“على ذكر مشاهد خالد الصاوي في سره الباتع” قصص عقاب بونابرت لمشايخ البلد
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جسد الفنان خالد الصاوي في سره الباتع شخصية الشيخ سليم شيخ بلد شطانوف والذي ألقي القبض عليه في الحلقة الخامسة بتهمة معرفته بقتلة عساكر الحملة الفرنسية، ثم تم الإفراج عنه بعد أن قام حامد بتسليم نفسه، ثم يكون ضمن المتظاهرين الرافضين لمحاكمته في الحلقة التاسعة، ثم إرجاء إعدامه في الحلقة العاشرة والحادية عشر.
اقرأ أيضًا
“من وحي سره الباتع” تفاصيل قتلى الحملة الفرنسية من الضباط في مصر
رغم أن دور الفنان خالد الصاوي في سره الباتع خيالي ولا صلة له بالتاريخ، لكنه يتناول أمرًا مجهولاً في تاريخ مصر مع الحملة الفرنسية وهو عقوبات الحملة الفرنسية لمشايخ البلد المعاونين لمقاومي فرنسا والتي كانت أشرس مما أظهرته مشاهد الفنان خالد الصاوي في سره الباتع من حيث السجن والإفراج.
أول شيخ بلد يتم القبض عليه
كان أول شيخ بلد يتم اعتقاله في قرى مصر هو سلامة العقدة شيخ بلد السالمية إحدى القرى التابعة لمركز فوه في محافظة كفر الشيخ، إذ أْلْقِي القبض عليه يوم 13 أغسطس سنة 1798م، وذلك لأن قريته التي يتولى شياختها قتلت 8 جنود فرنسيين أرسلهم مينو من رشيد إلى نابليون في القاهرة؛ ورغم أن قرية السالمية كان الانتقام منها عنيفًا لكن ليس معروفًا مصير سلامة العقدة هل تم الإفراج عنه لاحقًا أم لا، أم تم إعدامه مثل غيره.
أول شيخ بلد يتم إعدامه
لم تكن العلاقة بين مشايخ البلد والحملة الفرنسية على حالة ود، فقط كانت تجري بعض المفاوضات عقب المعارك، لكن لم يتم إعدام شيخ بلد إلا سليمان الشواربي شيخ بلد قليوب وكبير عائلة الشواربي المصرية الشهيرة.
كان شيخ بلد قليوب هو أحد المطلوبين من قِبَل نابليون شخصيًا وذلك لأنه كان على اتصال بالثائرين الذين ثاروا في ثورة القاهرة الأولى يوم 21 أكتوبر 1798م، وحاول أن يساعدهم بكل ما يستطيع من حشد للعربان لكن الفرنسيين تصدوا له وهو على حدود القاهرة.
كان هذا الاتهام مصدره الوحيد في تاريخ نقولا الترك حيث قال «عندما استعدت أهالي مصر على القيام ضد الفرنساوية كتبوا إلى الشيخ الشواربي يستنجدونه إلى إعانتهم وعينوا له زمنًا ليحضر به بعشائر العربان وقد أتى في الميعاد إذ كانت الفرنساوية محيطة بالقاهرة، وحين نظروا العربان مقبلة ضربوهم بالمدافع والرصاص فولوا منهزمين».[1]
لم يذكر الجبرتي في تاريخه لأحداث ثورة القاهرة الأولى أي إشارة عن ذلك الدور لسليمان الشواربي، لكن أحمد حافظ عوض علل ذلك بقوله «الشيخ الجبرتي كان في حي الأزهر مع المحصورين المضروبين، بينما كان المعلم نقولا الترك مع الفرنساويين المحاصرين للمدينة؛ ولذلك استطاع أن يعرف أن الفرنساويين صدوا القادمين للنجدة وضربوهم بالمدافع والرصاص فولوا منهزمين»[2]
رغم ذلك فإن تاريخ الجبرتي لاحقًا ذكر وقائع القبض على سليمان الشواربي في حوادث يوم الخميس 5 رجب 1213هـ / 13 ديسمبر 1798م، إذ نجح يواكيم مورات حاكم قليوب من إلقاء القبض عليه في قليوب بتهمة العثور على رسالة أرسلها إلى بلدة سرياقوس يطلب منها أن تحشد أكبر قدر من الناس ويبعثوا بهم إلى القاهرة عندما يرى أن الفرنسيين هُزِموا؛ وحدد الجبرتي وقت الرسالة بأنه في ثورة القاهرة الأولى والتي وصفها بالفتنة السابقة.[3]
بقي سليمان الشواربي مع 3 آخرين في سجن القلعة لمدة 25 يوم حتى تم إعدامه في 7 يناير 1799م / 30 رجب 1213هـ وحكى الجبرتي تفاصيل إعدامه فقال «قتلوا شيخ العرب سليمان الشواربي شيخ قليوب ومعه أيضًا ثلاثة رجال يقال لهم عرب الشرقية فأنزلوهم من القلعة إلى الرميلة على يد الأغا وقطعوا رؤوسهم وحملوا جثة الشواربي مع رأسه في تابوت وأخذه أتباعه في بلده قليوب ليدفن هناك عند أسلافه».[4]
[1] نقولا التركي، ذكر تملك جمهور الفرنساوية الأقطار المصرية والبلاد الشامية، ط/1، دار الطباعة السلطانية، باريس، 1839م، ص70.
[2] أحمد حافظ عوض، نابليون بونابرت في مصر، ط/1، مؤسسة هنداوي، القاهرة، 2013م، ص243.
[3] عبدالرحمن الجبرتي، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، تحقيق:- عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم، ج3، ط/1، مكتبة دار الكتب المصرية، القاهرة، 1998م، ص61.
[4] المرجع السابق، ص65.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال