عاطف منتصر.. برنس الكاسيت “محدش بياكلها بالساهل
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
حدوتة النهاردة مختلفة كليا وجزئيا، لانها مش عن مطرب أو ممثل او مخرج او سيناريست ولا حتى عن حكاية غنوة ولا كواليس فيلم، لا دي عن واحد من الناس اللى غيرت شكل الغنا في مصر غيرت شكل العملية الإنتاجية للأغاني في مصر، نقدر نقول أن الراجل ده هو صاحب الايادي البيضاء على الاغنية وصناعتها من السبعينات وانت جاي.
ملحوظة: الحدوتة دي معتمدة بشكل اساسي وكامل على مقال للكاتب عمر طاهر بعنوان “عاطف منتصر.. صنايعي الكاسيت وعدوية”.
احنا لما نتكلم على السبعينات بنتكلم على وقت كانت كل حاجة فيه بتتغير، اجتماعيا وسياسيا وإقتصاديا وكمان فنيا، كل حته في كانت بتتغير، فكان طبيعي الواد عاطف منتصر اللي عنده 22 سنة يخرج عن طوع ابوه ويتمرد على شغل المقاولات ويطفش من الشركة ويحاول يدور على حاجة تانية يشتغل فيها.
ولانه كان يعرف الشاعر مأمون الشناوي فراحله وقعد يتكلم ويحكي معاه والشناوي بيسمع منه وبيسمع كل افكاره لحد لما يخبطه في وشه بفكرة ” ما تيجي نعمل شركة اسطوانات” بس هنا زي ما عم عمر طاهر بيقول ” ابتدت الفكرة تترتب في دماغه، وواحدة واحدة وتاتا، قرر انه ها يعمل كدة، بس على رأي رايا وسكينة ” محدش بياكلها بالساهل”.
الواد عاطف منتصر بيدخل في خناقة مع ابوه، هي مش خناقة واحدة هما خناقتين الصراحة، الاولى كانت انه يسيب شغل المقاولات تماما، والخناقة التانية انه ياخد فلوس من ابوه يفتح الشركة الجديدة، طبعا انت عارف مسبقا ان عاطف منتصر كسب الخناقتين وإلا ماكناش بنكتب الحكاية دي اصلا، خد عاطف من ابوة 3000 جنية ومن اخوة 2000 وخد فوق البيعة اوضة في الشركة واعلن إن دي شركة صوت الحب لإنتاج الاسطوانات.
زي ما قولنا كل حاجة في مصر كانت بتتغير، كان في فرقة كدة ملهاش اسم بيقدموا اغاني أجنبي، فعلا الفرقة ماكنش ليها اسم ولما كانوا بيسافروا برة في حفلات مثلا كانوا بيقولوا “المصريين أهما” ولما نجيب محفوظ راح لقائد الفرقة دي وكان هاني شنودة قاله لازم تغني عربي، وبعد تفكير كتير قرروا انهم يغنوا بالمصري، واخيرا بقالهم اسم معروف، بقى اسمهم “المصريين”.
قبل كدة كان عاطف فهم إن فكرة الاغاني الطويلة خلصت خلاص، كان حلم وراح انساه وارتاح، وان المجد ها يبقى للأغاني متوسطة الطول، وبالصدفة البحتة، كان جايله واحد صاحب اخوه من ليبيا وكان مطلوب منه يفسحه في القاهرة، ده واحد جاي من ليبيا فأكيد الفسحة فيها كبارية دي القاهرة في السبعينات يعني، وفي الكبارية يقابل عاطف منتصر عيل اسمر كدة اسمع عدوية بيغني غنوتين على جنب كدة ملو يعني على ما النمر التقيلة تجهز، مطرب محدش عارفه.
