رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
358   مشاهدة  

عزيزي الدكتور أحمد عكاشة لست العالم ببواطن الأمور وحدك

أحمد عكاشة


من عائلة سياسية عسكرية فنية جاء العالم النفسي المرموق أحمد عكاشة ، جاء ليصبح أول طبيب نفسي في عائلته بل أول من ادخل قسم الأمراض النفسية في كليات الطب المصرية عام 1964، شقيقه هو ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق ونائب رئيس الوزراء الأسبق وعضو تنظيم الضباط الأحرار، بينما يرتبط بصلة قرابة بأحمد باشا وعلى باشا ماهر السياسيين البارزين في فترة الملك فاروق وصله قرابة أيضا بالسيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة، ولكن هل تلك الخلفية والمكانة تجعله الحامل لمفاتيح العلم؟

الدكتور أحمد عكاشة كما قلنا شخصية علمية مرموقة ولا تشكيك في ذلك، ولكن اللافت للنظر، انه حينما يتحدث خارج الطب النفسي، فهو يتكلم كمن ملك علم الأرض، يتكلم بثقة العارف ببواطن الأمور، حينما تحدث الرئيس السيسي عن الإعلام كان يتكلم كأحد أباطرة الإعلام، وبدلا من إعطاء نصائح بتعديله أو تقويم الخطاب الإعلام من منظور نفسي بل دعا إلى تقييد حرية الإعلام رافضا مبدأ السلطة الرابعة.

ولكن المثير بالفعل هو حديثه عما يسمى الصحة الروحية في أحد الحوارات التي أجريت معه منذ أعوام، أستاذنا الكبير أحمد عكاشة أن عالم في الطب النفسي، وبالتالي أنت على دراية بهذا المجتمع الذي يترجم كلمة روحية على دينية بشكل مباشر، لذلك فتصريح غير دقيق كهذا يحملنا مباشرة إلى ضرب الطب النفسي في مقتل.

كان على العالم المرموق أحمد عكاشة أن يكون دقيقا في تصريحه وان يشرح ما يعنيه بالصحة الروحية، بدلا من إطلاقها على هكذا دون تحديد تحمل من يقرأها لمنطقة جاهد أطباء الأمراض النفسية للتعديلها في الوعي المجتمعي المصري، المرض النفسي ليس نقصا في الإيمان أو الصحة الروحية بل هو مرض له أعراض وأسباب وعلاج، فكيف رائد الأمراض النفسية في مصر يضربها في مقتل بتصريح مثل هذا.

ولعل تلك النقطة أيضا تشير لفكرة الحامل لمفاتيح المعرفة، فما يقوله صواب لا يحمل الخطأ، صحيح أن الرجل منذ عهد مبارك إلى الأن على موقفه السياسي بل لم يكن من زمرة الذين غيروا أقوالهم وانتمائهم السياسية من حقبة إلى أخرى، ولكن لا يؤخذ عليه إلا فكرة أنه حينما يتحدث خارج الطب النفسي فهو يقدم نصائح ربما ” تودي في داهية”.

مثل مشروع الأخلاق الذي اخذ عنه الموافقة من الرئيس، ليطلق سؤال هام، هل تفرض الأخلاق بالقوة أو بالجبر، وما هي الأخلاق بالأساس؟ وكيف يمكن تطويع المجتمع ضمن عدة ضوابط إنسانية؟ كل تلك الأسئلة من المفترض أن عالم الطب النفسي يعيها ويدركها جيدا ولكنه تناسها تماما مع مشروعه.

الغريب أن نصائح الدكتور عكاشة للرئيس السيسي بصفته عضو المجلس الرئاسي الاستشاري للعلماء بها ما يكفي ويفيض من الأزمات والأسئلة، فوفق تصريحه قال للرئيس انه لا داعي ” للحنية والطبطبة” وعلى الشعب أن يتحمل، وكأن الشعب لا يتحمل ولا يضغط على نفسه لأنه يعرف حقيقة ما تعانيه البلاد سواء من حالة حرب على الإرهاب او نهوض اقتصادي فكيف تحث الرئيس وأنت تعلم أن الشارع المصري يعاني من الإحباط وانخفاض الروح المعنوية وفق تصريحاتك، فكيف تنصحه بالشدة.

العالم المرموق أحمد عكاشة أرجوك أن تحسب تصريحاتك بميزان من الذهب فهيا تؤخذ عليك وربما تنتقص من قدرك أو يتم تفسيرها بشكل خاطئ إضافة على أن حديثك خارج نطاق تخصصك بطريقة العالم بكل المعارف ربما يضيرك أكثر مما ينفعك.

 

إقرأ أيضا
حمزة البسيوني

إقرأ أيضاً

إلى الدكتور محمود سامي قنيبر : إحنا نورك وسكتك .. هنسندك في وحدتك

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان