“عرض العيد الذي لم يتم” قصة فيلم الصديقان الذي كانت ستكتبه برلنتي عبدالحميد

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

استحوذت قصة العلاقة الشخصية بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر اهتمامًا بين المؤرخين لِمَا لتلك القصة من تأثيرات تاريخية.

أول محاولة لتحويل قصة ناصر وعامر لعمل فني

المشير عبدالحكيم عامر - الرئيس جمال عبدالناصر — المشير عبدالحكيم عامر – الرئيس جمال عبدالناصر

لكون العلاقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر دارماتيكية اهتم كُتَّاب السيناريو بها، لكن أول محاولة لتحويل قصة جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر إلى عمل فني هو فيلم الصديقان والذي كانت ستكتبه الفنانة برلنتي عبدالحميد وجاء عرض أمريكي فرنسي لها لكي تقوم بوضع سيناريو العمل والمأخوذ عن مذكراتها بعنوان المشير وأنا.

قبيل عيد الأضحى بـ 9 أيام وتحديدًا في 17 أغسطس سنة 1985 م الموافق 1 ذو الحجة 1405 هجري، تلقت برلنتي عبدالحميد عرضين عالميين أحدهما من الولايات المتحدة الأمريكية والآخر من فرنسا لإنتاج فيلم عن الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر في الفترة من سنة 1960 لسنة 1968 م

طلبت الشركة الأمريكية أن تكتب برلنتي عبدالحميد قصة الفيلم الذي يتناول في الدقائق العشر الأولى منه كيف استطاعت فتاة من أسرة متوسطة أن تصبح نجمة سينمائية ثم تتزوج من الرجل الثاني في عصر جمال عبدالناصر.

وذكرت برلنتي عبدالحميد قصة الفيلم فقالت «سيكون اسم العمل هو فيلم الصديقان وسيركز على الفترة التي تبدأ من تعرفي بالمشير وعلاقتي بالمشير كزوجة واقترابي من عبدالناصر والسادات وعباس رضوان وصلاح نصر من خلال الأحداث التي عاصر منها والمكالمات التلفونية التي سمعتها حتى وفاة المشير، وسأشترك في التمويل بحيث أتحمل تكاليف التصوير الذي يتم في مصر وأجور مجاميع الكومبارس ويتحمل الجانب الأمريكي أجور الفنانين المصريين والأجانب نفقات السفر والإقامة».

كانت هناك نقطة خلاف بين برلنتي عبدالحميد والشركة الأمريكية حول الممثل الذي سيلعب دور المشير عبدالحكيم عامر، وقالت برلنتي أنها اقترحت على الشركة الأمريكية أن يلعب شخصية المشير ممثل مصري مشهور حتى يمكن توزيع الفيلم دوليًا باسمه بينما أصرت على أن يقوم بالدور ممثلا قريب الشبه من المشير من حيث الحركات والابتسامة والنظرات ورشحت الفنان عبدالله غيث للقيام به لأنه يشبه في الملامح والطول والروح بالإضافة إلى أنه فنان ملتزم، وطلبت الشركة أيضًا أن تبحث عن وجه جديد لتمثيل مرحلة شبابها في الفيلم.

ودرست برلنتي عبدالحميد الناحية القانونية لاشتراكها في التمويل مع الشركة الأمريكية مقابل نسبة من الإيراد عن طريق لجنة قانونية تضم المحامين والدكتور توفيق سيدهم ومحروس خضر ومن الناحية الفنية لجنة برئاسة أحد المخرجين، واقترحت أن عرضه باللغة الانجليزية ويتم ترجمته للعربية عند عرضه في مصر

وحول اسم الفيلم اقترحت برلنتي عبدالحميد أن يكون اسمه فيلم الصديقان ويدور مضمونه حول أثر لعبة السياسة في حياة صديقين يربطهما الوفاء والحب والكفاح والفدائية والبطولة والصداقة والنهاية التي وصل إليها كل منهما.

إقرأ أيضا

صوت أصالة الرائع وإعلانها المستفز!

وجاءت فكرة الإنتاج بعد أن نشرت إحدى الصحف والمجلات في دولة عربية ريبورتاج عن قصة حياة برلنتي عبدالحميد وفترة زواجها بالمشير، من هذا التاريخ بدأت الاتصالات بها لإنتاج فيلم عن الصديقان جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، يعرض في أي موسم عيد، من خلال معايشة الحقيقة لحقائق استمرت 8 سنوات وسيكون مختلفا عن المذكرات لأنه سيعبر عن حقائق بوقائعها الدرامية.

أما العرض الفرنسي فجاء من واقع مذكراتها عن فترة زواجها بالمشير عامر ويركز على الثماني سنوات الأخيرة في حياة المشير والعلاقة بينه وبين جمال عبدالناصر وأن يتم إنتاج نسختين من الفيلم أحدهما باللغة العربية ويقوم بها ممثلين مصريين وتتولى برلنتي توزيع الفيلم بنفسها في العالم العربي، ونسخة ثانية بالفرنسية تكون غالبية الممثلين فيها من الفرنسيين وعرضت على الجانب الفرنسي المشاركة بنفس الشروط السابقة من الجانب الأمريكي.

لكن لم يتم عرض الفيلم أو تنفيذه في حياة عين برلنتي عبدالحميد كما تمن، لكن مذكراتها كانت مصدرًا رئيسيًا لممدوح الليثي عندما حول العلاقة إلى عمل درامي وهو مسلسل صديق العمر.