عمرو عبد الجليل : مشينا بجد ملقناش ثمن السيجارة
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد
الحقيقة أن الجمهور البسيط المتواضع لم يدرك طبيعية العمل الضاحك فطبيعة المسلسل لا يدركها جمهور السوشيال الميديا، ومنذ متى يعلق أحد من الجمهور على مسلسلات محمد الغيطي بالإيجاب ولا السلب، والحقيقة التي يغلف عنها الجميع أن شعبية المسلسل جاءت من شعبية نجيب الريحاني وأثره فى الوسط الثقافي والفني في تاريخنا المعاصر؟
تقدم هنا فردوس عبد الحميد دورا ساخرا من أدوارها السابقة، فقد اعتادت على تقديم أعمال المثالية لدرجة الملل، فهي دائما السيدة المثالية التي تحارب الجميع من أجل الجميع، فهي قدمت عشرات الأدوار المثالية طوال مسيرة حياتها الفنية، فهي تعود لنا لتقدم دورا الأم المستبدة، فهي هنا الأم الشريرة وهي تقدم رؤية مشابه لما لمسته في مقابلتي الوحيدة معها، فمنذ عشر سنوات تقابلت معها ومع المخرج الكبير محمد فاضل في دار الأوبرا المصرية وكنت أبدي إعجابي بأعماله فشعرت بـ انزعاجها فأكملت مدحي في العديد من أعماله، فهو قيمة فنية تاريخية في حياتنا المعاصرة، وواحد من أعمدة الفن التلفزيوني، الحقيقة أن محمد فاضل متعه الله بالصحة كان مخرجا جيدا صاحب رؤية حقيقية و لكنه الزمن وعدم وجود تلاميذ مخلصين بجواره ينقلوا له التصور و الطرق الحديثة المتبعة.
يقدم عمرو عبد الجليل السيرة الذاتية لجد إبراهيم توشكي يدعي نجيب، وقد سبب ذلك الخلط بين شخصية نجيب ونجيب الريحاني، وهي الشخصية التي قدمتها في فيلم كلمني شكرا، قد ذلك الخلط العديد من المشاكل لدى الجمهور التي كانت تعيش في نفس العصر للأسف بالنسبة للأخطاء التاريخية وأعتقد أن العمل فانتازيا فلا يقبل العمل كهذا إلا في أطار الفانتازيا، وقد تعودنا من مخرج كبير مثل كوينتن تارانتينو أنه يقدم رؤيته للأحداث التاريخية بالصورة التي كان يتمنى حدوثها، ولكنه معروف عنه ذلك ولا تعتبر أعماله أعمال تاريخية، ولست أعمال تعبر عن التاريخي و أعتقد أن المسلسل يقدم رؤية ساخرة عن الفترة التاريخية بدليل إفيهات عمرو عبد الجليل التي تنمني للعصر الحالي، ولا تقترب من قريب ولا من بعيد من نجيب الريحاني.
عمرو عبد الجليل كان ممثل جيد ولا يفعل حاليا إلا الاستسهال، ولكن أدرك حجم المعاناة التي مر بها، فهو ممثل موهوب أصيب بالإحباط و الوحدة أثناء رحلته، فعندما كان يمثل لم يسمع عنه أحد، شاهد أدوار هامشية بعد فيلم إسكندرية كمان وكمان، شاهد دفن موهبته في برامج مثل بين الناس وحياتي، لم يتوقف عمرو الجليل ولكنه لم ينجح إلا عندما أدرك أن الموهبة وحدها لا تكفي وأن العلاقات و السخرية والهلس، فصنع لنفسه صورة الكوميدية قادرة على وضعه فى الصف الأول مرة أخرى، وهنا تأتي حكمة شكوكو التي تقوم “مشينا بجد ملقناش ثمن السيجارة مشينا في الهلس بنينا عمارة”.
بخصوص استشهاد المؤلف أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد، فالحقيقة لا مجال للمقارنة، فإننا ككتاب نقف مذهولين أمام المجهود المبذول من إيمانه وصدقه بأعماله، وحيد حامد أُثناء مسلسله الأخير وخرج علينا في مئات المناظرات يرد على الاتهامات بمنتهي الثقة والإيمان وكان يرد بالمرجع والدليل والمذاكرات، وقد المناقشات أكثر ثراء من العمل.
وأخيرا من فترة قريبة قرأت مقال عن الأصل التاريخي للصراع بين عائلة آل غانم و آل البدري أسماء العائلات التي يعود إليها أبطال مسلسل ليالي الحلمية، فتخيل مجرد أسماء عابرة حاول عكاشة توثيقها، أنه كان فنان موهوب ومدهش وغير قابل للتكرار، وأعتقد أن وحيد وأسامة رحمه الله عليهما لو كانوا أحياء كانوا أول من تصدوا لصناع ذلك المسلسل، ونعيد مرة أخري أن شعبية تعود إلي شخصية الريحاني التي مازالت مؤثرة في وجدان الجمهور العربي.
نصيحة من الممكن أن تشاهدوا فيلم تجسيد فؤاد المهندس لشخصية الريحاني أعتقد أن الفيلم أكثر احتراما مما يحدث حاليا
الكاتب
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد