عندما اهتم الملك فاروق شخصيًا بيوم مشاهدة فيلم قلبي وسيفي
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اهتمت الصحافة المصرية بيوم 24 فبراير عام 1947م لأنه موعد مشاهدة فيلم قلبي وسيفي والذي لم يكن ككل الأفلام التي سُتْعَرَض على شاشات السينما مثل فيلم خاتم سليمان الذي دخل في أسبوعه الثاني، لكن الاهتمام هو بسبب حضور الملك فاروق لمشاهدة الفيلم.
مشاهدة فيلم قلبي وسيفي برعاية ملكية .. لماذا ؟
كان الهدف من مشاهدة فيلم قلبي وسيفي هو تخصيص إيراد حفلة العرض للترفيه عن جنود الجيش المصري، وقد رجت إدارة شركة أوبرا من الجمهور أن يشتروا تذاكر الفيلم من شباك التذاكر بسينما استديو مصر لا مكان آخر، على أن يحضر الجمهور بالملابس الرسمية بمناسبة حضور الملك فاروق للمشاهدة.[1]
ثاني أسباب الاهتمام بمشاهدة فيلم قلبي وسيفي أنه كما ذكرت صحيفة أخبار اليوم أنه باكورة إنتاج أوبرا فيلم وهو أول فيلم يظهر صفحة رائعة من حياة الجيش المصري والدور الذي قام به في الحرب الأخيرة (الحرب العالمية الثانية)، وقلبي وسيفي كما يدل اسمه معركة عنيفة بين القلب والسيف بين الحب والواجب.[2]
وقد أراد مصطفى السيد كاتب الفيلم بالتعاون مع عبدالعزيز أحمد الذي وضع حوار العمل أن يعمقا الحب في الجندية من خلال قصة الشاب منير الذي يحب سميحة بنت جلال قائد سلاح الفرسان، لكنه مستهتر فيرى والده طلعت أن يعلمه أهمية الانضباط من خلال الالتحاق بالجيش.
وجاء التركيز على بطل الفيلم منير الذي أدى دوره الفنان محمد البكار لأنه ضابط في الجيش المصري وله رتبة ملازم في سلاح الفرسان؛ وقد كتبت جريدة أخبار اليوم عنه «أظهر الملازم محمد البكار بطولة وشجاعة نادرتين في التمرينات العسكرية العنيفة التي اشترك فيها مع سلاحه حتى كان موضع ثناء وإعجاب جميع الرؤساء والضباط العظام.
الملك فاروق ومشاهدة قلبي وسيفي
أوفد الملك فاروق محافظ الإسكندرية لحضور حفل وضع حجر الأساس لمستوصف أحمد ماهر بميدان المحطة بالإسكندرية، فيما تفرغ هو لمشاهدة الفيلم في سينما استديو مصر، وكان في استقبال الملك فاروق رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي وأحمد عطية باشا وزير الدفاع، مع عدد من الشخصيات العامة أبرزهم رجال القصر والباشوات مثل رئيس الديوان الملكي وحافظ عفيفي باشا وعبدالمقصود أحمد بك وحسني نجيب بك مدير شركة مصر للسينما والفنان محمد البكار بطل الفيلم والمخرج مدكور.
بدأت الاحتفالية بعزف السلام الملكي ثم الهتاف للملك فاروق، وبعدها بدأ عرض شريط من جريدة مصر الإخبارية المصورة التي اشتملت على الحفلات والمناسبات التي حضرها الملك فاروق، ثم بدأ عرض الفيلم.
عقب انتهاء الفيلم كما ذكرت صحيفتا المقطم[3] وأخبار اليوم[4]، أن الملك دعا الفنان محمد البكار وصافحه وهنأه على الفيلم، وقال «إني معجب باختياركم لهذا الموضوع الاجتماعي الوطني لإنتاجكم وأرجو أن تكون كل أفلامكم من هذا الطراز باعثة الروح الوطني في النفوس وأن تكون دائمًا مشبعة بالقوة والرجولة خالية من الذل والنواح».
[1] محرر، تذاكر قلبي وسيفي، جريدة المقطم، عدد 24 فبراير 1947م، ص3.
[2] محرر، دنيا الفن .. قلبي وسيفي، جريدة أخبار اليوم، عدد 15 فبراير 1947م، ص10.
[3] محرر، القصر العامر .. أخبار محلية، جريدة المقطم، عدد 26 فبراير 1947م، ص2.
[4] محرر، الملك فاروق يشرف قلبي وسيفي، جريدة أخبار اليوم، عدد 27 فبراير 1947م، ص11.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال