عمرو خالد من حساب المدينون الى حساب المليون
-
أحمد المقدامي
كاتب نجم جديد
في عام 2007 تصدرت صورة الداعية الإسلامي عمرو خالد مجلة ” فوربس العربية ” لأغنى أغنياء الدعاة الاسلاميين في العالم كصاحب أعلى دخل بين الدعاة بصافي دخل سنوي بلغ 2.5 مليون دولار من مجمل اعماله التلفزيونية و كتبه التي ألفها .
و ربما يعلم الجميع تاريخ الداعية الشاب الذي أصبح في الفترة مابين 2002 و 2008 أشهر داعية أسلامي خاصة بعد ظهوره بمظهر الداعية ” الكاجوال ” و الاسلوب الغريب في الطرح و الذي جذب فئة كبيرة من الشباب الجامعي و الطبقة الغنية وهي الفئة التي لم تطالها يد الدعاة من قبل .
ولد عمرو محمد حلمي خالد في 5 سبتمبر 1967 بمدينة الإسكندرية، وكان رئيس اتحاد طلاب كلية التجارة بجامعة القاهرة، ونائب رئيس اتحاد كليات جامعة القاهرة. حصل على درجة الدكتوراة في الشريعة الإسلامية تحت عنوان “الإسلام والتعايش مع الغرب” من جامعة ويلز ببريطانيا 2010.
سيرته
عقب تخرجه عمل لمدة 7 سنوات فى أحدى مكاتب المحاسبة قبل أن يفتتح مكتب خاص به , و من المعروف أن خالد فى تلك الفترة كان تابعا أمينا لجماعة الاخوان و شيوخ الدعوة وقتها أمثال وجدي غنيم فقد كان خالد المسؤول عن تقديم الشيخ وجدي غنيم و حازم صلاح أبو اسماعيل في مساجد ” أسد بن الفرات , الحصري ” وغيرها من المساجد التي كان يتناوب الدعاة عليها لتقديم دروسهم سواء الاخوان منهم أو السلفيين
أستغل خالد تلك الفترة التي بدأت فيها الطبقات الغنية بفتح منازلهم وفيلاتهم للمشايخ والدعاة وتكوين حلقات أطلق عليها ” دروس دينية ” لصفوة المجتمع و خاصة من السيدات , وبدء التسلل لداخل تلك الطبقات حتى قيل أنه نجح في الوصول الى منزل اللواء حسن عبدالرحمن رئيس مباحث أمن الدولة في عهد الرئيس الاسبق مبارك عن طريق توطيد علاقته بكرم الكردي “عضو الحزب الوطني” وصهر حسن عبد الرحمن” .
بل وصل الامر الى انه فى مابين عامي 2004-2006 ظهرت شائعة مفادها أن عمرو خالد قد وصل الى القصر الجمهوري نفسه وأصبح صديقا لعلاء مبارك بل وأقنع زوجة علاء بالحجاب و هو الامر الذي أدى إيقافه عن الظهور و رحل خالد الى لندن بسبب ذلك .
اختفاء عمرو خالد من مصر لم يكن جديد فقد أختفى من عام 2002 الى عام 2005 حيث سافر الى بيروت ومكث فيها حتى أغتيال الحريري ثم سافر الى لندن و من لندن الى مصر و كان تلك المرة الاولى وأشيع أنه تم أبعاده من قبل النظام الحاكم لأنه رفض مهاجمه الاخوان في برامجه .
و المرة الثانية في 2009 حيث سافر من القاهرة الى لندن مباشرة وقيل أنه سيغيب لمدة 3 سنوات و سينقطع عن مصر عدا زيارات متقطعه و قيل أن السبب علاقته بعلاء مبارك نجل الرئيس الاسبق حسني مبارك .
كيف كون عمرو خالد ثروته ؟
تقول فوربس أن طريقة حسابها لدخول المشاهير تعتمد على عددٍ من المعايير، شملت العائد المادي على حقوق الملكية الفكرية التي يحصل عليها الداعية من شركات الإنتاج الفني مقابل تسجيلاته الصوتية، وكذلك العائد من بيع مؤلفاته والذي يحصل عليه من دور النشر وشركات التوزيع، والأجر الذي يتقاضاه عن البرامج التلفزيونية التي يقدمها أو يظهر فيها، بالإضافة إلى الدخل الذي يحققه من خلال الأنشطة الفكرية الأخرى كالتدريب والمشاركة في المحاضرات التدريبية والتثقيفية.
واستثنت المجلة من دخل أعضاء القائمة، كلّ ما يتعلق بالاستثمارات الفردية التي لا تمتّ للنشاط الدعوي بصلة، وكذلك الهبات والعطايا المادية التي يحصل عليها هؤلاء، سواء من جهات حكومية أو غير حكومية.
وهو ما يعني أن عمرو خالد حقق 2.5 مليون دولار سنويا من خلال البرامج التلفزيونية و الاسطوانات المسجلة و الكتب المؤلفة , بعيد عن الاستثمارات الشخصية سواء و شركاته الاخرى أو الهبات الشخصية التي تصله من رجال أعمال أو ملوك حتى , فلقد تلقى عمرو خالد دعوة من الملكة رانيا لزيارة عمان عاصمة الاردن , قبل أن يقرر خالد شراء موقع ” الدستور الاردني ” و يكون الممول الاوحد له ومنفذا لترويج أفكاره فى الشام وفلسطين , ومن ناحية دعوة عمرو خالد المشهور بدعمه للأخوان قد ساهمت الى حد كبير في تلطيف الاجواء بين جماعة الاخوان المسلمين بالاردن والقصر الملكي بعمان في ذلك الوقت .
وفي عام 2002م خلال إقامته بين بيروت ولندن قام بتأسيس مؤسسة “رايت ستارت” الخيرية ليبدأ في العمل المؤسسي و لا ليس هناك أى معلومات متوفرة عن المنظمة الان والتي أختفت عن الساحة تماما بعد ظهور شبهات بدعمها للأخوان المقيمين بلندن .
يمتلك عمرو خالد شركة انتاج تساهم في أنتاج البرامج الدينية و خاصة برامجه و تأخذ نصيب الاسد من الدعاية الاعلانية التي يتم بثها في تلك البرامج وهو المنهج الذي أتبعه الداعية الشاب معاذ مسعود من بعده .
الغريب أن عمرو خالد بعد إتهامه من قبل الدعاة الاخرين بأن أخذ أموال مقابل الدعوة حرام ولا يجوز أخذ مقابل الدعوة لله , وهو ما نفاه عمرو خالد تماما مؤكدا أنه يتقاضى فقط مقابل البرامج التي يظهر فيها و ليس مقابل حلقات الدروس الدينية التي يعطيها في المساجد والفيلات
ولكن هذا لا يتنافى مع ما يستقبله خالد من دعم خليجي ومنح وعطايا للمساهمة في نشر مبادراته التي غالبا ماتفشل مثل مبادرة” دعم الناجين من حادث غرق العبارة السلام فى 2007 ” و كذلك مبادرة صناع الحياة التسرب من التعليم و غيرها من المبادرات التي فشلت وأختفت من الساحة .
ماذا يكون عمرو خالد ؟
هو سؤال وجودي وجب الاجابة عليه , فعندما قدم عمرو خالد نفسه للجمهورعبر شاشات التلفزيون بعد ما ضاقت المساجد بالدعاة كداعية وسطي ينتمي الى تيار الشباب و الجينز و دون ذقن و عمامة و كاكولا أزهرية ثم ما لبس أن أصدم مع الدولة بسبب ميوله الاخوانية و التي صرح عنها علنا في أحدى اللقاءات التلفزيونية مؤكدا أنه كان عضو في الجماعة .
و لكن بعد ثورة يناير و عودته الى الساحة مرة أخرى حاول الظهور بمظهر الثوري فتارة تجده في ميدان التحرير تارة أخرى يشكر الثورة على ماقدمته من تضحيات و أنها فتحت ابواب التلفزيون المصري أمامه بعد أن كان مغلقا في وجهه
و بعد وصول الاخوان الى الحكم أسس عمرو خالد ” حزب مصر ” ليتحول من ثائر الى سياسي و عمل على استقطاب نجوم ومشاهيير الفن والرياضة الى حزبه ثم مالبس أن أصطدم مع تيار الاخوان فقام بدعوى المنشقين من شباب الاخوان الى الانضمام لحزبه مناديا بضرورة الحوار مع كافة الاديان والتيارات , ولكنه فشل كما هي العادة , وهو مادفع عمرو خالد الى أعلان ترشحه للرئاسة عقب أنتهاء دورة الرئيس المعزول محمد مرسي .
و في 2013 مع سخونة الاحداث و رحيل الرئيس السابق محمد مرسي إلتزم عمرو خالد الصمت تماما و توارى عن الانظار , حتى لا يحسب على طرف ما , حتى أن البلتاجي وصفه فى أحدى المرات فوق منصة رابعة بـ ” الشيطان الاخرس ”
ثم حاول عمرو خالد العودة الى الساحة ليس كداعية و لا أخواني ولا ثائر و لا سياسي ولا رئيس محتمل ولكن كجزء من مجتمع مدربي التنمية البشرية الذين يبيعون الاوهام تحت مسمى الطاقة و الايجابية و الكثير من الاشياء المبهرة و لكنه لم يلق قبولا بل تلقى فضيحة بعد ظهوره يرقص مع فتيات غير محجبات على العكس مما كان يدعو عليه ويعمل عليه منذ ظهوره ثم استغلال الدين في أحد إعلانات الفراخ والذي لاقى هجوما ضخما بسببه
أبرز برامجه
“حتى يغيروا ما بأنفسهم” و”خواطر قرآنية” و”محاضرات رمضانية” و”صناع الحياة” و”على خطى الحبيب”و”باسمك نحيا” و”إسلامنا”.
و معلوم أن عمرو خالد سمى برنامجه ( على خطى الحبيب ) إقتباسًا من كبيرة الإخوانيات وزعيمة تنظيم الإخوان المسلمات / زينب الغزالي فهي التي كانت تطلق هذه العبارة في الأوساط الإخوانية و كانت مقولتها الشهيرة ” اللهم اجعلنا على خطى الحبيب ” , وهو مادفع عمرو خالد الى أطلاق مقولتها على أسم برنامجه تخليدا لذكراها عقب وفاتها في 3/8/2005 .
الكاتب
-
أحمد المقدامي
كاتب نجم جديد
رجاء تصحيح عيارة ” من حساب المدينون ” الي ” من حساب المدينين ”
خالص تحياتي