على فكرة الكفار ماكنوش بيقولوا “نحن غرابا عك”.. نشيد الكفار كتبه شاعر صوفي

من وانا صبي صغير قبل ما أكبر وابقى معلم، وانا معلق في ودني “نشيد الكفار” ” نحن غرابا عك” طبعا أن تلتين الكلام مش مفهوم، ولما كبرت شويتين وابتدين ادور وابحث واعرف وافهم، عرفت إن الكفار ماكنوش بيلفوا حوالين الكعبة يقولك نحن غرابا عك ولا بتاع، وان ده مش نشيد الكفار ولا أي حاجة وان الحوار كله حدوتة تانية خالص.

الأول بس تفسيرا للكلمات ” عك هي قبلية يمنية من سبأ يعود نسبها إلى عك بن عدثان بن عبد الله بن الأزد، وغرابا يعني عبيد سود، وعانية يعني خاضعة، عبادك اليمانية يعني عبيدك في اليمن” طب أيه الأصل بقى، يقول أبن قيم الجوزية أن بنو عك لما كانوا بيروحوا الحج كانوا بيجيبوا جوز عبيد شديدي السواد يمشوا قدام القافلة ويقولوا “نحن غرابا عك” يعني أحنا عبادك من عك، وترد باقي القافلة ورا جوز العبيد ” عك إليك عانية” يعني بنو عك جاين لك خاضعين” وبس خلاص، طب باقي النشيد جه منين بقى؟

باقي النشيد الطويل العريض ده واللي كان في افتتاحية فيلم هجرة الرسول اللي تم انتاجه سنة 1964 من تأليف حسين حلمي المهندس وإخراج حسن عبدالوهاب، كانوا محتاجين حته موسيقى تتحط تحت كلام الراوي اللي هو أنور أحمد على ما افتكر يعني، وهو بيفتح الفيلم من أول جملة كان العرب في مكة وبيكمل بقيت الحكاية.

اللي عامل الموسيقى التصويرية للفيلم العبقري على إسماعيل، المهم شمال يمين فوق وتحت كان فيه شاعر غنائي له ميول صوفية واضحة جدا وهو شاعر عظيم بالمناسبة اسمه عبدالفتاح مصطفى، قالهم تقريبا والعهده على مصادر البحث على الانترنت بدل ما تبقى مزيكا وخلاص نخليها غنوة ممكن توصف حال الكفار وقتها.

ومن قراءات عبدالفتاح مصطفى وصل لجملة “نحن غرابا عك، عك إليك عانية” قالك بس قفشتها، وراح مكمل باقي النشيد، لبيك اللهم هم هبل لبيك يحدونا الأمل/ إلى أخر نشيد الكفار، ويروح الكلام لبليغ حمدي، ها يسيبه طبعا لاء، وعلى نفس الشكل الموسيقى اللى اختاره على إسماعيل وهو الإيقاع وتحديدا الدفوف بيلحن بليغ حمدي الكلام وبيتم اعتماده وبيدخل الفيلم والغريب إنه اسم الثنائي ما بيتكتبش على التيترات، بس مش دي الحدوتة.

الإفيه الأهم إن نشيد الكفار الذي توارثته الأجيال أصبح حقيقة تاريخية أن الكفار كانوا بيقولوا كدة وهما بيطوفوا، والافيه الأكبر إن فيلم هجرة الرسول ما نجحش ربع نجاح النشيد ده اللي كلنا حافظة لغاية النهاردة وبنردده.