عندما كان مصطفى يونس في غزو الكويت شاهد مشافش كل حاجة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شعر الكويتيون داخل مصر بالرعب مرتين في أغسطس 1990م، مرة بسبب خبر غزو صدام حسين، ومرة بسبب مصطفى يونس في غزو الكويت إذ أطلق تصريح لم يتجرأ أحد على قوله من شهود العيان مثله.
مصطفى يونس في غزو الكويت .. ما العلاقة ؟
في أواخر يوليو من العام 1990م تلقى الكابتن مصطفى يونس بصفته نجم سابق للنادي الأهلي المصري ومدرب الفريق الأول لنادي الشمس، دعوةً من الأمير فهد الأحمد رئيس اللجنة الأوليمبية الكويتية واتحاد كرة القدم الكويتي لحضور أحد الفعاليات الرياضية الكويتية.
لسوء طالعه هو ومن دعاه، داهمت القوات العراقية الأراضي الكويتية في هجوم كاسح وفي اللحظات الأولى استشهد مالا يقل عن 20 كويتيًا بين عسكريين ومدنيين حول قصر دسمان، وكان من ضمن القتلى الأمير فهد الأحمد في 2 أغسطس 1990 م
حينها كان الكابتن مصطفى يونس موجودًا في فندق شيراتون والذي اقتحمته القوات العراقية وقررت أن تجعله جزءًا من مقرات القيادة العسكرية، استطاع الكابتن مصطفى يونس الاتصال بزوجته الفنانة مي عبدالنبي وقال أنه سيغادر الكويت برًا إلى المملكة العربية السعودية، ومنها إلى مصر بالطيران، ودخل مصطفى يونس في تاريخ غزو الكويت بصفته أول مصري يعود من هناك.(1)
لم يستطع مصطفى يونس أن يسافر بالطيران عبر الأجواء السعودية، فتحرك برًا من الدمام إلى الأردن واستطاع حجز تذكرة على متن الخطوط الجوية الأردنية إلى القاهرة، ولدى عودته في 7 أغسطس 1990 م حكى معاناة الكويتيين بعد الغزو العراقي لكنه ألقى تصريحًا كذبه الزمن فيما بعد.
لم يكن قد تأكد بعد نبأ قتل الأمير فهد الصباح، أو بالأحرى لم يكن هناك بيان رسمي صادر عن ذلك، حتى مصطفى يونس نفسه لم يكن متأكدًا، لكنه قال شاهد بعيني كيف يدور السلب من الجنود العراقيين وقد أسروا ابنة الأمير جابر الصباح وقتلوا زوجة ولي العهد الشيخة لطيفة، ليتدراك الجملة ويقول ترددت شائعات، فيما بعد تبين وعلى لسان الشيخ سعد العبدالله نفسه أن أمير الكويت وبعد أفراد الأسرة الحاكمة بأنهم غادروا في سيارات غير رسمية منها إلى المملكة العربية السعودية.(2)
كان وقع ذلك مرعبًا للكويتيين، لكن لاحقًا فطنوا أن مصطفى يونس وإن كان صادقًا في أغلب ما يقول لكنه كان كاذبًا في خبر قتل زوجة ولي العهد، أو بالأحرى كان شاهدًا مشافش كل حاجة، وذلك لأن الشيخة لطيفة زوجة الأمير سعد العبدالله السالم لم تمت في أحداث الغزو ولا زالت على قيد الحياة حتى الآن، ولم يقم مصطفى يونس حينها أو بعد حين بالاعتذار عن تصريحه الذي أدلاه في مطار القاهرة أمام صحافة مصر والعرب وأفراد الجالية الكويتية بالمحروسة.
المراجع
(1) نصر القفاص، جريدة الأهرام، عدد:- 7 أغسطس 1990م، ص12
(2) وثائقي غزو الكويت، إنتاج MBC
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال