عذارى فيستال وصخرة ترابيا .. أشهر أنواع العقاب التي مارسها الرومان على المذنبين
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان في حقبة الرومان نظامًا قانونيًا صارمًا وقاسيًا، ومن يُخطئ لن يتمكن من الفرار دون عقاب، ولكن أشكال العقاب آنذاك اتخذت طريقًا قاسيًا للغاية، أشبه بـ التعذيب أو يكاد يكون هو بعينه، واختلفت العقوبات على حسب الأفعال، ولكنهم تشابهوا في قسوتهم، فكيف كان يتعاقب المجرم في حكم الروم؟.
عقوبة الكيس
أحد أشهر طرق العقاب التي اتبعها الرومان قديمًا لمعاقبة المخطئين، هي عقوبة الكيس، والتي كانوا يقومون فيها بضرب المذنب ضربًا مبرحًا، وبعد ذلك يتم وضعه في كيس كبير للغاية، ويوضع معه بعض الحيوانات مثل ديك، كلب، ثعبان، وبعدها تتم خياطة الكيس وإلقاءه في الماء.
عقوبة الإدانة بالوحوش
كانت هذه الطريقة واحدة من أشد وأقسى العقوبات قديمًا، وتم تخصيصها لأسوأ المجرمين، وأبشع الجرائم، حيث كان يتم تعذيبهم تعذيبًا شديدًا للغاية مع الحفاظ عليهم أحياء، وبعد ذلك يتم إلقائهم في حفرة كبيرة ووضع عدد من الحيوانات البرية المتوحشة معه، لتتولى هي مهمة إنهاء حياته.
عقاب عذارى فيستال
في وقت ما كان يوجد مجموعة من النساء الكاهنات يُطلق عليهن اسم “عذارى فيستال“، وكن مسئولات عن إبقاء النار المقدسة مشتعلة دائمًا في معابد الآلهة فيستال، وكن تلك الفتيات يلتزمن بالكهنوت قبل البلوغ، حيث يبدأن في عمر السادسة أو السابعة، ويقمن بتأدية يمين العزوبية، وتكون مدة خدمتهن هي ثلاثون عامًا، وبعد ذلك يحصلن على حريتهن ويمكنهن الزواج والإنجاب، ويحصلن على معاش تقاعدي نظير فترة تواجدهم في المعبد، والتي تبدء بدخولهن كطالبات ثم خادمات، وأخيرًا معلمات، وفي حالة مخالفة إحداهن لشروط العذرية تحصل على عقاب شديد للغاية، حيث يتم حفر قبر للمذنبة وتوضع به، ويتم تغطيتها بكفن أبيض، ووضع شمعة وبعض الطعام، ومن ثمّ يُحكم غطاء القبر عليها ولا تتمكن من الخروج مرة أخرى أبدًا، وتقضي أيامها المتبقية في خوف وهلع شديدين، وتنتظر صعود روحها وهي تعاني من آلام الخوف والجوع والعطش، وذلك تكفيرًا عن ذنبها.
صخرة ترابيا
الخونة والقتلة، كان لهم عقاب مخصص عند الرومان حيث كان يتم إلقائهم من فوق صخرة ترابيا، وهي جرف عالي في القمة الجنوبية لهضبة كابيتولين الشهيرة، وقد تم تسمية هذا الجرف بذلك الاسم نسبة للخائنة ترابيا، ابنة القائد المسؤول عن الدفاع في هضبة كابيتولين، والتي خانت بلادها، وقامت بالاتفاق مع الملك السابي الذي قام بمهاجمة روما انتقامًا لاختطاف نساء سابيات من قِبل الروم، وقامت ترابيا بوعده بفتح أبواب القلعة، وكان من المفترض أن تأخذ ترابيا كم كبير للغاية من الذهب كمكافأة لها، ولكن بدلًا من ذلك تم تصفيتها وقتلها على يد الأشخاص الذين باعت لهم الأسرار.
اقرأ أيضًا
تراجان والمسيحية “لماذا كان الأعنف في أباطرة الرومان رغم أنه غير دموي”
وهناك رواية أخرى تقول بأن ترابيا دخلت في علاقة غرامية مع الملك السابي، وأنه قد رأى الجشع في عينيها، فقام بعرض الذهب عليها مقابل أن تبيع أسرار روما له، وتقوم بتأمين دخول السابين للمدينة، وقد نفذت ترابيا مطالبه، ولكن بدلًا عن الذهب، قام الجنود بسحقها تحت دروعهم الصلبة.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال