عمرو دياب يعيش عصر الإنجازات وحملته .. بدل الأغاني خد كلونيا
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
كل فنان أو مبدع حقيقي يقتنع ويؤمن بأنه أهم وأكثر قيمة من الأشياء وأن عطاءه ذو أثر باق إلا عمرو دياب مؤخرًا فكما يقول في أغنيته التي كدت أخطئ في كتابة كلماتها لولا جوجل يقول فيها ” ليه يا قلبي كل يوم بتحب واحدة” فليه يا عمرو كل يوم باستراتيجية تسويقية جديدة تخالف سابقتها أو تبطل عملها وليه يا عمرو دياب باتت اختياراتك بعيدة كليًا عن كونك فنان ونقطة على السطر.
جماعات ناشطة ما تضم أسماء مكررة دائما ما تصفق للهضبة كان محقًا أو مخطئً سربت صورًا من كواليس إعلانه عن إطلاقه عطر يحمل اسمه وما آثار الجدل في الصور هي الحالة شديدة الحميمية بينه وبين الموديل أو العارضة والمذيعة إنجي كيوان والتي جآءت من كواليس تصوير الإعلان.
بالمصادفة أتابع إنجي كيوان منذ مدة عبر حسابها على انستاجرام ولقد نشرت من جانبها صورًا جمعتها بعمرو دياب وزوجها دون تعليق ولم تنشر أي من الصور المثيرة للجدل التي قام نشطاء الهضبة بتسريبها ليكثر القيل والقال عن الدنجوان الذي لا يشيخ والتوستيرون الذي لا ينضب، لتذكرني بالصورة التي نشرت للمغنية اليونانية إيريني بابادويلي للترويج لأغنيته أهي أهي أهي ، أو بالأصح لنقول مين الصاروخ دا وننتظر الأغنية بفارغ الصبر ، فلا أحد يعرف بابادويلي من الأساس وبعد إذاعة الأغنية لم يهتم أحد ولو بالصاروخ، عمرو دياب يسوق لنفسه بصور السيدات الجميلات؟؟؟!!
نشاط جماعة الهضبة والتي تضم صحفيين (أرزوقية) أصبح مريبًا جدًا بعد إصرارهم على تناول موضوع عطر عمرو دياب باعتباره إنجاز ساحق ماحق لم يصل إليه فنان عربي من قبل ما دفع الغيور نمبر وان للإعلان بدوره عن مجموعة عطور باسمه … على طريقة بدل الواحد .. تلاتة.
لهؤلاء أود مناقشة بعض المفاهيم
أولا : نحن في عصر تعالت فيه أصوات تريد العودة للبساطة والسعادة الحقيقية وتحقر من التفاخر بما يسمى البراندات بل وتحفز على إخفائها لذلك أرى أن خطوة الهضبة جاءت تسويقيًا متأخرة أكثر من عشرين سنة بعد أن كان منطقيًا أن يرسخ لعلامة تجارية لملابس رجالية باسمه خاصة في الزمان الذي كانت المصانع فوق السلم وتحت بير السلم تتهافت لتقليد ملابسه التي كان يظهر بها في كليبات أغنياته، كان الهضبة حينها مصدرًا مهما لأرباح من يرتدي علاماتهم التجارية.
ثانيًا: لمن يروجون بعطر عمرو دياب كإنجاز لم يسبقه إليه أي فنان عربي، لا يسعني البحث في صحة ادعاءهم لأن اعتبار إطلاق عطر بحد ذاته إنجاز هو أمر مضحك بالنسبة لفنان مهنته الغناء يتفاخر بإنتاج عطر بينما يتصدر ويجز بأغنياته أنغامي وسبوتيفاي وتحرز أغنية فاضي شوية لحمزة نمرة ٤٠ مليون مشاهدة على قناته عبر يوتيوب فقط غير نجاح البومه وتصدره أنغامي ليكون الأكثر استماعًا وتقولي الهضبة نزل عطر !
حتى رواد الأعمال لا يمكنهم اعتبار إطلاق عطر أو أي منتج نجاحًا بينما يحتفلون بتحقيقهم أرباح من بيع هذا المنتج.
أكتب فقط لأضع طرحكم الساذج في مكانه الصغير المهين لكل المهن الإبداعية التي يجب أن ندعمها قبل أن تتحول كل القيم والناس والأفكار إلى أشياء لها ثمن مهما غلى تظل رخيصة.
لا يمكن أن نعتبر ياسمين صبري ممثلة وفنانة مؤثرة ومهمة لأنها الوجه الإعلاني الوحيد في الشرق الأوسط لكارتييه بل تبقى وجه جميل جدًا ومؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مجال الأزياء والمجوهرات وكل ما يخص المظهر الخارجي وقد تكون من ضمن أجمل مائة وجه أو مليون وجه لكنها لن تصبح ممثلة كبيرة ومهمة لأنها فقط شاركت بعرضها منتج لعلامة تجارية مهما كان سعرها وبصرف النظر عن قيمة العلامة التجارية نفسها
وعلى ذلك يا جماعة هذا النوع من الدعم ينتقص من الفنان الذي صحبتنا أغانيه في مراحل عمرية من حياتنا وأصبحت أغنياته القديمة جزء من ذاكرتنا لا يليق به بأن يتعكز على عطر أو موديل تعويضًا عن تراجع تأثيره الفني والمهني في حياتنا كفنان ..عيب عليكم وعيب عليه.
عندما رأيت ابتسامة الهضبة في صور إطلاق عطره ثم حملات الإشادة الممنهجة والتي باتت محفوظة ابتسمت بأسى بعد أن مر بخاطري كل الانفلونسير والعارضات اللاتي اتابعهمن باعتبارهن رائدات أعمال
أطلقن عطرهن الخاص ومستحضرات تجميل وعباءات وخطوط أزياء ولم يتفاخرن يومًا باعتبار الإطلاق عملًا ناجحًا على قدر سعادتهن كأي رائد أعمال بنفاذ الكمية المُنتجة وازدياد الطلب وتحقيق الأرباح.
اقرأ أيضا
فنكوش صيدليات ١٩٠١١ .. هل يعتذر عمرو أديب عن جريمته؟
وإذا تجولنا في عالمنا العربي لوجدنا غاليية المؤثرين عبر مواقع التواصل إن لم يكن جميعهم فور تحقيقهم عدد لا بأس به من الجمهور يقومون بإطلاق علامتهم التجارية الخاصة ، بمعنى إن كل عربي مشهو (قليلًا أو كثيرًا ) عمل براند فكان يجب أن يبقى عمرو دياب هو البراند الفني والأخلاقي والإنساني ولكن يبدو أننا خسرناه
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
والله حللتي الموقف بشكل رائع فعلا الكثير لا يرتقي في فترة خفوت نجمه لمستواه فيما مضى.. فكرة الشيخوخة الفنية بتخليهم يقبلوا باشياء تساعد على قفول نجمهم بشكل اسرع.. والبعض الاخر يصل لشيخوخته قبل فترة شبابه. احييكي 👏👍