عماد فاروق.. تعرف إيه عن المنطق؟
تابعت في الأيام الماضية أزمة إعلان تعيين الأخصائي النفسي عماد فاروق معدا نفسيا للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي ورحيله بعدها بأيام قليلة قبل بدء عمله رسميا مع الفريق.
عماد فاروق هو أحد أساطير الكرة الطائرة بالنادي الأهلي، ويعمل حاليا أخصائيا نفسيا، وكان المدير الرياضي محمد رمضان أعلن تعيينه معدا نفسيا للفريق الأول لكرة القدم خلفا لأحمد أبو الوفا، على أن يبدأ عمله بعد انتهاء الفريق من بطولة كأس القارات الثلاث التي حصدها بالفوز على العين الإماراتي بثلاثية نظيفة.
صخب كبير صاحب إعلان انضمام عماد فاروق لجهاز الفريق، ففي حين غضب الكثير من جمهور النادي الأهلي من تعيينه على خلفية تصريحاته السلبية السابقة عن أسطورة كرة القدم محمد أبو تريكة، جاء غضب آخر من بعض المصادر المطلعة داخل أروقة القلعة الحمراء بسبب ما وصفوه “بشخصية الرجل وخلافاته الحادة السابقة مع مجالس إدارة النادي السابقة”.
جاء ذلك قبل أن يعلن فاروق نفسه عبر حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك” اعتذاره عن عدم قبول المهمة، معلقا أن “الأيام ستكشف الحقائق”. ولم ينتظر لاعب الطائرة السابق توالي الأيام الكاشفة ليطل بنفسه عبر برنامج “الماتش” مع الإعلامي هاني حتحوت لكشف أسباب رحيله.
ثلاثة طلبات
وقال فاروق إنه كانت له مطالب أولها أن يعلن رئيس النادي محمود الخطيب أمر تعيينه للاعبين بنفسه، مفسرا الأمر بأن إعلان الخطيب أمر تعيينه سيضعه في منزلة مختلفة عند اللاعبين، الذين افترض هو -بحسب كلامه- أنه لن يلقى قبولهم.
ولي هنا تساؤل: فإذا كان الرجل غير واثق في نفسه وطلب أن يقدمه رئيس النادي ليظهر مدعوما أمام اللاعبين، فكيف يكون مؤهلا أصلا لدعم اللاعبين نفسيا؟.
ثاني طلبات فاروق كانت تعيينه بمسمى وظيفي هو “مسؤول الاستثمار النفسي”، مفسرا كذلك الأمر بأن “الشغلانة” أكبر من الإعداد النفسي ولها خطط واستراتيجيات كان ينوي عرضها على رئيس النادي لتعميمها على قطاع الناشين. ورغم أني لم أسمع بهذا المسمى من الأصل وحين بحثت عنه لم أجد مصادرا تتحدث عنه كذلك، إلا أنني لن أعلق على هذه النقطة، حيث إن “الراجل شايف كدا” والكلام مش بفلوس.
الطلب الثالث لعماد فاروق كان الحصول على راتب يقدر بقرب 20 ألف دولار، وعلل طلبه بأنه بحث عن رواتب مساعدي كولر ووجد أن رواتبهم تدور حول هذا الرقم، مبديا انزعاجه من رد رمضان عليه: “هو أنت أجنبي” وأن القيمة السوقية لهذه الوظيفة لا تتعدى 20 ألف جنيه.
وهنا أتساءل هل المعيار الذي وضعه عماد فاروق لتحديد راتبه منطقي؟.. صحيح أن كل إنسان من حقه أن يقيم علمه وخبراته بالشكل الذي يرضيه، لكن الرجل حدد معيارا واضحا طلب على أساسه هذا الراتب، فهنا من حقنا أن نعلق.. فاروق اختار أن يحدد راتبه بما يتناسب مع رواتب مساعدي كولر الأجانب، وليس ما يتناسب مع قيمته أو قيمة ما يقدمه. فكان سؤال محمد رمضان منطقيا: “هو أنت أجنبي؟”.. لماذا لم يحدد فاروق راتبه قياسا براتب سامي قمصان المدرب العام أو الدكتور أحمد جاب الله طبيب الفريق مثلا؟.
أمر آخر لم يراعه عماد فاروق في مسألة تحديد راتبه، وهو طبيعة عمله التي تختلف كليا وجزئيا عن العمل الفني للمدربين الذين طلب الحصول على أجر مساو لهم، وهو قياس غير منطقي بالمرة، نظرا لاختلاف الوظائف وطبيعة العمل.. ما أراه منطقيا وطبيعيا هو أن الكابتن عماد كان عليه الاجتهاد في البحث عن أجور نظرائه في الأندية الأخرى لا أن يضيع وقته في البحث عن رواتب “الأجانب من مساعدي كولر”.
غضب منطقي
تصريحات عماد فاروق، أكدت لي سر غضب المصادر المطلعة في النادي الأهلي من تعيينه بسبب شخصيته. وأرى أن التراجع عن تعيينه كان قرارا موفقا من المدير الرياضي للنادي الأهلي، فالكيفية التي تحدث بها الرجل ومنطقه في تحديد سعره يشيران إلى خلل ما في طريقة تفكيره، فضلا عن حديثه عن دوره مع الفريق الذي مارسه “هاتفيا” خلال تواجد الفريق بالإمارات في بطولة السوبر المصري، ثم ما قبل مباراة العين الإماراتي، ومحاولته تعظيم هذا الدور، في حين أن العمل على الجانب النفسي للإنسان وتحسينه يحتاج وقتا طويلا وتعاملا مباشرا وليس هاتفيا خلال أيام قلائل، إلا لو كان الأمر يقتصر عند عماد فاروق على كلمات محفزة مشجعة من عينة: شدوا حيلكم يا رجالة، ارموا اللي فات ورا ضهركم ونركز في اللي جاي، وأنتم أحسن لعيبة في مصر”.. وهي كلمات مشجعة فعلا لكن أي حد ممكن يقولها عادي وليست بحاجة لـ”مستثمر نفسي”.