عم كركشنجي.. فرحته ما تمت خدها الخروف وطار
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يرتبط عيد الأضحى في أذهاننا بأغنية شهيرة للمطرب الشعبي “أحمد عدوية” وهي أغنية “كركشنجي”، والذي لا يعلمه الكثير أن تلك الأغنية تحكي قصة واقعية لشخص مصري بسيط أسمه عم “كركشنجي”، فما هي حكايته التي يتغنى بها الملايين؟.
عم كركشنجي وهروب الكبش
«كركشنجي دبح كبشه.. يا محلى مرقة لحم كبشه» كان عم كركشنجي رجل فقير يملك من الدنيا عزة النفس فقط، يأبى مساعدة الأهالي له، ويسير بين الناس بمبخرته وينشر رائحة البخور الطيبة في كل مكان يمر به، ومع اقتراب عيد الأضحى قرر التجار أن يجمعوا له مبلغ 7 جنيهات “لحاليح” ويشترون له كبشًا لأنه كان يرفض صدقتهم بالمال أو اللحوم، وبالفعل كان ذلك وتم شراء كبش له، وفرح الكركشنجي وأولاده بالكبش وأخذوا يُهللون: “كركشنجي دبح كبشه.. يا محلى مرقة لحم كبشه”.
ولكن النحس كان يلاحق الكركشنجي فهر منه الخروف أثناء الذبح، هو لأول مرة في حياته يحتكم على خروف،
واستكمل الأطفال الأغنية “عكشه..فركش، نكشه..طنش، قلشه.. إقلـــــــــــــــش” حيث قلشه الخروف وهرب منه.
إقرأ أيضًا…طرد العاملات الأثيوبيات في شوارع لبنان هل يمكن لمصر مساعداتهن بعد أن تخلى عنهم الجميع؟
السبع سلاطين
ويبدأ عم كركشنجي في الندب على حظه قائلًا “سبع سلاطين استسلطناهم من عند المستسلطنين”، “تقدر يا مسلطن يا مستسلطن”، ” تستسلطلنا .. سبع سلاطين زي ما استسلطناهم من عند المستسلطنين”.
جمع عم كركشنجي السلاطين من جيرانه ليضع بها الشوربة واللحمة الخاصة بالخروف، ويسأل هل يستطيع الأشخاص الذين يسخرون أن يأتوا له بالكبش الذي هرب لكي يتمكن من ذبحه ووضع لحمته في السلاطين التي معه؟.
سبع دبابيس
“سبع دبابيس استدبسناهم من عند المستدبسين،.. تقدر يا مدبس يا مستدبس،.. تستدبسلنا سبع دبابيس زي ما استدبسناهم من عند المستدبسين”.
جهز عم كركشنجي سبع دبابيس ليدبّس بهم فروة الخروف من أطرافها بعد ما الذبح، ويتسأل هل يستطيع الأشخاص الذين يسخرون من هروب كبشه، أن يأتوا له بالكبش لكي يتمكن من ذبحه وتدبيس فروته؟.
السبع لحاليح
“سبع لحاليح استلحلحناهم من عند المستلحلحين”، “تقدر يا ملحلح يا مستلحلح تستلحلحلنا.. سبع لحاليلح زي ما استلحلحلناهم من عند المستلحلحين”.
يتسأل الرجل الفقير هل بإمكان الساخرون أن يأتوا به بسبع جنيهات أخرى ليشتري بهم خروف جديد؟.
الأغنية في حد ذاتها تعبر عن حالة التعاطف مع الغلابة، وحالة الرجل الفقير التعيس بعد أن ضاع رزقه، وهي من تأليف الشاعر العظيم “مأمون الشناوي”، وتلحين الراحل “حسن أبو السعود”، وقد كان مقصودًا أن يتم صنعها كلحن راقص لكي تستمر وتعيش لأجيال عديدة، وعلى الرغم من مرور عشرات السنوات عليها إلا أنها مازالت تغنى حتى الأن ويتناقلها الأجيال، بل وانتقلت للعالمية أيضًا بعد أن قام بعد الطلاب الأمريكيين بغنائها على الرغم من كلامتها الصعبة المستعصية حتى على المصريين.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال