عزيزي محمد سامي .. بتجيب الكلام ده منين؟

محمد سامي في الدراما المصرية بالنسبة لي هو حالة مثيرة للدهشة والفزع في الوقت نفسه، المخرج الذي قدم نفسه مرارًا وتكرارًا عبر البرامج الحوارية واللقاءات الصحفية وخلال كواليس أعماله، بشخصية الرجل المتعالي المغتر بما يقدمه ويرى أنه أفضل من الأخرين وكل من ينتقده أو يخاله يحول الأمر لشجار ويقوم بالتقليل منه مثلما فعل مع نسرين أمين، هذا الرجل لسبب لا يعلمه إلا الله والقائمين على الدراما في المتحدة، عاد من جديد بعد جريمة نسل الأغراب، وقدم أعمال أخرى، والعجيب أنه لم يتطور قيد أنملة عن مستواه السيء.
الألمعي
الفرص التي أتيحت لمحمد سامين سواء من المساحة الممنوحة له من ساعات البث خلال مواسم رمضانية مختلفة، او من خلال إطلاق يديه في ميزانيات ضخمة، أو حتى ما قدمه الجمهور له بإعادة إنجاح بعض أعماله مثل جعفر العمدة، لو كانت اتيحت لمخرجين شباب لكانت السبب في انطلاق جيل جديد في الدراما المصرية مهما بلغ مستواه سيكون أفضل بالتأكيد من محمد سامي.

محمد سامي المخرج الذي يوزع ألمعيته على كل عناصر العمل الفني، لم يقف فقط عند الإخراج بل تخطاها للكتابة، وربما أبرز مثال على تأثيره السيء على الكتابة والكاتب الذي يعمل معه هو مهاب طارق، مهاب طارق المؤلف الذي يعمل مع محمد سامي شخص، ومهاب طارق بعيدًا عن محمد سامي شخص أخر، الأول يكتب سيناريو به كل أخطاء الهواه ومبتدئي الكتابة مثل إش إش، والثاني يكتب أعمال جيدة مثل ولاد الشمس وأخواتي.

في تلك الحالة لا يمكنك التغاضي عن فارق المستوى بين مهاب طرق مع وخارج محمد سامي، لأن الفارق كبير، ولأنه يشير وبوضوح إلا أن معظم إن لم يكن كل مشكلات السيناريو في أعماله التي يشارك في كتابتها هو السبب فيها يا بتدخلاته بالتعديل والحذف والإضافة يا إما بالمشاركة في الكتابة.

تأثير سامي السلبي أمتد إلى الممثلين، حيث تسلم أمير كراره قبل نسل أغراب كواحد من أهم نجوم الدراما وأكثرهم لمعانًا بعد نجاح مسلسلات كلبش ومسلسل الأختيار1 ، ولكن بمغامرة نسل أغراب انخفض سهم أمير كراره في بورصة الدراما كثيرًا، ولم تفلح أعماله التي تلت نسل الأغراب في إعادته إلى كامل بريقه.

الوحيد الذي ازدهر مع محمد سامي هو محمد رمضان، ولكن هذا الازدهار والنجاح الجماهيري يبدو أنهما أضرا الدراما أكثر مما نجما رمضان، لأن أطلقت يد سامي أكثر، وكارثة أن تطلق يد مخرج محدود الموهبة في ميزانيات إنتاجية كبيرة، في رأيي هذه جريمة إهدار مال عام وخاص، فبعيدًا عن فرض زوجته علينا فرضًا كبطلة لمسلسلات درامية، والمشاكل الفنية، تأتي مشكلة محدودية الأفكار.

الخلطة السامية
محمد سامي على سبيل المثال حينما قدم إش إش الراقصة لم يخرج عن محاولة لإعادة استحضار خلي بالك من زوزو – مع خالص الاعتذار للمخرج الكبير حسن الإمام والكاتب الكبير صلاح جاهين والرائعة الاستثنائية سعاد حسني لوضعهم في جملة مفيدة مع مسلسل إش إش- خاصة شخصية زينب أو زوزو، ولكن بالخلطة السامية حيث ألماظية تتحول إلى كابوريا.

قدم هذا في صورة نمطية مشوهة ومختلقة عن واقع العالم الذي يناقشه، سامي في خياله وحده عالم شعبي خاص به لا يقترب من الواقع بصله، عالم يوجد فيه رجل كبير المقام يجلس في جلسة عرفية في وسط الشارع ويحكم على الجميع، فيه الشخصيات تنادي بعضها بالقيد العائلي لتشرح علاقاتها ببعضها البعض، عالم الجميع يشخط فيه، وأبطاله سوبر هيرو سواء كانوا رجال أو نساء، عالم مهين للطبقة الشعبية نفسها التي يتحدث عنها سامي في أعماله.

الطبقة الشعبية هي ما يحيط بنا أغلب الوقت، ليسوا هكذا، ليسوا بهذا العنف أو السرسجة أو الشرشحة، الشريحة التي يستخدمها سامي في أعماله الدرامية كسند واقعي لخيال معيب، هي في الطبقات الشعبية شريحة مرفوضة ومستهجنة هم مجرمون أو “أشقيا” بالبلدي وهم ندرة وقلة قليلة للغاية، فحتي ولكانت دراماتك تدور في هذه الطبقة فحتى هؤلاء ليسوا كما تظهرهم.

إقرأ أيضا

ألبوم المطرب المدبلج “توو ليت”.. عندما تصنع حدثًا من لا شئ

محمد سامي مفتون بفكرة البطل المسيطر، يعتقد أنه يمتلك خلطة سحرية لما يريد المشاهد رؤيته، بعض المال وبعض الكفاح والكثير من الزعيق، والكثير من السيطرة، إن كان رجلا سيكون معبود النساء وإن كانت سيدة ستكون السيدة الأولى التي لا تقاوم شكلًا وكفاحًا وحكمة، ولكن هذه الخلطة المفتون بها سامي ليست هي المشكلة، المشكلة أنه مفتون بنفسه أكثر.