همتك نعدل الكفة
558   مشاهدة  

عرض خاص .. تنازل عن خصوصيتك مقابل ليلة في فندق؟

فندق


ماذا لو حصلت على عرض من فندق بقضاء ليلة مقابل دولار واحد؟! بالتأكيد ستبحث عن تاريخ هذا الفندق وهل صاحبه قاتل متسلسل وبهذه الطريقة يصطاد فريسته، أو أنه فندق مشبوه، ولكن ماذا لو كان قبول هذا العرض له شرط واحد وهو أن تقضي هذه الليلة وأنت على الهواء مباشرة وتحاصرك الكاميرات طول اليوم، فهل ستقبل العرض أم تحافظ على خصوصيتك؟

هذا العرض ليس خيالياً أو إجابته ستحدد صفاتك الشخصية، ولكنه فرصة حقيقية أعلن عنها أحد الفنادق في مدينة فوكوكا اليابانية للأشخاص الذين يريدون قضاء إجازة مميزة بالقرب من مدينة التسوق والترفيه في فوكاكا اليابانية، حيث أعلن الفندق أن أي شخص يستطيع قضاء الليلة بمبلغ (130 ين ياباني) بما يعادل 1 دولار أمريكي، بشرط ان يتخلى تمامًا عن خصوصيته، وأن يتم عرض إقامته بالكامل عن طريق خاصية البث المباشر على موقع (يوتيوب).

فندق

وتغطي كاميرات البث غرفة الإقامة بأكملها، بالإضافة إلى وجود ميكروفون دقيق يذيع أي أصوات محرجة تصدر من الشخص أثناء النوم مثل الشخير، ورغم أن العرض يبدو غريبًا للغاية، إلا أن هناك اشخاص خاضوا بالفعل التجربة وشاركوا ليلة كامل من حياتهم يتعاملون فيها على فطرتهم وطبيعتهم مع ألاف المشاهدين على موقع يوتيوب!

وبشكل شخصي لا أجد الأمرغريب أن يقبل أحد أن يقضي ليلة في بث مباشر على يوتيوب، واعتقد أنه إذا قامت إدارة أحد الفنادق المصرية بتقديم هذا العرض ستتضمن قائمة الانتظار عدد أضخم من نزلاء هذا الفندق على مدار عام كامل وأغلب المتقدمين سيكونون من “مشاهير” تيك توك بالتأكيد!

فندق

لا أدعي على الإطلاق أنني شخصية تقدس العادات والتقاليد واحكام المجتمع، بل على العكس تمامًا فهناك تصرفات وضعت تحت بند أحكام المجتمع كانت السبب في تبرير جرائم مجتمعية، ولكن للأسف مع هوس الشهرة الذي أصاب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت هناك حالة ملحة لإعادة تعريف بعض المفاهيم وعلى رأسها (الخصوصية) فقد أصبح ما يسمون (مشاهير السوشيال ميديا) أو influencer ينشرون أي محتوى مقابل زيادة اعداد المشاهدات، حتى وإن كانت تخترق خصوصية افراد أخرين، مثل من قاموا بنشر محتوى يستخدمون فيه طفلتهم الرضيعة ويعرضون حياتها للخطر مقابل زيادة عدد المشاهدات، ومن يقومون بتصوير مشاجرات أسرية خاصة للغاية اغلبها يكون مصطنع من الأساس.

فندق

إقرأ أيضا
المتسول

وفي الأخير نحن من جعلنا خصوصيتنا أمر يمكن المساومة عليه مقابل ليلة في فندق، فنحن من قام بتسليعها وجعلناها تباع لأعلى سعر بعد أن أصبح هوسنا الحقيقي بعدد المشاهدات والتفاعلات فقط.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان