“عبدالحليم حافظ والمشايخ” الحويني رآه في المنام يطمئنه وشيخ الأزهر جهز له مشروع فني
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يبقى عبدالحليم حافظ هو محطة فنية وغنائية كبيرة للغاية جسدت ثقافة مجتمع منذ الخمسينيات حتى الآن، فرومانسية بدون العندليب قد تكون منقوصة، وأغاني وطنية بدون صوت عبدالحليم هو أفول في الحماس، حتى في الأغاني الدينية كان عبدالحليم حافظ له باع طويل جدًا فيها.
اقرأ أيضًا
جنازة عبدالحليم حافظ .. ما هي أسماء المصابين والقتلى يوم تشييع العندليب ؟
كما كان العندليب عبدالحليم مادة لتفجير المشاعر داخل الوجدان، كان أيضًا مادة لألسنة الشيوخ ، منهم من قام بسبه ، ومنهم من عرفنا على من لا يعيه بعض جيل عبدالحليم حافظ نفسه، وبعضهم من حكا عن مواقف حدثت مع عبدالحليم حافظ شخصيًا.
العندليب بين الإخوان والسلفيين
لم يكن عبد الحليم حافظ محببًا للإخوان ولا السلفيين، فمثلاً الخطيب عبدالحميد كشك جعل عبدالحليم حافظ مادة لأغلب خطبه وكان مادة دسمة لفكرة الهجوم الدعوي الذي يتبناه كشك إذ قال “وهذا العندليب الأسود عندنا ظهرت له معجزتين الأولى يمسك الهوى بأيديه والتانية يتنفس تحت الماء”.
من الناحية السلفية فإن أبو إسحاق الحويني حكى موقفًا في أزمته الصحية التي تعرض لها وانتهت ببتر ساقه بسبب مرض السكر، إذ قال أنه رأى في منامه أحلام من ضمنها استماعه لمقدمة موسيقية جميلة لكنه لا يعرف ما هي ومن ملحنها ولأي أغنية وضعت تلك الموسيقى، فاستيقظ من نومه وهو يلحن الأغنية ثم قال لزوجته عن أصلها فقالت له «دي أغنية لعبدالحليم حافظ اسمها موعود بالعذاب».
اقرأ أيضًا
أعلم أهل الأرض الذي خرب حياتي
قال أبو إسحاق الحويني خلال لقاءه مع خالد عبدالله «هذا المنام ساهم في تطمين قلبي، إذ فهمت أنه يجب أن أستعين باسم الله الحليم».
العندليب مع الصوفية .. شيخ الأزهر عبدالحليم محمود يجهز له مشروع فني
لم يقطع عبد الحليم حافظ وده مع الصوفية حين بلغ الشهرة فالشيخ محمد درويش “القارئ الخاص بالعندليب عبدالحليم حافظ روى مواقفًا مع العندليب لعل أبرزها أنه كان يسمع القرآن منه أسبوعيًا، وأوضح أنه كان يستمع في ليلة الإسراء والمعراج وليلة القدر مع 6 من المشايخ.
الود العندليب مع الصوفية لم يتوقف عند حد الإعجاب بل وصل لدرجة التعاون الفني، وتحكي ياسمين الخيام في لقاءٍ لها ببرنامج “مساء الخير” أنها لما بدأت الإفصاح عن رغبتها بالغناء، اتجه والدها الشيخ محمود خليل الحصري إلى الإمام الأكبر عبدالحليم محمود لأخذ رأيه فقال له الشيخ بدعابة “لو قلتلها غني ليا فتيجي ترد وتقلي بس بفلوس .. إديها علقة”، وأجاز لها الغناء قائلاً “طالما لم يثير فتنة فحسنه حسن وقبيحه قبيح” وطلب منها أن لا تنسى الغناء بأبيات السهروردي ووصاها بذلك قائلاً “عرضت الأبيات دي على عبدالحليم حافظ عشان هو بلدياتي بس مغناشهاش فابقي غنيها انتي”.
لكن يبقى أبرز مواقف الصوفية مع عبدالحليم هو القصة التي حكاها الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق
في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر عام 2014 م حين قال “الفنان الراحل عبد الحليم حافظ غنى أغنية «أبو عيون جريئة» للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وأضاف جمعة، في تصريحات تليفزيونية: “عبد الحليم كان رجل مؤمن يحب الرسول ولذلك غنى له هذه الأغنية ولكنه غير في اللحن الخاص بها وكانت كلماتها قولو وزوروا المدينة.. وغنوا وغنوا لنبينا”.
أثار تصريح الشيخ علي جمعة كـ عادة من يعارضه ومن لا يفهمه ومن لا يتمهل في الاعتراض ردود أفعال واسعة، ولكن فيما بعد تبين حقيقة ما ذكره الشيخ علي جمعة في تسجيل صوتي قديم ونادر للعندليب الأسمر وهو يحكي هذا الأمر.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال