“عملية ألبرت أتراكشي” عندما دخل العيد بفرحة قتل فاقئ عيون جنود مصر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
فصلت 6 أيام بين فرحة عيد الأضحى لعام 1405 هجريًا الموافق أغسطس 20 أغسطس 1985 وبين قتل ألبرت أتراكشي الملحق الإدارة بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة والذي كان قائدًا عسكريًا صهيونيًا وقام بفقأ عيون أسرى الجيش المصري.
قصة عملية ألبرت أتراكشي
قبل أيام من قتل ألبرت أتراكشي قامت مجموعة أطقلت ثورة مصر قد سلمت خطابًا مكتوبًا بالآلة الكاتبة وباللغة العربية تحت إحدى باب وكالات الأنباء الغربية في القاهرة أعلنت فيها عن مسؤوليتها عن الحادث وقالت أنها ستستمر في عملياتها المماثلة حتى يغادر جميع المستعمرون الإسرائليون البلاد.
اقرأ أيضًا
قصة أزمة بيبسي في عيد الأضحى بمصر “أنقذها الشيخ علام نصار مفتي الديار من الإفلاس”
كان ألبرت أتراكشي قد وصل إلى القاهرة في يوليو للعمل كملحق إدارة بالسفارة الإسرائيلية ولم يكن من بين الشخصيات التي طلبت السفارة الإسرائيلية تعيين حراسة مرافقة لها من أجهزة الأمن بحسب بيان وزارة الداخلية.
في 20 أغسطس 1985 م لقي الملحق الإدارة بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة مصرعه عندما قُتِل بـ 7 رصاصات من سيارة اعترضت طريق سيارته فيما أصيبت زوجته وسكرتيرته تعمل في السفارة، حيث غادروا منزلهم رقم 12 بشارع 210 في المعادي واستقلوا سيارة فولكس جولف، وكانوا في طريقهم لمنزل السفير الاسرائيلي بالمعادي وعند تقاطع شارع بورسعيد مع شارع 18 في المعادي فاجئتهم سيارة حمراء بالاتجاه المعاكس وتم إطلاق النار عليه وقُتِل ألبرت أتراكشي بـ 7 طلقات أطلقها نظمي شاهين.
ردود الفعل على عملية قتل ألبرت أتراكشي
خرج سكان المنطقة على صوت طلقات الرصاص ووجدوا الملحق الإسرائيلي قتيلاً وبجواره زوجته وبالخلف سكرتيره وهما مصابين وتم نقلهم لمستشفى السلام الدولي.
وزارة الخارجية المصرية أعربت عن أسفها وأرسل عصمت عبدالمجيد رسالة عزاء لإسحق شامير وزير الخارجية الإسرائيلي، أما إسرائيل فعبرت عن شعورها بالصدمة والحزن لمقتل الرجل.
أما ممثل منظمة التحرير الفلسطينية زهدي الطرزي أدان الحادث وقال أن أسلوب الاغتيال مرفوض وأن عمليات الاغتيال ليست هي الطريقة التي توصلنا للسلام.
فيما قال الدكتور مصطفى خليل نائب رئيس الحزب الوطني للشئون الخارجية أن حادث اغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي هو حادث فردي يجب أن لا يؤثر على العلاقات بين مصر وإسرائيل بل على العكس لابد أن يكون حافزًا كي يبذل البلدان جهودهما لمحاولة حل الهلافات الموجودة بينهما في الوقت الحاضر وعلى رأسها مشكلة طابا.
وقال مصطفى خليل أنه لا يعتقد بوجود منظمة تحمل اسم ثورة مصر وهذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها هذا الاسم سواءًا من مصدر رسمي أو من إذاعة أو عن طريق الشائعات.
شهود العيان وبيان الداخلية
وزارة الداخلية قالت في بيانها أن القتيل لم يكن من بين الشخصيات التي طلبت السفارة الإسرائيلية تخصيص حراسة مرافقة لها، وبدأت أجهزة الأمن فور وقوع الحادث جهودًا مكثفة لسرعة الكشف عن الجناة وفرضت حراسة مشددة على الموانئ والمطارات.
زوجة الدبلوماسي وسكرتيره رفضا الادلاء بشهادتيهما في تحقيقات النيابة قبل سفرهما مستغلتين تعليمهما بالحصانة الدبلوماسية التي تمتعا بهما من التحقيق وغادرتا المستشفى بالقاهرة مع الجثمان دون تشريح.
اللواء أحمد أبو القاسم مدير المعمل الجنائي في وزارة الداخلية قام بمعاينة مكان الحادث وتبين أن الأبواب الأربعة للسيارة مفتوحة بعد خروج ركابها منها ووجد دماء على الباب الأيمن الأمامي و 3 رصاصات في مواجهة السيارة ورصاصتين بسقفها ورصاصتين متجاورتين بالباب الأيمن الخلفي ورصاصة في منتصف الباباين جهة اليمين ورصاصتين بسقف السيارة جهة مؤخرتها ودماء على المقعدين الأمامي والخلفي بالجهة اليمنى ورصاصة بالباب الأيسر، إلى جانب تعرف سيارة أخرى تخخص المواطنة منى عبدالرحمن كانت تقف أمام العمارة.
روحية رياض الغنيمي إحدى سكان العمارة 9 في شارع بورسعيد قالت أنها كانت نائمة وسمعت صوت طلقات رصاص فأسرعت للشرفة تستطلع الأمر فوجدت سيارتين بيضاء وأخرى فيات حمراء قادمة من شارع بورسعيد من اتجاه الكوبري وانحرفت من أمام العمارة إلى شارع 18 حيث أطلق منها الرصاص على السيارة الفولكس وخرج منها سيدتان بملابسها وعليهما آثار دماء وأوقفوا سيارة واستقلوها لأقرب مستشفى.
أما سعادات كامل مقيمة بشقة الدور الثاني بالناصية المواجهة للحادث بالعمارة 9 في شارع بورسعيد لم تختلف روايتها عن رواية روحية.
مضت السنوات وقد تم إلقاء القبض على عناصر تنظيم ثورة مصر في فجر 17 سبتمبر 1987 م وقد تم حبسهم جميعًا وقضت المحكمة بـ 15 سنة سجن، ومات محمود نور الدين في السجن عام 1998 فيما خرج أعضاء التنظيم في سبتمبر 2002 م.
المراجع
-
كتاب ثورة الابن ـ مصطفى بكري
-
وثائقي تنظيم ثورة مصر
-
جريدة الأهرام عدد 21 أغسطس 1985
-
جريدة الجمهورية عدد 21 و 22 أغسطس 1985 م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال