قصة عائلة أبو عوف مع شبح الخواجة “شيكوريل”
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
استعد عزيزي القارئ لأخذك في رحلة غامضة ومثيرة، داخل ڤيلا شيكوريل وتفاصيل علاقة عائلة أبو عوف معها، فالإثارة هنا لا تكمن فقط في غرابة تلك الڤيلا والأساطير التي تقال عنها، ولكن المثير أكثر أنها قصة حقيقية حدثت لعائلة مشهورة للغاية في المجتمع، عائلة الموسيقار العظيم “أحمد شفيق أبوعوف” رئيس المعهد الموسيقي عام ١٩٧٩م، ووالد أعضاء فرقة الفور إم، التي تضم الفنان عزت أبو وشقيقته الفنانة مها أبو عوف، فقد عاشت تلك العائلة أيام عذاب نفسي وصراع مع أشباح عائلة شيكوريل، هيا لنبدأ قصتنا.
حلم الڤيلا
كانت السيدة سميرة تحلم طوال عمرها أن تسكن تلك الڤيلا الجميلة، وكانت تترقبها دائمًا من بعيد وتتمنى من داخلها أن يأتي اليوم وتكون هي سيدتها، وكان لها كل الحق في تلك الأحلام، الڤيلا كانت نموذج معماري مذهل من تصميم أهم ثلاثي في عالم الهندسة المعمارية آنذاك،(ليون أزيمان، چاك هاردي، چورچ بارك)، وتم تصنيف تلك الڤيلا ضمن فن الأرت ديكو الفرنسي الشهير، وهي أعلى درجات الفنون، المبنى كان أثري لا يسكنه سوى البشوات فقط، وكان يزينه الزخارف والحلي الإيطالية الرائعة، وعندما فاجأها زوجها بانتقالهم لتلك الڤيلا لم تسعها الدنيا من الفرحة، مسكينة، لم تكن تعلم ما ينتظرها هناك.
الشبح
شعرت السيدة سميرة بسعادة غامرة، أخيرًا تحقق حلم حياتها، وها هي تسكن ڤيلا أحلامها وصارت سيدة المكان كما كانت تتمنى بالظبط، ولكن مع مرور الأيام بدأت في ملاحظة بعض الأمور الغريبة، وكان دائمًا يلازمها إحساس أن هناك أحد ما حولها، تشعر بأنفاس ساخنة على وجهها، ترى بعض الخيالات على الحوائط، وأمرها زوجها أن تكف عن التحدث في تلك الأمور حتى لا تسبب الذعر للأبناء، ولكنها كانت على يقين مما تراه وتشعر به، ولكنها قررت الصمت فهي لن تتنازل عن الڤيلا لمجرد شكوك.
اقرأ أيضًا
الأزبكية والعتبة الخضراء “قصة ثنائية ابتلعهما الزحام”
في يوم سافر زوجها في مهمة تابعة لعمله وجاء أخوها ليقيم عندها تلك الفترة، وفي المساء خلد الجميع للنوم ما عدا الأخ الذي دخل لغرفة المكتب ليذاكر، وبعد عدة ساعات غلبه النعاس وسند رأسه على المكتب ليستريح قليلًا، ولكن ظهر أمامه خيال واقترب منه في سرعة رهيبة، ورفع يده دفاعًا عن نفسه ولكن اخترقت يده الهواء، وجرى مُسرعًا لغرفة أخته، التي هلعت لمنظر أخيها فقد شحب وجهه تمامًا وتحول شعره للأبيض، وأخبرها عما رآه، وطلب منها الرحيل ولكنها رفضت ترك الڤيلا، فغادر وحده ولم يعد مرة أخرى مُطلقًا، ومنذ ذلك اليوم بدأ الشبح في الظهور باستمرار، وقرر أحمد أن يبحث في تاريخ الڤيلا ليعرف قصتها.
مقتل الخواجة شيكوريل
وجد أحمد أن تلك الڤيلا كانت ملك للخواجة “سلمون شيكوريل” صاحب محلات شيكوريل الشهيرة، وقُتل الخواجة في ڤيلته نتيجة تلقيه ١١ طعنة، بعدما تم تخديره هو وزوجته، على يد عمال كانوا يعملون عندهم وطردهم فقرروا الانتقام منه بقتله وسرقة مجوهرات زوجته، بعدها بأيام توفى ابنه في حادث داخل الڤيلا، ولم تتحمل الزوجة تلك المصائب فانتحرت داخل غرفة نومها، ومنذ ذلك الوقت تم غلق الڤيلا وتشميعها بالشمع الأحمر، وبعد العدوان الثلاثي، انتقلت ملكية الڤيلا للحكومة المصرية التي باعتها لأحمد شفيق.
محاولات طرد شبح شيكوريل
تواصلت السيدة سميرة مع الجيران الذين أخبروها أن الڤيلا مسكونة بالفعل، وأن شبح الخواجة شيكوريل يعيش بها منذ زمن، وأحضرت العديد من الشيوخ كما أحضرت قسيس وحاخام ليطردوا الشبح، لكنهم لم يتمكنوا، وأخبروها أن الشبح لن يؤذيهم، فقررت أن تتعايش مع الأمر، وبدأ الأطفال الخمسة في التعود على الأمر وأحبوا الشبح، وكانوا يلعبوا معه ويمازحهم يغلق لهم الأبواب، ويمر عبر الحوائط وهكذا، ورغم ذلك كان له هيبته أيضًا وكان الخمسة أطفال ينامون معًا في غرفة واحدة على الرغم من وسع البيت.
مغامرات مع شبح الخواجة
كان الجميع مؤمن بوجود الشبح في الڤيلا عدا أحمد شفيق نفسه، كان يرى أن كل ذلك خرافات وتخيلات لا أساس لها من الصحة، وفي يوم قرر تحدي الشبح وقال:( طب خليه يطلعلي كدة ويشوف أنا هعمل فيه إيه)، وقبل الشبح التحدي، وبعدها بعدة أيام سافرت الأسرة كلها للأسكندرية ماعدا الأب، الذي قرر البقاء في المنزل لاستكمال تسجيل لحنه الجديد، وبعد أن انتهى من العزف قرر أن يستمع إليه، ولكنه اتفاجئ أن اللحن لم يُسجل، على الرغم من يقينه بأنه شغل المسجل، شعر برأسه يغلي من الغيظ وذهب إلى الحمام وهناك سمع صوت لحنه خارج من غرفة النوم، ذهب جريًا للغرفة ولكنه لم يجد شئ فاأقنع نفسه أنها هلاوس من التعب، وصعد على السرير لينام، وفجأة ظهر أمامه خيط أبيض تشكل على هيئة شبح إنسان، وضحك الشبح بصوت عالي وقال له: (أيوة أنا)، خرج أحمد من غرفته جريًا وذهب إلى منزل أهل زوجته الذين استقبلوا خوفه ورعبه بكل هدوء بل وسخروا منه لأنه رفض أن يصدقهم في البداية وها هو الآن ابيض شعره من الخوف.
ظلت عائلة أبو عوف في الڤيلا لمدة خمسين عام تحديدًا حتى عام ٢٠٠٩م،
كانوا قد آلفوا الشبح وتعايشوا معه وصاروا أصدقاء، ولم يسكن أحد بعدهم تلك الڤيلا فالشبح رفض أن يكون هناك سكان آخرين لقصره.
صدر مؤخرًا هيئة المباني الأثرية بهدم ڤيلا شيكوريل، برأيك عزيزي القارئ، هل هي قصة حقيقية أم مجرد خيال؟.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال