همتك نعدل الكفة
773   مشاهدة  

عفوا أبو هشيمة الحب لا يحتاج إثبات

أبو هشيمة
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



حرص رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة على تأكيد موقفه من سداد مستحقات الجمارك عن السيارة التي أهداها للفنانة ياسمين صبري زوجته بعد الجدل الذي أثير حول تسريب شهادة مصلحة الجمارك بالتفاصيل الدقيقة للشراء وبحرص شديد في التصريح الصحفي نفسه نفى أبو هشيمة أن تكون السيارة التي اشتراها لزوجته هي السيارة نفسها التي تم تدول صورتها مع المستخلص الذي تم تسريبه.

توقعت أن رجل الأعمال الذي رفض تدخل الإعلام في حياته الخاصة حتى أنه فاجئ الجميع بخبر عقد قرانه بنشر صوره مع عروسه التي نفت لأكثر من صحفي في يوم عقد القران نفسه أي صلة قد تجمعها بأبو هشيمة بينما كانت تستعد لكتب كتابها، توقعت أن يبدي انزعاجه الشديد من تسريب أمر يخصه ويندرج تحت بند الحياة الشخصية التي لا يشارك بها العامة وأن يطالب بضرورة احترام المساحات الخاصة لكل إنسان، خاصة أن هذا الاختراق حدث من قبل موظف بالدولة، وأن الصور المسربة حملت عنوان سكنه مع زوجته غير صورة البطاقة الشخصية بعنوان سكن ياسمين صبري في الإسكندرية، ما يجعلنا نشكك في ضلوع أبو هشيمة أو ياسمين نفسها في واقعة تسريب بيانات شراء السيارة.

يقدم أبو هشيمة نفسه للشباب بصفته رجل أعمال عصامي بنى نفسه بنفسه ويشجعهم من خلال مسابقات ريادة الأعمال التي يرعاها على الدأب والصبر والعمل، ومن ناحية أخرى أصبح بموجب فوزه في الانتخابات الأخيرة عضوًا بمجلس الشيوخ بفضل حب وثقة البسطاء كما علق بنفسه على الصور التي جمعته معهم.

إذًا ما هي الرسالة التي يحملها هذا التسريب وكيف يمكن لها أن تؤثر على الشباب الذي يرعاهم ويعتبرهم  قضيته إن كان محقًا تقول إن كل واحد حر يصرف فلوسه كما يريد، وأجيبك من حكم في ماله ما ظلم، لكن عندما يحصن شخصية عامة حياته الخاصة إلا من جانب الرفاهية والحياة الأوبهة والساعات الغالية والطيارات واليخوت في رحلات السفر العائلية دون غيرها من تفاصيل يصبح لمناقشة أمره وجاهة، لأن ما يفعله يعاكس بل ويحطم الصورة الذهنية التي يحاول أن يطبعها علي الأذهان ويربطها لدى الشباب باسمه.

يقودنا ما سبق لسؤال يستحق التأمل، هل يحتاج الحب الذي نعيشه مع شريكنا أو السعادة التي تسكننا لاعتراف الآخرين حتى تكتمل داخلنا، بمعنى هل لو لم يعرف الناس يقينًا بحب أي فلان لزوجته يصبح حبه لها موضع شك وتأكيده من نفسه ولها مقرون باعتراف الناس، وهل يصعب على الإنسان إدراك سعادته إلا إذا أخذ اعتمادها من المحيطين ورأوها عليه ؟، بالقطع لأ، ليس هناك إحساس فردي ناضج يحتاج  لجمهور ليصبح حقيقي لأنه ببساطة حقيقي ، إن ما يحتاجه لجمهور هو كل شعور مزيف عرف أصحابه في مستقر قلوبهم أنه كذب فأرادوا أن لا ينكشف وبالغوا في تأكيده.

إذا لو تمنت كثير من الفتيات زوجًا مثل أبو هشيمة – كما حدث في واقعة التسريب –  وهي لا تعرف عنه غير ما يهديه لزوجته فقد تمنين ما حصلت عليه ياسمين صبري وليس رجلًا مثل أبو هشيمة أو تمنى رجلًا مثله فيما يهديه لزوجته فقط لأنهن لم يعرفن شيئًا آخر عن حياته الخاصة غير هذا الجانب.

لو سلمنا بأن تبادل الهدايا دلالة على الحب وهو بالفعل من سنن النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال “تهادوا تحابوا” ولو سلمنا أيضًا أن التسريب وقع بالخطأ، لماذا لم يقع تسريب بالخطأ أيضا عن هدية باهظة الثمن أهدتها النجمة الزوجة لزوجها رجل الأعمال لأنها بالتأكيد تبادله الحب نفسه أم أن الذكورة تقتضي أن يدفع الرجل وتصرف الست.

الحب لا يحتاج لإثبات حتى يصبح كاملًا، والحب لا يعرف الذكورة ولا الأنوثة بقيد صنعه المجتمع وكل من أحبوا عرفوا أن العطاء بين المتحابين مستحق دون طلب وبلا نهاية ولا يمكن تقديره بالمال أو حسابه، أنا أعطي من أحب كل ما يحتاج وكل ما أستطيع وتكون المحصلة في النهاية واحدة، أكون سعيدًا ومتسقًا ومستقرًا.

لقد قضيت اليوم يوم عمل طويل وصعب خارج المنزل على غير العادة ولا تكفي الكلمات لتصف سعادتي وامتناني بانتظار زوجي لي خارج الغرفة حاملًا لي الغداء بيديه ساخنًا طيبًا بعد أن أعده بينما كان جالسًا في البيت يكمل روايته، لا قواعد ولا مظاهر.

في مصر تحتاج العلاقات الأسرية بشكل خاص والعلاقة بين الجنسين امرأة ورجل بشكل عام إلى إعادة فهم وتعريف للخروج بصياغة جديدة بعيدة عن السطحية والمنظرة.

إن عدلت عن قرار احتفاظك بخصوصيتك فأرجو أن تشارك أو زوجتك، جمهورك الشاب بتفاصيل أكثر عمقًا وحقيقة عن حياتك لتعظم أثرك، مثلًا لماذا أعلنت زوجتك الفنانة عدم مشاركتها في دراما رمضان الموسم المقبل، وما هي مشروعاتها المهنية المقبلة، هل تريدها أن تتفرغ لأجلك أم أدركت هي أن التمثيل لا يناسبها وتحضر لعمل مهم آخر.

إقرأ أيضا
التأمينات في التسعينات

القصد ألا تكن عاملًا مساعدًا وإن لم تقصد لتضييع المفاهيم وتضلل شباب استصعبوا الحياة برغم أنهم لم يعرفوها وقدروا النجاح بالقدرة الشرائية العالية برغم مخالفة ذلك للحقيقة إن أردت أن تكون قدوة فعليك تحمل المسئولية.

في القول الدارج ” متاخدش بالمظاهر ” لكن عندما تنحصر الحياة التي يقدمها معظمنا للشباب في المظاهر نكون بذلك خالفنا الحقيقة وشاركنا في التضليل.

وإن كان التسريب كما كتب بعض صحفيو الفن منافسة لصديقك عمرو دياب أو غيرة منه وهو الذي قدم أغنيات خاصة لعائلته كلها، أطمئنك فلقد طلبنا فيه عوض الصابرين بعد أن كبرنا وهو يسكن أيام طفولتنا ومراهقتنا وكما شهدت وكما شهدنا جميعًا تكرار الإفيه مبيضحكش !

الكاتب

  • أبو هشيمة رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
10
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان