هذه الأفكار ملائمة لعصر الحمير والبغال، فإنها لم لائقة بعصر الترام، ولا مناسبة له، فجرت عليها سنة البقاء للأصلح، فأخذت العلوم الحديثة تشق طريقها بين صفوف الشعب، وتقهر الحجاب، وقل أنصاره يومًا بعد يوم.
وساعد الترام في صدور كتب أدبية تطالب بحقوق المرأة وحريتها في ارتداء الحجاب.
فصدرت كتب مدرسية عام 1897 تصب اهتمامها على العناية والاهتمام بشئون المرأة، فصدر في نفس العام كتاب بعنوان”إرشاد العائلات إلى تربية البنات” لأحمد الحنفي، ناقش فيه أهمية تربية البنات، ووجوب تعليمهن، والفوائد التي يجب على الزوجين أن يتصفا بها، غير ذلك مما يتعلق بالبنات ، كما ظهر كتاب “آداب الفتاة” لعلي فكري، أوضح فيه فائدة تعليم البنات، والاعتناء بتربيتهن.
الدعاة يعترضون
لما ظهرت تلك الدعوات لحرية المرأة، وبدأت تستغني عن الحجاب، وسهر الشباب وطابت سهراتهم، أخذ خطباء المساجد يبكون على المنابر يبشرون بقرب ودنو يوم القيامة، بعدما ترك الناس أحكام الدين، ولم يبق من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، ونصح الدعاة الناس إلى الزهد في الدنيا، وأخافوهم من الموت وحساب القبر، وطلبوا من أن ينصرفوا عن العمل إلى العبادة.
لكن المصريون بدأوا يشعرون بسوء حالتهم الإجتماعية، وتألموا منها، فأحسوا بضرورة العمل على تحسينها، خاصة بعدما اختلطوا بالأجانب، وعاشروهم وعرفوا قدر تقدمهم الذي ساعدهم على خلق حياة طيبة بها العديد من المزايا.
اندفع المصريون إلى العمل والنشاط، وتآلفت القلوب واتحدت في التفاني في العمل بعيدًا عن الانشقاق.
كما بدأ المفكرين يخرجون من حالة الفُرجة على أحوال المصريين، في الوقت الذي توغل فيه الأجانب في المرافق الاقتصادية، ينهبون ثرواتها بدون هوادة، فكتبوا المقالات يبصروا فيها الشعب المصري، ويشحذوا همته، يطردوا من روحه اليأس، يحسونه على الأمل والكفاح، خاصة بعدما ضرب الكسل نفوس المصريون وأسرفوا في الإنفاق، فاضطرروا إلى الاستدانة من المرابين، وكلهم من الأجانب.
وكتبوا يظهرون قيمة طلب العلم، بالنسبة للرجل والمرأة، فكتب أحمد شوقي مخاطبًا سعد زغلول ناظر المعارف:” يا ناشر العلم بهذي البلاد، وفقت، نشر العلم مثل الجهاد، باني صروح المجد أنت الذي، تبني بيوت العلم في كل ناد، بالعلم ساد الناس في عصرهم، واخترقوا السبع الطباق الشداد، أيطلب المجد ويبغي العلا، قوم لسوق العلم فيهم كساد”.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال