عداء الماراثون خوان دوال .. يتعلم العيش بدون معدة وقولون ومرارة
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
خوان دوال عداء الماراثون البالغ من العمر 36 عامًا يحب المزاح قول أنه فارغ في الداخل، ولكن العبارة في حالته لها معنى حرفي. وعلى مر السنين أزيلت معدته والقولون والمستقيم والمرارة لكنه تعلم العيش بدونهم.
بدأت قصة خوان الحزينة لكن الملهمة عندما كان عمره 13 عامًا فقط. حيث تم تشخيصه بمرض وراثي نادر يسمى داء السلائل الورمي الغدي العائلي مما ترك له فرصة 99.8% في الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي. جدته وعمه ماتا بسبب سرطان القولون، وخضع والده لعملية جراحية في الأمعاء لتجنب الاستسلام لنفس المصير. في سن 19، مباشرةً بعد انتهاءه من المدرسة الثانوية، خضع خوان لعملية صعبة لإزالة القولون والمستقيم. للأسف ، كانت هذه البداية فقط…
بحلول سن 28، كانت حالة خوان قد تفاقمت. وقد أثر المرض على معدته، لذلك كان بحاجة إلى إزالتها أيضًا. نزيف بعد العملية كاد يكلف الشاب الأسباني حياته، لكنه تمكن بإعجوبة من أن ينجو. مشاكله لم تنتهي هنا. فبعد أن انخفض وزنه إلى 57 كيلوجرامًا فقط كان يعاني من أجل الوقوف واتخاذ بعض الخطوات.
و كما لو أن الأمور لم تكن سيئة بما فيه الكفاية، بكتيريا خطيرة أصيبت مرارته لذا كان عليه أن يقوم بعملية أخرى ليتم إزالتها.
بعد تعافيه من سلسلة من العمليات الجراحية الخطيرة، ومع أزمة اقتصادية خطيرة في إسبانيا، قرر خوان دوال قبول دعوة بعض أصدقاء والديه والسفر إلى اليابان. هناك بدأت الأشياء أن تتغير للأفضل. لم يتحدث خوان اليابانية لذلك قضى أغلب وقته يمشي كلبه. ذات يوم، قام الكلب بالركض بقوة أكبر، وأدرك خوان أنه لا يزال بإمكانه الركض وبدأ يفعل ذلك.
بعد أشهر، وجد نفسه يعمل في بلدة صغيرة هادئة في إنجلترا. كان هناك القليل من حيث الترفيه، ولكن المدينة كانت محاطة بالتلال، لذلك كرس المزيد من وقته للجري. وصادق بعض الأشخاص المشابهين له وأخبرهم بما مر به، وبدوا مندهشين أنه لا يزال على قيد الحياة، ناهيك عن أنه كان يدفع نفسه لممارسة الرياضة. ذلك عندما ترسخت فكرة التركيز على تحفيز الآخرين في عقله.
بمساعدة من بيبا، وهي أخصائية تغذية، بدأ جوان تناول الطعام للحفاظ على مستوى الطاقة عالية بما فيه الكفاية لإعالته خلال النشاط البدني. بعد ثمانية أشهر من عمليته الأخيرة، أنهى نصف ماراثون برشلونة في ساعتين. ثم بدأ بالتدريب على الركض في الجبال والماراثونات الطويلة. يدّعي أن الرياضة تبقيه بصحة جيدة ومحفّز.
عدم وجود معدة غير الطريقة التي يعاني بها خوان من الجوع. جيث لا يحس بالجوع مثل البقية منا لأنه لم يعد لديه معدة. الدماغ لا يتلقى إشارة بأن الغذاء مطلوب، ومع مؤشر دهون الجسم بنسبة 3 في المئة فقط، جسده ليس لديه ما يلجأ إليه من أجل التغذية، لذلك يمكن أن يغمى عليه فجأة في منتصف سباق. لتجنب الإغماء في أسوأ الأوقات، قام خوان بتثبيت أوقات الطعام في حياته اليومية، وحتى أنه يتوقف لتناول الطعام في فترات ثابتة خلال الماراثون، للتأكد من أن لديه ما يكفي من الطاقة لإنهاء.
قال خوان: “يمكنني هضم الطعام، لكنني لا أحافظ على الكثير من الطاقة، لذا يجب أن آكل طوال اليوم؛ إنه أمر معقد، لكنني تعلمت التعايش معه”. الرياضة تساعدني كثيرًا وأعطتني كل شيء. كلما ركضت، كلما أكلت أكثر. إذا أكلت، أصبح لدي المزيد من الطاقة والقوة. عائلتي أكثر استرخاء لأنهم يرونني في حال أفضل. وبالإضافة إلى ذلك، أعمل كحافز للعديد من الناس الذين يعرفون قصتي”.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال