رئيسة التحرير
رشا الشامي
همتك نعدل الكفة
128   مشاهدة  

“عملوها المصريين” قادوا دون لجان التطوير ولا مليارات حملة كان العالم جزء منها

حملة


في خضم فرحةٍ مستحقةٍ بإنجازٍ وحدثٍ استثنائي، هو افتتاح المتحف المصري الكبير — المتحف الأكبر للحضارة المصرية في العالم — تفاعل المصريون مع الحدث بصدقٍ وفرحةٍ حقيقية، لتكون مشاعرهم وتفاعلهم العفوي مع الحدث العالمي وسيلة الدعاية الأكثر جذبًا وإبداعًا.

توقعات عالية ودعاية جافة

فبينما كان الجميع ينتظر الإعلان الترويجي الرسمي للمتحف الكبير، توارى هذا الفيديو خلف الأنظار، ولم يلقَ الاهتمام المتوقع، رغم الترقب الكبير له. إذ جاء الإعلان باهتًا وجافًا، يفتقر إلى الإبهار البصري والسردي، ولم يرتقِ لمستوى حدثٍ طال انتظاره لأكثر من عقدين.

وفي مفارقة لافتة، تزامن ذلك مع واقعة القبض على الشاب عبدالرحمن خالد، الذي ابتكر برومو دعائي للمتحف مستخدمًا تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونشره على صفحته الشخصية، لينتشر كالنار في الهشيم بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. وقد جاء ذلك بعد بلاغٍ من وزارة السياحة اتهمت فيه الشاب بانتهاك حقوق الملكية الفكرية، والذي سرعان ما أخلى سبيله، وهذا ما دفع بسقف توقعات المصريين والمتابعين إلى السماء في انتظار الفيديو الرسمي، والذي جاء مخيبًا للآمال رغم تكلفته الإنتاجية العالية، ومع ذلك الكثيرين رأوا أن مقطع عبدالرحمن تفوّق في التأثير والانتشار على الفيديو الرسمي.

الفيديو الرسمي، الذي أنتجته شركة ميديا هاب “سعدي–جوهر”، جاء خاليًا من الحس الإبداعي، وكأنه مجرد لقطاتٍ عشوائيةٍ من داخل المتحف دون روحٍ أو سياقٍ موحد. انطلقت الكاميرا بين بهو المتحف وبعض القطع الأثرية بلا ترابط أو سردٍ حكائي، بينما جاء التعليق الصوتي مليئًا بالجمل الإنشائية المكررة التي فقدت بريقها. بدا الأمر كما لو أننا أمام فيديو تعريفي لمؤسسة حكومية، لا أمام افتتاحٍ لصرحٍ عالميٍ انتظره المصريون والعالم 23 عامًا منذ وضع حجر أساسه عام 2002.

بالذكاء والصدق والإبداع.. حملة شعبية للاحتفال بالمتحف

لكن وسط هذا الجمود الرسمي، بزغ الإبداع الشعبي كعادته من حيث لا يتوقع أحد، فالمصريّون، بعفويتهم وذكائهم الفطري، استعادوا زمام المشهد وصنعوا دعايتهم الخاصة بطريقتهم الفريدة. فبينما اكتفى الرسميون بمشاهد باهتة، أطلق جيل الألفية وجيل «Z» و«Alpha» خيالهم على المنصات الرقمية، ليحوّلوا افتتاح المتحف إلى مهرجان رقمي عالمي يعجّ بالسخرية الذكية والإبداع التلقائي.

ببساطة وعبقرية في آنٍ واحد، عملوها المصريين — كما كتب أحد المعلقين — فحوّلوا التريند إلى لوحةٍ من الفن الشعبي الحديث. استعانوا بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتجسيد الملوك والتماثيل وكأنها تنطق من جديد، لتروي قصة الحضارة المصرية بلسانٍ معاصر لا يخلو من الطرافة




وخلال ساعاتٍ قليلة، اجتاحت هذه المقاطع المنصات الرقمية، لتعيد تعريف مفهوم التفاعل الإلكتروني، بعدما جعلت الأحجار «تتحدث» والمومياوات «تعود إلى الحياة» في مشاهد بصرية مدهشة.

ولم يتوقف الإبداع عند حدود الفيديوهات، بل امتد إلى صفحات الميمز والكوميكس، حيث حوّل المصريون رموز المتحف إلى شخصياتٍ معاصرة في مشاهد فكاهية تجمع بين الأصالة والتقنية الحديثة.

العالم اليوم مصريًا

أما المفاجأة الأبرز، فجاءت مع الصور المولّدة بتقنيات «جيمِناي» للذكاء الاصطناعي، التي تحوّلت إلى ظاهرةٍ عالميةٍ خلال ساعات، وتصدّرت قوائم البحث على «جوغل» الدولي، بعد أن لاقت تفاعلًا واسعًا داخل مصر وخارجها، لما حملته من جمالٍ بصري وروحٍ مصريةٍ خالصة.

وامتد صدى هذا الإبداع الشعبي إلى خارج الحدود، إذ شارك في الاحتفاء بالمتحف المصري الكبير عدد من مشاهير العالم والعرب الذين تفاعلوا مع موجة الفيديوهات والذكاء الاصطناعي التي غزت المنصات، من بينهم الفنانة أحلام الإماراتية، والفنانة اللبنانية ورد الخال ولاعب ريال مدريد جود بيلينجهام، ولاعب أرسنال ويليام صاليبا، وغيرهم من النجوم الذين أعادوا نشر المقاطع والصور عبر حساباتهم، تعبيرًا عن إعجابهم بالحس الإبداعي والفكاهي الذي قدّمه المصريون

حملة

إقرأ أيضا
حملة

حملة

حملة

حملة

حملة

وهكذا، أثبت المصريون مجددًا أن الحضارة ليست فقط ما يُعرض داخل جدران المتاحف، بل ما ينبض به خيال أبنائها على الشاشات. فقد قدّموا للعالم درسًا في كيفية تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداةٍ

للفرح والابتكار والسخرية الجميلة، مؤكدين أن مصر لا تزال قادرة على أن تُبهر — ليس فقط بآثارها القديمة — بل بعقول أبنائها الحديثة أيضًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان