عملة نادرة.. ودراما عالقة بين الاستسهال والتطرف
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
الحلول للعقد الدرامية، واحدة من أهم أسس الدراما، فمثلما على السيناريست أن يحيك عقدته جيدا وبشكل محبوك، عليه أيضا أن يخلق حلها بشكل جيد ومحبوك، وهو الأمر الذي لم يحدث ولو لمرة واحدة في مسلسل عملة نادرة، لتبقى حسنة المسلسل الوحيدة هو عودة أحمد عيد إلى الضوء مرة أخرى ليذكرنا بأي موهبة قام صناع الدراما بتركها على الرف كثيرًا.
اقرأ أيضًا
عملة نادرة ودراما مرتبكة
ولكن حتى موهبة بحجم وشغف وطاقة أحمد عيد بحاجة لسيناريو جيد وإخراج واعي ليخرج أفضل ما عنده، وهو ما افتقده عيد كثيرا في عملة نادرة، الحقيقة أن هذا ما افتقده عملة نادرة بالأساس، فمشكلات عملة نادرة أكبر بكثير من لكنة جمال سليمان، تلك النقطة التي ينتقد عليها من لحظة ظهوره في الدراما المصرية حتى الآن، حتى تحولت لنكتة بايخة من كثرة انتقاده عليها ومن تجاهله لها.
مشكلات عملة نادرة تكمن في الأساس نفسه، صلب العمل وإخراجه، المشكلة في مدحت ومحمد العدل ليس إلا، فمثلما كان مدحت العدل غير موفق تمامًا سواء على مستوى الحوار أو مستوى السيناريو وتطوير ورسم الشخصيات والأحداث والعقد والحلول، واعتماده الحدث الواحد وردود الفعل في أغلب حلقاته.
كان أيضا محمد العدل غير موفق في التعامل البصري مع مكان الأحداث أو حتى مع المشاهد المكتوبة، اختياره للزوايا كان أحد أسباب ضعف الدراما، فمحمد العدل يأتي في المشاهد الهامة ويقرر استخدام زوايا ثابتة، بالإضافة للديكور المفتعل للنجع الذي تدور فيه الأحداث نفسها، والإضاءة التي جاءت مظلمة أكثر مما تتطلبه الدراما.
الدراما في عملة نادرة هي دراما عالقة بين مشكلتين الاستسهال الشديد والتطرف الشديد، فالشيخ المنزلاوي وظهوره كشخصية ودوره المكرر في كل مشهد يظهر فيه، كوسيط للصلح بنفس الجمل والطريقة والرتابة، هو مثال قائم على الاستسهال لحل العقد الدرامية، وبين التطرف الشديد مثل خط إسراء وعلاء مثال على هذا التطرف بما فيه من أحداث من بدايته وحتى نهايته.
بالإضافة لمشكلة الحوار، الجميع يتحدثون بنفس اللسان، على سبيل المثال قم بتبديل الجمل الحوارية بين عبدالجبار وحسن أبو عصاية وشداد، ستكتشف أنه لا فارق الجميع يتحدثون بنفس المنطوق، حتى نادرة تتحدث مثل البقية، ليكون الفرق بين كل شخصية هو الممثل الذي يقدمها.
الشخصيات نفسها تتطور بشكل مضطرب وغير مقنع، بل يتم اختلاق أشياء جديدة لتبرير تطورها المضطرب كالفيديو الذي تم تهديد إسراء “مريم الخشت” به؟! كعلاقة مسعود ودميانة؟ كوجود دميانة من الأساس داخل الدراما فليس لها أي مبرر دراما هي شخصية موجودة فقط فحذفها لا يؤثر في الدراما في شيء.
وبكل تلك المشكلات سواء في السيناريو أو الإخراج، خرج عملة نادرة أقل من المتوقع، عمل مرتبك، كان أصحابه لا يعرفون ما يودون قوله من عملهم، لتبدد مشكلات السيناريو والإخراج كل هذه المواهب، ليخلف المسلسل أية وعود كان ينتظر المشاهد تحقيقها، خارجًا من الباب الخلفي للسباق الرمضاني.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال