عندما طردني والدي لأول وأخر مرة من البيت
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كنت في الصف الثاني الثانوي عام ١٩٩٠، نشأت في أحد شوارع حي الزيتون وسط صحبة كنا ندخل بيوتها كأنها بيوتنا وكانت فعلا بيوتنا، ٧ من المراهقين تعودوا لعب الكرة سويا مع الفرق الأكبر في الحي بل ونجحوا في الانتصار على بعضها ليملكوا بعضيا من الصيت في المنطقة قرروا فجأة أن ينقلوا هذا الصيت من الرياضة إلى الفن جذبتهم أغاني محمد منير ومدحت صالح وعلي الحجار فقرروا.
أختي الأكبر مني مباشرة إيناس الصديقة والرفيقة وخطوبة صديقتها المقربة، قررت فرقة كرة القدم التي تلعب مباراياتها في باركنج المطار أو شارع السبق أن تحييه، قررنا فجأة أن نصبح فرقة موسيقية دون هدف أو مبرر وحدث هذا بالفعل مع مصادفة لطيفة.
نتعرف قبل أسبوعين على صديقنا الفلسطيني عطا الله، الذي يسكن في حي عين شمس والذي يملك صوت جبلي آخاذ، نقرر جميعا العزف على أن يكون هو مطرب فرقتنا لإحياء الأفراح – ما زلت تذكر أغنية بحور الشوق يا مراكبية التي لم اسمعها سوى من سواه – .
ونقرر احياء حفل صديقة إيناس أختي وأنتيمتها المسكينة التي وافقت لسبب مجهول، أجرنا المعدات واشترينا الزي وسافر عطا الله قبل الفرح بيوم واحد للدراسة في السودان.
صداقتنا كمراهقين تربوا سويا لما تجعلنا نهتم اطلاقا بغياب صاحب الصوت الوحيد في الفرقة، قررت القيام بدوره وشجعني الزملاء لأني كنت هداف الفريق في مبارايات كرة القدم.
وعند وصول العريس أو الخاطب كان لابد للفرقة أن تعزف وتلعب لحنا معتادا للزفة نسيناه كلنا حتى ذكرنا أحدهم من المعازيم وعزفنا أو طبلنا إن شئت القول عزيزي القاريء حتى صعد إلى الشقة وبعد أقل من ربع ساعة من الغناء استعاض أهل العروسة بالكاشيت عن الفرقة النشاز ليكملوا خطوبة كادت أن “تبوظ” بسبب فرقة نشاز.
رحلنا مكسورين بعد فشل أولى تجاربنا الفنية، التقتطت لنا صورة فوتوغرافية لم نتحصل عليها توثق هذه التجربة، انتقمنا بشدة من أول فريق لاعبناه في باركنج المطار، لكن ما لم أفهمه أبدا لماذا طردني والدي من البيت للمرة الأولى والأخيرة في هذا اليوم بحجة أنني جلبت عليه العار.
على الرغم من أننا الفرقة الوحيدة على مستوى العالم التي لم تملك أدوات موسيقية سوى طبلة و٤ دفوف لأن أي واحد منا لا يملك القدرة على عزف أي ألة أخرى لكن لماذا غضب أبي ولماذا طردني وشعر بالعار لتكوين ابنه فرقة موسيقية لم تنجح في فرح واحد بل هاجمتها الحشود عدة مرات
“ما أنا روحت يا والدي من غير ما يضربوني حتى اسألوا محمد الدسوقي وشريف عبد الدايم ومصطفى كامل”
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال