“عشق فوازير رمضان ومات بها” اللحظات الأخيرة في حياة المخرج فهمي عبدالحميد
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إذا ما تكلمنا عن فوازير رمضان التلفزيونية فإن المخرج فهمي عبدالحميد هو الأب الروحي لها حيث أخرج 18 عملاً في الفترة من عام 1975م حتى 1989م لسمير غانم ونيللي وشيرهان وهالة فؤاد ومدحت صالح ورغدة شيرين رضا.
اقرأ أيضًا
نص كلمات فوازير صلاح جاهين وآمال فهمي الأخيرة في الإذاعة”بثت سنة 1985″
ورغم مشاركة فهمي عبدالحميد كمخرج في أعمال أخرى غير الفوازير مثل مسلسل مبروك جالك ولد وسهرة مولد نجمة، لكن حياته كلها كانت في الفوازير ونهايته أيضًا كانت في بلاتوهاتها.
اللحظات الأخيرة في حياة المخرج فهمي عبدالحميد
رحل المخرج فهمي عبدالحميد في يوم الثلاثاء 16 يناير 1990م، قبل حلول شهر رمضان بشهرين و10 أيام، وكان آخر يوم بحياته هو يوم عمل حيث كان يستكمل عمله في إخراج ألف ليلة وليلة: بدر باسم وجوهرة بنت السمندل لمدحت صالح ورغدة، والتي لم يستكملها.
بدأت اللحظات الأخيرة في مسيرة عراب فوازير رمضان عندما خرج من منزله ووصل إلى مكتبه في مبنى التلفزيون بماسبيرو، وعندما عندما يغادر المكتب نظر إلى مديرة الانتاج أمينة المعداوي وإلى ابنه وائل الذي يساعده في الإخراج منذ عامين وقال لهما إنني أحس بصداع ودوخة.
على الفور أسرعت مديرة الإنتاج وابنه إلى إحضار مسكنات له وتوجه بعدها إلى منطقة كيمو لاند في طريق مصر – الإسكندرية الصحراوي لتصوير بعض المشاهد الخارجية لحلقات ألف ليلة وليلة بدر باسم وجوهرة.
ورغم حالة الصداع والدوخة التي كان يعاني منها في الصباح إلا انه كان من العاشرة صباحًا في حالة من النشاط والحركة متنقلاً بين الماكيير والكوافير والكاميرا يلقي توجيهاته حول كل صغيرة وكبيرة، وعندما غابت الشمس بعض الوقت في يوم وفاته طلبت منه مديرة الإنتاج أمينة المعداوي أن يلغي التصوير، فرفض وأشار بالتكملة في الظل؛ وقد تناول طعام إفطاره في العاشرة والنصف في الخيمة المعدة له في كيمولاند وكان الإفطار مكونًا من سندوتشات فول وطعمية ولم يتناول غذاءه إلا في السادسة والنصف مساءًا.
في الساعة الرابعة بعد الظهر قال فهمي عبدالحميد لمن حوله في مكان التصوير إنني أحس بأن يدي ثقيلة، فنظر بعضهم إليه وقالوا له مفيش حاجة إنت واهم نفسك يا حاج زيادة عن اللزوم، وبعد أن تم تصوير مشاهد المطرب مدحت صالح وانصرف في السابعة إلا ربع اتجه المخرج الراحل العمل بروفة من المشهد الاخير في خطة تصوير اليوم وأثناء ذلك قال للقريبين منه أنا دايخ خالص وموش قادر، دراعي الشمال ورجلي الشمال موش حاسس بيهم، حينها كان وائل ابنه في السيارة : فلما أبلغوه بما يقوله والده أسرع إليه وأخذه في سيارته ترافقه مديرة الإنتاج أمينة المعداوي إلى مستشفى مصر الدولي وفي وسط الطريق فارق الحياة.[1]
فيما حكت لمياء فهمي عبدالحميد نهاية والدها وقالت أنه كان يشعر بقرب نهايته، فمثلاً قام بتبدير حفل عيد ميلادها وقالت لزوجته «لو محتفلناش به دلوقتي مش هعرف أحضره»، ولما جاءت نجلته لحضور التصوير قال لها «أنا مسافر لو جيتي معايا بكرة مش هاخدك معايا وأنا مسافر»؛ وقد توفي في عيادة الدكتور أحمد تيمور بشارع الهرم.[2]
[1] صلاح درويش، وداع فهمي عبدالحميد استفتاء على حبه، جريدة الجمهورية، عدد 19 يناير 1990م، ص8.
[2] شارع شريف : لمياء فهمي تحكي عن والدها المخرج فهمي عبدالحميد ولحظة وفاته، قناة النهار، مرفوع على يوتيوب يوم 25 يناير 2018م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال