عرائس مخيفة تطل من شرفة في كركازا
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
“شرفة العرائس” أصبح الاسم المميز لشرفة موجودة في وسط مدينة كركازا عاصمة فينيسيا، وهي شرفة مملوءة بعدد ضخم من رؤوس وأجسام عرائس أطفال قديمة، وعندما تسير في الشارع وتنظر لأعلى تجد منظر مخيف حيث تبدو العرائس كما لو كانت تتبعك بعينيها.
وأصبح موقع الشرفة معروف للجميع، حيث إنها مميزة جدًا بعدد ضخم من رؤوس العرائس، وأصبحت محط نظر وزيارة سكان المنطقة، حيث إنها تقع في مبنى قديم وسمع بها من بداخل المدينة أو من يزورها، ولذلك أصبح يأتي إلى الشارع كل من يسمع عن هذه الشرفة العجيبة والمخيفة، من أجل أن يراها بنفسه.
وإذا كنت لا تعلم عنها شيء وتسير في الشارع بسرعة ولست من هواه النظر والتطلع في المباني فإنك لن تشعر بها، ولن تراها، ولن تجد بداخلك أي مشاعر خوف.
أما إذا كنت من هواه النظر والتطلع في المباني والأماكن المحيطة لا مفر من اصطدامك بهذا المنظر، وليس هناك فرصة ألا ترى مئات من الرؤوس المعلقة التي ستخيفك لا محالة.
والأمر مخيف بعض الشيء عندما تصطدم عيناك بها أثناء سيرك بالنهار، أما إذا كنت تسير بالليل وليس لديك معلومة عن الشرفة والرؤوس التي تملأها وشاهدتها وكنت وحدك، فالأمر يصل حد الرعب.
سقوط المطر يغسل العرائس ويسقط عنها الأتربة والأوساخ التي تتعرض لها نظرًا لوجودها في الشارع، فيبدو كما لو كانت تبكي في الليل دموع سوداء فإذا كنت تمر في الليل أو حتى بالنهار فإن المنظر يصبح أكثر رعبًا، ويبدو كما لو كنت تشاهد أو تشارك في مشهد من فيلم رعب.
تصدرت هذه الشرفة العديد من القصص والحكايات التي يحكيها أهل المنطقة أو المناطق المحيطة بها، حول كيف تكونت هذه الشرفة، ومن أوجدها والسبب في وجودها، ولكن لم يستطع أحد أن تكون لديه معلومة حقيقية حول هذه الشرفة المخيفة، والواقع إن هذه الشرفة مملوكة لفنان تشكيلي، والذي يملك المبنى كله، وأن هذه الشرفة هي أحد مشروعاته الفنية، مثلها مثل العديد من المشروعات الفنية، وقد حوّل جزء من البيت إلى متحف ليضم فيه العديد من أعماله هو وعدد من أصدقاءه الفنانين.
وقد حكى نجل الفنان التشكيلي جونزاليس أن هذا التركيب المخيف مستوحى من الصداقة التي بين العائلة والسيد خوسيس بوليو الذي يمتلك شاحنة كبيرة مزينة بالعرائس، فأراد أن يقلده والده، واستغرق الأمر ثلاث سنوات، وكان يربط كل دمية بيده الواحدة تلو الأخرى بعناية فائقة.
وفي البداية كانت الشرفة مثار جدل وخلاف مع الجيران حيث حاول بعض الجيران جمع التوقيعات لإجبار الأسرة على نزع العرائس، حيث يعتقد البعض إنها رمز شيطاني، والبعض تخيل إنها رؤوس أطفال حقيقية، ولكن بعد وقت وفي النهاية، توقف الجيران على الاعتراض، وتقبلوا الأمر وأصبحت كمعلم مميز للحي والمنطقة.
لسوء الحظ لس الجميع معجب بهذا التركيب الفني، ويشك البعض أن هذه الأسرة تقوم بعمل السحر الأسود في البيت ليلًا، والبعض نسج قصة من الخيال أن هذا الرجل يمشي في الليل ويسرق دمى الفتيات الصغيرة، وهذا النوع من القصص هو ما يثير الناس ويبعدهم عن المنزل ويجعلهم يتجنبونه، والبعض يتجنب السير في الشارع كله.
إقرأ أيضاً
عائلة “فوجيت”..عائلة لون بشرتها أزرق بسبب حالة صحية نادرة
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال