1٬490 مشاهدة
عزيزتي رضوى الشربيني .. احترام وأمنيات كثيرة
-
عبير إلهامي
رئيس تحرير سابق لجريدة الحسينية المحلية وخريجة صحافة الزقازيق ومعهد السينما وتكتب فى مجلة سينمائية فصلية اسمها scene
كاتب نجم جديد
عزيزتي رضوى
تحية طيبة وبعد .. أعرف أنك لاتعرفينى شخصيا ولكن متى كانت المعرفة الشخصية تجمع بين البشر طالما كانت هناك معرفة إنسانية أكثر رحابة من كل المعارف الأخرى وبناء على ذلك أتمنى أن تتقبلى منى هذا الخطاب الذي أتمنى أن يكون وقعه حانيا على نفسك المتألمة.
بداية هل تعلمين أن حزنك وشحوبك ورعشة يديك فى التعبير عن آلامك واهتزاز إيقاع صوتك وصمتك المطمئن الواثق العنيد بعد كل زفرة ألم هى التى جذبتنى لمشاهدتك أول مرة .. كان الناس جميعا يتحدثون عن قوتك وتحريضك وتمرداتك وانا لم ألتفت لكل الهراءات المشاعة والتفت فقط إلى ألمك .. كيف تعالجينه وكيف تقفين على جرحك وقفة الواثق الخطوة يمشى مرحا .. كيف تستدعين إيماناتك فى لحظة لتعطي كلماتك طابع الرضا بالألم ولتصلى برسالة الصبر والاحتساب إلى كل من وهبك الله لهم فى لسان حالك الراضي فاحترمتك أيتها الرضوى لأنك لم يغرك نجاحك وظللت تذكرى الله واختباراته ودعمه فى كل لحظة وكل فقرة وكل استضافة .
عزيزتى أعلم أن دائرة الرحى قد دارت بألمها مجددا تطحن صبرك وصمودك ولكنى كتبت لك هذا الخطاب أبشرك أن بعد كل محنة منحة وأن الله الذى دوما تذكرينه على لسانك سيهبك هدية عظيمة تعوضك عن كل هذه الآلام .. أعلم أنه لاشىء يعوض غياب الأم .. أعلم انها كانت أقوى حصونك التى إنهارت وأنك تشعرين بهشاشة المقاومة في غيابها .. أعلم أنك تحاولين وتحاولين وتحاولين فى كل مرة الوقوف بقوة أكبر وأن هذه المحاولة هى أكثرهم ألما ووحشة على الإطلاق ولكن بعد مرور بعض الوقت ستدركين أن الله خلقك أقوى مما تظنين وان غيابات المقربين تصنع منا أشخاصا سوبر فى كل شىء نحتاجه ولانجده منهم .. فكما وجدت نفسك أما وأب فى فترة ثقيلة عصيبة ما .. ستجدين نفسك تستحضرين والدتك مع بناتك في كل التفاصيل الصغيرة .. أكلة مفضلة .. تسريحة شعر .. لون مفضل .. جملة كانت لازمة فى كلامها .. تستعيرنها كى لاتفقد أذنك سماعها .. ستدخلين نفسك منطقة الأمان النفسي بأنها لازالت موجودة وتمارس عاداتها معك .. ربما حتى كررت نصحها الذى كنت ترفضين لبناتك وحينما يعترضون ترددين نفس كلماتها .. إنها دائرة الحياة .. وإنها بذور أمهاتنا التي تظل تعيش بداخلنا دون ان نعترف بوجودها وتنمو فجأة فى الغياب كأن أمهاتنا لايغادرننا أبدا .
صدقينى لاأعرف لماذا أكتب لك هذه الكلمات ولماذا أحاول إرسال هذه الرسائل الداعمة لك .. لاأذكر لنفسى أنني ارتبطت بمذيعة على أى نحو تعاطفى وحتى أنت لايحضرنى أي موقف أتذكره لأبرر لك لماذا أكتب كل هذه الكلمات الطويلة المسهبة فأنت فى ذاكرتى مذيعة مصرية ناجحة فى نشر الوعى بالعلاقات وأحب كأي فيمنست واعية برسالتك أنك تنقذين مجتمعنا المحدود الوعى من علاقات مدمرة كثيرة بما تفعلين لكن لم يكن لى أي موقف استعنت بمشورتك مثلا ربما لأن الله ينقذنى على الفور من الافخاخ البشرية قبل أن أتدخل ربما .. كان لى فقط موقف بسيط عندما سمعتك تحكين ذات مرة أنك تركت الجميع باحدى العزومات ودخلت إلى الصلاة وكان هذا موافقا ليلة القدر فكان تعويض الله لك كل هذا النجاح وهذا كان يملؤنى سعادة وأملا بتغيير الحال أن الله الذى سمع قلبك الجميل وعوضه قادر على منحى نفس الهدية .. ومنذ هذه الليلة اعتبرت نفسى زميلتك فى الدعاء وسحب سدال الصلاة فى الليالى المزدحمة والدعاء بحرارة . . ولذلك عندما رأيت منذ قليل الفيديو الذى تظهرين فيه لأول مرة بعد وفاة والدتك شعرت بحاجتى الملحة للكتابة إليك .. ودعمك نفسيا .. لقد كنت فى لحظات ضعفك مليئة بالرسائل الربانية لى واليوم أحببت أن يكون قلمي يحمل لك شيئا من طمأنينة الله لدعمك وأن هناك شخص ما على الجانب الآخر من النيل يشعر بك ويدعو الله لأجل آلامك .
لطالما دعوت الله دوما أن يسخر لى البشر لإيصال رسالاته التى لاأفهم .. وكنت مسخرة لى ولكل فتاة تدعو الله على سجادتها بعيدا عن الزحام .. وأردت اليوم أن أكون مسخرة لك بقلمى الذى أعتبره جسرا يجمعنى بكل من تباعدنا الظروف عن اللقاء به ..
فلك منى كل حب وتقدير وإحترام وأمنيات كثيرة أن يكون لك من إسمك الجميل رضا ورضوى يليق بك .
الكاتب
-
عبير إلهامي
رئيس تحرير سابق لجريدة الحسينية المحلية وخريجة صحافة الزقازيق ومعهد السينما وتكتب فى مجلة سينمائية فصلية اسمها scene
كاتب نجم جديد
الوسوم
ما هو انطباعك؟
أحببته
36
أحزنني
7
أعجبني
11
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
7
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide