لماذا لم يتم تأميم عالم الفن؟
-
هند مختار
كاتب نجم جديد
من الحكايات الشائعة والتي تروى عن بطش جمال عبد الناصر، أنه لم يقم بتأميم شركة عالم الفن لأن صاحبها عبد الوهاب غنى له وللثورة، وأنه تم تأميم شركة مصرفون لصاحبها محمد فوزي لأنه لم يغن له، وأنه كان من المؤيديين لمحمد نجيب..
أصبحت هذه الحكاية في منزلة اليقين، ويتم روايتها كل عام في مناسبات معينة مثل ذكرى وفاة محمد فوزي، وفي كل المناسبات التي تخص ثورة يوليو، وأي حديث يخص الرئيس جمال عبد الناصر..
ولكن هل لمثل هذه الحكاية جانب آخر؟
في أحد أيام شتاء 2014 في أحد الأماكن في جاردن سيتي، قابلت أحد الأشخاص وكان يكبرني بسنوات كثيرة ونشأت بيننا صداقة لطيفة، وكان مهتما بعالم الموسيقى والغناء، وأثناء حديثنا جاءت حكاية محمد فوزي وعبد الناصر، وكيف أنه لم يؤمم صوت الفن لأنهم تغنى باسمه وبالثورة، هنا ضحك الصديق وقال لي أنت بتصدقي الكلام ده؟ أنا أحكيلك الحقيقة، سألته أنت عارف الحقيقة منين؟ وقال أبويا كان مدير في شركة صوت الفن أيام التأميم، ولما بالصدفة عرف بميعاد مجي لجنة المصادرة فقام مفضي الشركة من أي أوراق فيها حسابات الشركة الأصلية، وحط أوراق مطلعها خسرانة، ونقل الاسطوانات وحتى الفرش، وتقريبا خلى الشركة شبه فاضية، فيها كنبة قديمة ومكتب مالهوش لازمة وشوية اسطوانات قدام، وحتى الخزنة ما كانش فيها فلوس، ولما جت لجنة المصادرة، لقوا شركة خسرانة ومافيهاش فلوس مشيوا، واستمر كده فترة لحد ما نسيوها، لكن ولا موضوع غنى لعبد الناصر ولا أي حاجة)
هذه الواقعة تم حكايتها لي كما هي، وهي تفسر أشياء عدة، فيبدوا أن الحكاية الكاذبة تم تأليفها من قبل الكارهين للحقبة الناصرية، والحقيقة أنها مؤلفة بمهارة، بالإضافة أنه كان من المستحيل على أصحاب صوت الفن محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ أن يقولوا الحقيقة، بل أعتقد أنه تلك الشائعة كانت مفيدة لهما فهي تزيد من نفوذهما..
من الثابت أن محمد فوزي غنى للثورة وللرئيس جمال عبد الناصر، إلا أنه كان سيء الحظ فلجنة المصادرة جاءت له في وقت استلامه لمعدات جديدة لشركته كان وضع فيها كل أمواله، وتم تعينه مديرا للشركة وكل ما أثير حول أنه وجد أحدا في مكتبه ويطرده وكل هذا غير حقيقي، هو يناسب الحكاية المتداولة ..في الحقيقة فوزي غنى لعبد الناصر عدة اغنيات في الخمسينات والستينيات أخرهم أغنية
في الحقيقة فوزي غنى لعبد الناصر عدة اغنيات في الخمسينات والستينيات أخرهم أغنية
في الحكاية التي أوردتها تعمدت ألا أذكر اسم الرجل صاحب الحكاية حتى لا يحدث له هجوم من السوشيال ميديا ويبحثون عنه ويفتشون في صفحاته على مواقع التواصل لتكذيبه أو شتمه أو تأيده، أو أي شكل من أشكال الهجوم التي قد نحيل حياة الشخص لجحيم .
الكاتب
-
هند مختار
كاتب نجم جديد