المهم عاطف بيعرف أن الواد ده في حاجة مختلفة وبيطلب يقابله، وفعلا بيقدم نفسه ليه بصفته منتج اسطوانات، وبيتفقوا يتقابلوا تاني يوم في المكتب، وبيتفقوا في الاول أن أحمد عدوية يغني مواويل، بس عاطف خرج من المكتب مش عارف كان بيدور على ايه ودخل لقي عدوية بيطبل على المكتب و بيغني ” السح الدح أمبوه”، قام قاله ارمي موضوع الموال ده بقى احنا ها نسجل البتاعة دي.
الاغنية اللي كتبها الريس بيرة ولحنها الشيخ طه وغناها عدوية كل واحد فيه لهف من عاطف 15 جنية اجر، يعني الغنوة دي اتكلفت 45 جنية بس، راح عم عاطف وسجل الغنوة وسجلها فين بقى، سجلها في استوديو من استوديوهات الإذاعة، كل واحد كان بيعدي على الاستوديو وقتها كان بيقولهم ” سلامو عليكو.. انتوا ها تروحوا في داهية من كتر الفشل” أو ” صباح الخير.. انتوا ها توصلوا قعر الفشل بالبتاعة دي” بس عمك عاطف كمل وسجل الغنوة وطبع منها 1000 اسطوانة وشال الاسطوانات على قلبه وطلع المكتب، بس قبل ما يطلع عامل حاجة.
تحت المكتب كان فيه كشك بيبيع اسطوانات اداله منتصر 5 اسطوانات بالعدد يعرضهم عنده مجانا، ومعنى انه يعرض اسطوانة، انه يشغلها في الكشك علشان يجيب رجل الزبون، وطلع المكتب ومش في دماغة، شويه والشارع اتقفل والدنيا أتزحمت لدرجة ان عاطف افتكر ان في خناقة او مظاهرة فنزل يشوف في ايه، لما نزل عرف غن سبب الزحمة دي كلها هي الاغنية، الشارع كله واقف بيسمع الغنوة لدرجة أنه باع الالف نسخة كلهم قبل الساعة 10 باليل من نفس اليوم.
نرجع تاني لفرقة المصريين الفرقة دي هى اول فرقة تطلع شريط كاسيت في تاريخها، الألبوم ده تقريبا خد 8 شهور تسجيل و اتسجل في استوديو طارق الكاشف لان ده الاستوديو الوحيد وقتها اللى كان شغال بنظام التراكات اللي هو بقى النظام اللي اشتغل بيه كل الناس بعد كدة، وبيعملوا أول ألبوم للفرقة وليه من إنتاج عاطف منتصر ويكسر الدنيا في مناطق معينة زي مصر الجديدة مثلا، وهنا بيكون عاطف منتصر اتأكد أن الكاسيت جاي لا محالة ومفيش حاجة ها توقفه.
على فكرة عاطف منتصر غني من انتاجه كميه اسماء تخض خد عندك غير عدوية وفرقة المصريين، فرقة الفور ام بتاعة عزت ابو عوف واخواته، خد عندك كمان مدحت صالح ومحمد الحلو وعزيزة جلال وشادية وأشترى حقوق طبع أغاني ليلى مراد، غني من انتاجه محمد فؤاد، وعمل البومات عمر خيرت وحسن ابو السعود وحميد الشاعري وعمر فتحي وإيمان البحر درويش ونجاة وفاطمة عيد وبدرية السيد ومنى عبدالغني وسمير صبري ومحمد نوح والريس متقال، وسجل القرآن كامل بصوت الحصري وبصوت الطبلاوي.
طب راح فين عاطف منتصر، بص هو مفيش حاجة رسمي بس انت عارف الإشاعات اللي طلعت وقتها ما علينا، راح عاطف منتصر، راح، وساب لنا كنز من المزيكا ونقلة في الاغاني يمكن اخر حاجة باقيه منهم هي قناة “صوت الحب” على اليوتيوب، الله يرحم ايامك يا عم عاطف ويديك الصحة.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال