عندما تقرر خروج الأفلام العربية من حسابات برنامج نادي السينما
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تربع برنامج نادي السينما على عرض أشهر البرامج الفنية التي كان يقدمها التلفزيون المصري وربما أطولها فقد استمر زهاء 30 سنة وأكثر.
مرحلة ظهور البرنامج
تم تكليف يوسف شريف رزق الله بالإعداد لبرنامج نادي السينما عام 1975م، وكان قد عُرف وقتها أن له نشاط سينمائي آخر خارج نطاق المبنى، مثل الكتابة والنقد، ليطلب من التلفزيون أن يتعاقد على مجموعة من الافلام لكي أعرضها.
يحكي يوسف شريف رزق الله عن علاقته بالبرنامج وانفصاله عنه فيقول «حتى عام 1980م، عندما حدث انفصال بين القناة الأولى والقناة الثانية، عرضت علىَّ رئيسة القناة الثانية إني أقوم بعمل برنامج آخر عن السينما اسمه أوسكار، وكان الفرق بينه وبين نادي السينما أنه يعرض أيضا فيلم أجنبي ولكن بدون استضافه ضيف، ولكني كنت أكتب سكريبت، وأشرح لماذا حصل هذا الفيلم على هذه الجائزة أو تلك، سواء في مجال التصوير أو التمثيل أو الإخراج».[1]
تم اختيار دكتورة درية شرف الدين التي كانت في الإذاعة وقتها، من أجل تقديم البرنامج، وبدأ البرنامج أسبوعيًا يوم السبت، وبالتوازي مع ذلك بدأت تتجه إلى القراءة السينمائية.
كان ظهور درية شرف الدين أحد أهم عناصر قوة البرنامج لدرجة جعلت الرحالة والمترجم أمين سلامة يقول «إنني مقتنعٌ تمامًا بمذيعة برنامج نادي السينما؛ فإن درية شرف الدين مذيعة متمكنة ودارسة ومُلمَّة تُبهِرك بثقافتها السينمائية وبنطقها السليم لأسماء المخرجين، سواء أكانوا من الإنجليز أو من الأمريكيين أو الفرنسيين، أما فكرة المُعلق على الفيلم فهي فكرةٌ لطيفةٌ جعلَتني أحاول شيئًا فشيئًا أن أشاهد الفيلم باهتمام ودقة بالغَين، وأكوِّن لنفسي انطباعاتي وآرائي وتعليقاتي، ثم أقارنها بما سوف يقوله المعلق المتخصص الدارس، ومع ذلك، كم يضايقني أن أرى مذيعة هذا البرنامج تخرج علينا لتقرأ لنا نشرة الأخبار. هذا خطأ. إن ذهني يظل مرتبطًا بدرية شرف الدين طوال الأسبوع، على أمل أن أراها في برنامجها المحبَّب إلى نفسي، فإذا وجدتُها فجأةً تقرأ نشرة الأخبار، فإني أرثي لها؛ لأن المشرفين على جهاز التليفزيون قد أساءوا استخدامها، وحطُّوا من قيمتها الغالية لدى الجمهور؛ ليست السيدة درية شرف الدين مذيعةً عادية حتى تقرأ الأخبار؛ فللأخبار مذيعوها الذين اعتدنا أن نراهم دائمًا، والذين يُزعِجني أيضًا أن أراهم يُقدِّمون برامج هم ليسوا أهلًا لها».[2]
الأفلام العربية ببرنامج نادي السينما
امتاز البرنامج بأنه يقدم سهرة للتسلية لا تخلو من الثقافة، فهو ليس برنامجًا أكاديميًا لكنه تثقيفيًا ومسليًا، وكان من ضمن التساؤلات حينها سبب عدم عرض الأفلام العربية من خلاله.
اقرأ أيضًا
عن الأم الروحية لتطوير مذيعات الربط في التلفزيون المصري قبل إلغاء وجودهن
أجاب المخرج محمد قناوي عن سبب عدم عرض الأفلام العربية بنادي السينما فقال «خشينا أن ننفذ تلك الفكرة لأنها ستدخلنا في عالم المجاملات فلو عرضنا فيلمًا لأحد المخرجين فسيطلب الآخر تنفيذ تلك الفكرة، مما سيجعلنا نشكل لجنة محايدة للاختيار وهذا سيدخلنا في متاهات فقررت التلفزيون ألا يدخلنا في تلك السجالات والمتاهات رغم أن رغبتنا كانت في أن نناقش أفلامهم وقضاياهم ونعرضها على الشاشة بأسلوب صريح جدًا».[3]
[1] ماري فكري، بالفيديو.. حوار مع الإعلامي القدير يوسف شريف رزق الله، موقع جريدة وطني، 22 فبراير 2019م.
[2] أمين سلامة، حياتي في رحلاتي، ط/1، مؤسسة هنداوي، 2023م، ص102.
[3] دينا ريان، المسؤولون عن نادي السينما يتحدوث بعد مرور 10 سنوات على البرنامج، جريدة أخبار اليوم، عدد: 19 يناير 1985م، ص2.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال