عشان ارضيك .. افتتاحية جيدة لموسم أنغام الغنائي
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بعد تماثلها للشفاء من أزمة صحية صعبة، افتتحت المطربة أنغام موسمها الغنائي بأغنية منفردة عنوانها “عشان أرضيك” من كلمات الشاعر أحمد قطوط وألحان أحمد زعيم ووضع التوزيع الموسيقي لها الموسيقار الكبير وليد فايد.
الكلمات:
لعب الشاعر أحمد قطوط لعبة لطيفة مع المستمع في تلك الأغنية حيث بدأها بمقدمة مكونة من مقطعين أعطتنا إيحاء بأننا أمام أغنية رومانسية تعلن فيها الحبيبة خضوعها واستسلامها أمام حبيبها التي تنشد رضاه.
عشان أرضيك أنا شفت الحياة بعنيك
أنا عشت اللي عدى ده ليك
بقيت لي الماضي والحاضر
.. بنيت الجاي كله عليك
عشان أرضيك نسيت نفسي نسيت روحي
لغيت راحتي بقى طموحي
تقول حاجة واقول حاضر
ثم فجأة أنهى تلك المقدمة بشطر “ولا بترضى في يوم معاليك” الذي كان تمهيد لسينو الأغنية الذي سيكشف عن الفكرة الأساسية للأغنية وأننا أمام حبيبة مهزومة مجروحة ألغت شخصيتها و لم يشفع لها ما فعلته كي يرضى عنها المحبوب الذي لم ترى منه سوى جحود ونكران.
مش فاكرة ليك لحظة هنا
مش هبقى تاني مسلمه
قلبي اللي كان لك زي ضلك لسه الجراح في معلمه
وياك سنين متحملة
تجرح وبرضو مكملة
ليه كنت راضية أبقى واحدة متقيدة ومتسلسلة
في الكوبليه الوحيد لعب قطقوط على نفس الفكرة السابقة في شرح تفاصيل ما فعلته الحبيبة دون أن إسهاب او تطوير للفكرة ولم يكشف لنا عن أي رد فعل لتلك المحبوبة المنبطحة مكتفيًا بشطر واحد فقط كان رد الفعل الوحيد منها “مش هبقى تاني مسلمة” مع تكرار جملة “عشان ارضيك” في افتتاحية المقاطع.
الموسيقى:
على مقام الكرد جاء لحن أحمد زعيم مكون من فكرتين بالعدد الأولى في المقدمة والثانية في السينيو ويعود إلى الفكرة الأولى في الكوبليه الوحيد، بناء اللحن جيد بشكل تصاعدي لا تشعر باغتراب بين الفكرتين فيه.
توزيع وليد فايد بسيط بدأ بجملة حالمة من الجيتار مع خلفية من الكيبورد سلمت الغناء لأنغام، يصاحب الغناء في البداية كوردات من الجيتار مع مؤثرات صوتية بدون إيقاع حتى يعاد المقطع الأول مرة أخرى مع دخول الإيقاع تظهر مع الوتريات كمردات للغناء ويتم تفعيل الإيقاع مع سينيو الأغنية بداية من جزء “مش فاكرة ليك لحظة هنا” جملة الفاصل الموسيقى مبتكرة غير مستنسخة من أي جملة لحنية في الأغنية يظهر فيها كيبورد وليد فايد وتكنيك عزفه المميز مع الوتريات التي تعزف نفس جملة الكيبورد وهي نفس الجملة التي ستختم الأغنية بعد الكوبليه الوحيد.
أداء أنغام غير متكلف خالي من الزخارف والعُرب اللحنية ويبدو أنها أدت الأغنية في فترة نقاهة ولم تكن تريد إرهاق صوتها أكثر من اللازم فأدت المطلوب منها ببساطة شديدة دون انفعال.
الأغنية مستواها توافق مع الحد الأدنى لمتطلبات العمل الفني الجيد لا أصوات مزعجة في التنفيذ الموسيقي تخلو من إفيهات مستهلكة أو مبتذلة تصلح لأن تكون أغنية ضمن ألبوم لا على رأسه، مع ملاحظة أن بدايات العام الغنائية مبشرة جدًا نلمح فيها تغيير طفيف في طريقة اختيار المطربين والمطربات للأعمال الغنائية مع أمنيات بأن ندخل في مرحلة تصاعد فني نرى فيها أعمال جيدة قد تحرك ركود سوق البوب المصري.
عن أغنية تجاوز لـ محمد محسن ضوء يلوح في أفق الأغنية المصرية.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال