عجائب تاريخ نفوق الطيور في مصر “حين قتلت سحابة مخدرات 500 عصفورًا بالإسكندرية”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يزخر تاريخ نفوق الطيور في مصر بالتفاصيل المنسية بنفس مقدار شهرة علاقة المحروسة بكل طائر منذ العصر القديم، فمن القداسة إلى الأمثال ووصولاً للنهايات كان للمصري بصماته مع الطيور.
بردية هاريس الكبرى .. المدخل إلى تاريخ الطيور في مصر
تشير بردية هاريس الكبرى إحدى أطول برديات مصر القديمة إذ يبلغ ارتفاعها 41 مترًا إلى أن مصر زخرت بآلاف من الطيور داخل الوجه القبلي فقط، إذ وصل عدد الطيور المائية مثل الأوز والبط إلى 25 ألف، بالإضافة 21 ألف طائر سمان و57 ألف طائر حمام.
اقرأ أيضًا
الجانب المغمور في معنى لقب فرعون “ملوك مصر القديمة لم يكونوا مستبدين”
مثلما كان تحنيط الإنسان الميت لغزًا في مصر القديمة فإن تحنيط الطيور أيضًا بات أشد الألغاز البرية غموضًا، إذ تمكن العلماء من الكشف عن 4 مليون مومياء محنطة لطائر أبو القردان وذلك داخل مقابر قرية تونة الجبل في المنيا، ومليون طائر آخر في سقارة، وجميعهم تم ذبحهم وتقديمهم إلى الإله «تحوت» رب الحكمة في مصر القديمة.
اقرأ أيضًا
صدق أو لا تصدق .. النساء في مصر القديمة تمتعن بحقوقهن أكثر مننا بكثير
خرجت نظرية عن تاريخ الطيور في مصر القديمة تقول أن قدماء المصريين كانوا يعتنون بكل الطيور لدرجة التربية داخل مفارخ خاصة بها وهذا ما تؤيده كتابات حور كاهن سمنود في القرن الثاني قبل الميلاد حيث تكلم عن وقائع إطعام عشرات الآلاف من طيور أبو القردان بالخبز والبرسيم.
تاريخ نفوق الطيور في مصر .. غرائب وطرائف
قصص نفوق الطيور في مصر متعددة ووقائع الغرائب فيها متنوعة، وسبق أن تناولت سلسلة يوميات غرائب رمضان زمان عددًا من وقائع الموت للطيور على مدار الشهر الفضيل، لكن يبقى للإسكندرية بصمتها الخاصة.
فمثلاً يوم 20 ديسمبر 1943 م سقط مالا يقل عن 4 أسراب من طيور السمان على شاطئ منطقة سيدي جابر وذلك في موسم الهجرة الجماعية للطيور إلى منطقة شرق إفريقيا، ونفقت الطيور بسبب العواصف التي فتكت بها وأسقطتها على الشاطئ، والطريف هنا كما علقت مجلة اللطائف وقتها عن رد فعل الناس أنهم اعتقدوا أن السماء تمطر طيوراً وينتظرون أن تهطل عليهم بالأرغفة.
اقرأ أيضًا
السماء تمطر طيور السمان في الإسكندرية
لكن يبقى أعجب وقائع نفوق الطيور في مصر ما جرى في العام 1966 م حيث سقطت أسراب من العصافير بسبب سحابة مخدرات، حيث تمكن الأجهزة الأمنية من ضبط 3 طن مخدرات على مدار 3 سنوات في جبل عتاقة والسويس، ثم تم إعدام هذه الأطنان حرقًا في فرن خاص داخل الدائرة الجمركية بالإسكندرية، وأشرف على إعدامها الضابط سامي البربري وكيل أول نيابة المينا الشرقي للإسكندرية.
تشير جريدة الأهرام إلى أنه بعد حرق المخدرات بساعة واحدة لاحظ بعض سكان منطقة المينا سقوط مالا يقل عن 500 عصفور أرضًا وتعرضهم للدوار ثم النفوق، وكان التفسير أن السحابة الزرقاء الناجمة عن المخدرات المحروقة والتي غطت الميناء هي السبب في النفوق.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال